|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسيرة الصلب والنصر عظة لنيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط ١٠ مارس ٢٠١٥ ألقيت بفمه الطاهر بكنيسة القديس مرقس الرسول بتاريخ 21/4/1995 يا رب سلام + مجدا للثالوث الأقدس الأب والإبن و الروح القدس الة واحد أمين فى قلوبنا وأمامنا ايضا قد ارتسمت صورة مسيحنا المصلوب .. الصورة حقا بألامها و جروحها الدامية مؤثرة للغاية وقديما تكلم ارمياء النبى و كأنة يرى من بعيد المسيح القدوس فى أوجاعة فقال” اما اليكم يا عابرى الطريق تطلعوا وانظروا إن كان حزنا مثل حزنى”.. و قبله رآه اشعياء النبى ..نظر بعين النبوة واذ بة يرى الرؤيا عينها فقال “لا صورة لة ولا جمال فننظر الية ولا منظرا نشتهية ، محتقر ومرذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن ( اى شدة الحزن ) نعم احزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناة مهانا ومذلولآ من الله ومضروبا ولكنة مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل اثامنا ،تأديب سلامنا علية، وبحبره شفينا ..كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقة و الرب وضع علية اثم جميعنا ، ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاة كشاة تساق الى الذبح و كنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاة “..اما يسوع فقد اشار مسبقا الى موتة اذ قال انا إن إرتفعت عن الأرض أجذب الى الجميع . + وكأنى بكنيسة العهد القديم و بصوت عروس النشيد تقول “اجذبنى ورائك فنجرى” ونحن كلنا نرنم و نهتف لمسيحنا ونقول في الترنيمة الحلوة ( الهى الهى كن قائدى وفى مسيرة الصلب لأقتدى.. اراك ضعيفا وانت القوى.. تصفح و تغفر لكل معتدى.وهنا فوق الصليب نسمع الكلمة الخالدة التى ترن فى اذهاننا دواما حينما قال يسوع “يا ابتاة اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ” .. ونتسائل هنا منذ متى راينا قتيلآ يتشفع و يطلب المغفرة لقاتلية ؟ هنا وضع يسوع اساس الغفران لأنة قد جاء لكى يعيد الإنسان الى مكانتة الأولى مكانة الطهر و النقاء،لأن يسوع فى حبه وفى رحمتة يطلب الصفح لمن اهانة ؟! + يسوع رفع على الصليب بإرادتة الكاملة وإن كانت قد جرت محاكمته .. و لكنها محاكمة ظالمة و غير منصفة .. رأينا تلميذه الخائن يهوذا حينما اتفق مع قادة اليهود على تسليمة نظير مبلغ هزيل من المال، وأعطاهم العلامة قائلآ لهم ستجدوا يسوع فى البستان هو و بقية التلاميذ وسأتوجة معكم.. وكانت مجموعة من الجند وجاؤا ليلآ يحملون المشاعل ولم يكن احد منهم يستطيع ان يميز يسوع من الباقين ولكن كانت العلامة المتفق عليها مع ذلك التلميذ الخائن هى (القبلة).. تقدم يهوذا و قبل يسوع ..يسوع وبخة قائلآ “أبقبلة تسلم ابن الإنسان ” يتساءل يسوع أبعلامة الود و الحب و الرقة أبهذة العلامة المقدسة تتفق على تسليمى ؟! تقدم اليهود وجنودهم للقبض على يسوع ..كان فى امكان الرب يسوع ان ينسحب من المشهد أو أن يتركهم فى اغماءاتهم فحينما قال لهم “من تطلبون؟ ” وأجابوا بالقول: نطلب يسوع الناصري فبمجرد صدور الكلمة من فم الرب القادر على كل شىء أنا هو!! انكفأوا على وجوههم وتكرر الأمر لعدة مرات ..ولكن يسوع اقامهم وأسلم نفسة لهم عالما انة انما يذهب ليصلب. + لم يكن الصليب صدفة.. أو طارئاً ..أو حدثاً فى منتصف الطريق، انما هو فى قصد الله منذ الأزل ..وهنالك أثناء المحاكمات حار الوالى بيلاطس ..لم يجد فى المسيح علة واحدة، لكى يسجل حكما عادلآ. و حاول ان يتبرأ أو يتنحى عن ذلك الموقف و لكنة (جبن) لأن الجماهير الصاخبة التى قادها اولئك الكهنة العميان و معلموا الشريعة ( معلمين مضللين) خافوا ان يأخذ المسيح مكانتهم وبعدئذ يتاواروا عن الأنظار، لم يفهموا ان المسيح قد جاء ليكمل ،ليعطى تعاليم كاملة.. ليست فيها نقصان ” ما جئت لأنقض بل لأكمل” . + كان هنالك عادة فى مناسبة العيد أن تطلق الحكومة سجين (اشهر سجين) فى وقتة كان بارباس اللص زعيما لثورة ،صانعا لفتنة ،مجرما ،قاتلآ، ويستوجب الموت. يقول بيلاطس لهم أأطلق لكم يسوع ؟ يصرخون لا لا …أطلق بارباس،ليصلب يسوع لأنه يستحق الموت. في الواقع كان يجب أن يطلق سراح يسوع لا أن يصلب،واللص القاتل المجرم يحاكم …لكنهم أناسا لا يعرفون الحق ولا يتعاملون بالرفق.. وللأسى العميق نراهم قادة المجتمع ، يقابلون من الناس بالمهابة و التكريم والإحترام و التوقير، انها مبادىء خاطئة مختلة ليس فيها من العدالة شىء ..صرخوا لبيلاطس اصلب يسوع ! يجيب بيلاطس: لم أجد فية علة واحدة تستوجب الموت ..يصرخون إنة يحارب قيصر ،وينادى بعدم الجزية.. يؤلفون روايات واتهامات! مع أن يسوع عندما تقدم واحدا ليجربة قائلآ :أنعطى جزية لقيصر قال يسوع يومئذ: أرونى دينارا (الدينار العملة مكتوب عليها و مرسوم صورة قيصر) فأجاب يسوع وقتها اذن اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله إذن يسوع لم ينادى بعصيان قيصر .. وهكذا جرى الحوار بين الرب يسوع مع بيلاطس الذي قال :أأنت ملك اليهود؟ فرد يسوع انت تقول. اذن انت ملك.. نعم بالفعل يسوع ملك..ملك ولكنة يقول مملكتى ليست من هذا العالم ..لو كانت مملكتى مملكة عالمية لكان اتباعى يجاهدون فى سبيلى ولا يدعونكم تقبضون علي ( لكن يسوع لم يحاول الإنسحاب من المشهد) ولم يحاول الإسترضاء.. بيلاطس ترسل لة زوجتة رسالة تقول لة إياك وهذا البار قد تألمت كثيرا من أجلة فى حلم هذة الليلة ..الزوجة توجة نصيحة لزوجها ولكنة جبان ( لم يكن علية -في ظل هذه الظروف- إلا أن يطلب ماءا ويغسل يدية و يقول “إنى بريء من دم هذا البار”) فالمحاكمة باطلة و الحاكم نفسة يعلن براءته ومع ذلك ينادى أولئك العتاة البعيدين عن الايمان و يقولون ماتخافش يا بيلاطس دمة علينا وعلى اولادنا . + في بعض الأحيان نصنع نحن كهذا المشهد ،نشوف الحق بأعيننا و نحيد عنة، بنخاف وبنجبن، و نؤيد الشر ،ونهتف للأشرار ،و نقول -بتهكم- دى سياسة ..أية سياسة هذة ؟التى اخدع بها الله، والتى اقاوم بها صوت ضميرى فى اعماقى، واحيد عن الحق، واتبع الشر،فمن يزرع للخير الخير يحصد و اللى يزرع الشر ها يحصد الشر. + معروف أن يسوع بين يدى محاكمة ظالمة، تسلمة الى جماعة الحاقدين ..يقول لهم بيلاطس هذا هو يسوع ملككم اتصرفوا فية زى ما انتوا عايزين! لكن يسوع يرفض بإرادتة الفرص التى كانت أمامهم واثبتت سلطانة الإلهى. انة يستطيع بإرادتة الا يصلب! ولكن جاء ليتمم العدالة الإلهية ويظهر ايضا محبة السماء للبشرية .العدالة (ان انا وانت وجميعنا يجب ان نصلب) لأننا نحن قد ارتكبنا خطايا وما اكثرها.. بدء من الأبوين الأولين ادم وحواء. فنحن ولدنا فى حالة ضعف ،وليست لنا قدرة على مقاومة الخطية ،و الشيطان الذى اغوى الأبوين الأولين كان واقفا بالمرصاد ..يتابع مسيرة البشرية ،و يغذيها بأفكار الشر ،فكيف نقاومه؟ مكتوب انه رئيس هذا العالم وانا ليست لدى المناعة او الحصانة التى استطيع أن اقاومة، لقد فقدتها يوم طرد أبواي من الفردوس ،عشت فى ارض الشقاء ،الخطية تطاردنى ،و الفكر مائلآ بطبيعتة الى الشر والى الخطيئة . + كانت هنالك رسالات سماوية نادى بها انبياء العهد القديم لتشجيع الإنسان على السلوك الطيب الحسن ولكن ليست للإنسان القدرة على المغفرة ،هنالك ذبائح كانت تقدم ،هنالك ايدى توضع على هذة الذبائح اقرارا بالخطية ،ولكن الذبيحة الحيوانية لاتستطيع ان تفى العدل الإلهى لأننا أخطأنا فى حق الله، نقول ادى ذبيحة وقدمناها ،أدى نذر و خلاص ،.. لا لا دة الله ملك الملوك و رب الأرباب ،كامل العدل، قد أوصى ونبة وقال : اوعى تأكل من هذه الشجرة ..فإن أكلت موتا تموت .العدل يطبق ما قالة تماما يطرد أدم ،وقد فقد الحياة المقدسة فى الفردوس الى ارض تنبت شوكا و حسكا ،يئن آدم ويتألم ليلآ و نهارا ليس هنالك راحة وكأنى بأرمياء النبى (النبى الباكى) يردد قائلآ : “ليت عينى ينبوع دموع فأبكى نهارا و ليلآ قتلى بنت شعبى”، الخطية جبارة اماتت كثيرين وكل قتلاها أقوياء ،لم تكن هنالك من وسيلة الا ان الله نفسة هو الذى يستطيع ان يخلص و يدفع الدين . + يأخذ العدل الإلهى حقة و تتجلى الرحمة الإلهية فى خلاص الإنسانية يسوع بنفسة يتنازل ويأخذ جسد البشرية، يتجسد من مريم العذراء ،لا يأخذ جسدا من رجل و إمرأة بل الروح القدس يحل فى احشاء العذراء ويكون جسدا طاهرا نقيا إنسانا كاملآ يحل فية الله و يتمشى بين الناس يرشد الناس الى الخير و الى العمل الصالح يدعوهم الى ملكوت السموات ،يدعوهم الى إنسانية جديدة . وكيف تكون ؟!يسوع يدفع الثمن يعتلي خشبة الصليب،يسكب دمة لأجلى و لأجلك ،رحمة بى و بكل الناس، و عندئذ يهتف الرسول بولس فيقول مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى. وهل لى ولك ان نقول مع المسيح صلبت، أتؤمن بأنة هو الملك ،والإلة القدوس الذى جاء من السماء ،الذى تنازل لأجلنا وسفك دمة الطاهر بإرادتة لكى يغسلنى من كل أثامى، لكى يطهرنا جميعا من الخطيئة ،وعندئذ نقول قد صرنا خليقة جديدة ولكى لا نتعرض للخطيئة و تصير لنا قوة جديدة يقول معلمنا بولس فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى . اذن بعد ان اغتسلت بدم المسيح وغفرت خطيتى بإيمانى انة هو الإلة الذى جاء لأجلى و صلب بديلآ عنى لكى يفى الحق الإلهى عدلة فإيمانى هذا يخلصنى من خطيئتى ..ولكى آخذ ملء القوة واسير وانا مطمئن، ولكى لا يسقطنى الشيطان مرة اخرى، ولكى أستطيع أن احاربة و اجاهد جهادا قانونيا يجب كما قال معلمنا بولس “فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا” فأسير فى هذة الحياة و انا مطمئن ان الذى يسيرنى هو الإلة الذى بة نحيا و نتحرك ونوجد وبغير ذلك سنظل عرضة للسقوط و عرضة للوقوع فى يد ابليس ولا نستطيع الفكاك منة.. + ليس هنالك من غفران غير دم المسيح الذى يطهر من كل خطية ..وليس هنالك من قوة تستطيع ان تلازمنى فى مسيرتى ان لم تكن قوة المسيح معى وهو وعد وقال انا معكم كل يوم، كل لحظة ،كل الأيام الى انقضاء العالم .قال ما تخافش انا معك . + ليعطى الرب هذا الإيمان لقلوبنا و عقولنا حتى نسير ونحن مطمئنين وواثقين اننا سوف نستمر فى المسيرة ..مسيرة النصر التى هى مسيرة الصليب وحتى التمام ليحفظنا الهنا لملكوتة السماوى غير عاثرين و لإسمة القدوس المجد و الكرامة و السجود الى الأبد أمين |
|