تحويل الخلايا التالفة فى المخ إلى خلايا عصبية جديدة
رفع العلماء من الآمال فى أنه يمكن إصلاح تلف المخ الناجم عن السكتات الدماغية، والطعنات وحتى الرصاص من خلال تحويل الخلايا التالفة إلى خلايا عصبية جديدة تعمل بكفاءة.
وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى نسختها الإلكترونية، اليوم الجمعة، أنه للمرة الأولى تمكن العلماء من تجديد المناطق المتضررة من القشرة الدماغية من الحيوانات الحية عن طريق تحويل نوع من خلايا الدعم الموجودة فى الدماغ.
ونوهت الصحيفة إلى أن القشرة الدماغية، وهى الطبقة الخارجية من الأنسجة فى الدماغ، تسهم فى السيطرة على الحركة، وتفسير الحواس والفكر الواعى والذاكرة، مشيرة إلى أنه نادرًا ما يتم نمو الخلايا العصبية الجديدة فى هذه المنطقة من الدماغ لدى البالغين، ولذلك فإذا تعطلت إحدى الخلايا أو تلفت أو ماتت يصعب استبدالها.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه عن طريق حقن الفئران بفيروسات تحمل قطعة قصيرة إضافية من الشفرة الوراثية،أصبح العلماء قادرين على إنتاج خلايا هيكلية تسمى "إن جى 2 جليا"، في الجزء المتضرر من الدماغ لتتطور إلى خلايا عصبية، ثم نمت فى تلك المنطقة المصابة وكشف كونها قادرة على استقبال إشارات من الخلايا العصبية فى جميع أنحاء المنطقة المتضررة، حيث بات ممكنا إصلاح أنسجة المخ فى المرضى الذين يعانون من الصرع، أو أولئك الذين لديهم سكتة دماغية أو إصابة مؤلمة.
وقد استخدم العلماء سابقًا الخلايا الجذعية المطورة فى المختبر، ثم جرى حقن المرضى بها، للمساعدة فى إصلاح الأضرار الناجمة عن السكتة الدماغية.
ومع ذلك فإن أحدث الأبحاث التى نشرت، تفيد بأن الخلايا الجذعية، تزيد من احتمالية إصلاح الإصابات باستخدام الخلايا التى هى بالفعل فى رأس المريض، مما يقلل من خطر الرفض وغيرها من المضاعفات.
ومن جانبه، علق الدكتور بينيديكت بيرنينجر الباحث فى علم الوراثة فى جامعة لودفيج ماكسيميليان فى العاصمة الألمانية ميونيخ والذى يعد أحد الباحثين الرئيسيين: "هناك الكثير من البحوث الأساسية المطلوب حتى يمكن الانتقال إلى تفعيلها فى العيادات"، مضيفًا "فى القشرة الدماغية، يمكننا أن نفكر فى مرض الزهايمر والسكتة الدماغية، ولكن هذه الأمراض تشمل تلفا واسعا فى النسيج، لذلك سوف يكون صعبا، ولكن أمراضا أخرى مثل الصرع قد تكون أكثر قابلية".