احترسن أيتها السيدات من الكوافير
“أغلب السيدات يفضلن الكوافير الرجل عن المرأة، مثلما يفضلن دكتور النسا عن الدكتورة”، بهذه الكلمات بدأ أحمد سعيد، مصفف الشعر، كلماته، مؤكداً أن “النوع” عامل رئيسي في الاختيار، ومبرراً ذلك ببراعة الرجل عن المرأة في أدق الأعمال التي تخصها بطريقة مباشرة، خاصة أن المحرك الرئيسي في ذلك هو رغبته في اكتشاف عالمها.
ويبدو أن كلمات سعيد واقعية بنسبة كبيرة، فهناك اعتقاد سائد أن طبيب النساء والتوليد “أشطر” من الطبيبة، والكوافير الذكر “أفضل” من الأنثى، بدليل أن معظم الفتيات والسيدات المرتديات الحجاب يقمن بخلعه داخل الكوافير مسلمن شعورهن لرجل.
وتظهر العلاقة بين مصفف الشعر الحريمي وزبوناته بشكل مختلف، فهو قد يتحول إلى صديق مقرب لمعظم الفتيات والسيدات، يحكي سعيد أن أغلب زبوناته تحولن لصديقات له، قائلاً: “البنت أو السيدة بتيجي الكوافير زي ما يكون نادي أو تجمع نسائي، هو بيئة كويسة للحكي، بس كله حسب ارتياح الزبونة للكوافير اللي بيتعامل معاها”، مضيفا: “أنا فيه بنات وستات كتير زبايني من 10 أو 15 سنة، ومعرفش أساميهم، وفيه زباين أعرف أدق الأسرار في حياتهم”، ويرى أن الكوافير متنفس حقيقي للسيدات، قائلاً: “فيه زباين محجبة ومفيش عندها مشكلة تقلع الحجاب وأعملها شعرها، وبنات بتيجي تشرب سجاير لإنها مش عارفة تشربها في البيت… وهكذا”.
ويبدو أن سعيد مصفف شعر حريمي منذ 40 عاماً تقريباً، مما جعله خبيراً في معرفة أي زبونة تأتي إلى المحل، قائلاً: “من أول 5 دقائق ويمكن بمجرد ما أشوف الزبونة، باعرف إذا كانت متحفظة ومش هتتكلم أو هتبقى صديقتي في يوم من الأيام”، متابعاً: “أنا مش بابدا غير الكلام التقليدي، إللي هو حضرتك أول مرة تزورينا؟، إن شاء الله شغلنا هيعجبك،والزبونة بتبتدي تفتح كلام”.
ويؤكد سعيد أن الارتياح في التحدث مع شخص يأتي من خلال التوفيق من عند الله أولاً، على حد قوله، لكنه يستطرد: “مش بس كده، لكنه بيعتمد على موهبة الشخص إللي بيكتسبها خلال حياته وعاملاته”، مشيراً إلى أن والده كان مصفف شعر وعمل معه في المحل الخاص به منذ عمر الـ7 سنوات، مضيفاً: “بدأت من مسح البلاط، ولما والدي اتوفى كان عمري 12 سنة، ولفيت على كل كوافيرات مصر، لحد ما بقيت أسطى وبأصفف شعر وأنا عندي 18 سنة، ودولوقتي عندي كوافيري الخاص في المعادي وعمري 49 سنة”، متابعاً: “كل السنيين دي أعطتني خبرة وموهبة في التعامل مع الزبونة؛ وده بيخليها ترتاح وتتكلم معايا براحتها”.
ويحكي سعيد عن أغرب موقف حدث له مع زبونة، قائلاً: “كان فيه زبونة عندي وبتحكيلي على مشكلة بينها وبين زوجها وبالتفصيل، والتليفون كان مفتوح وطلب زوجها، وسمع كل الكلام اللي دار، ولما روحت البيت اتخانق معاها وضربها حتت علقة”، بابتسامة ماكرة يستطرد سعيد قائلاً: “وأغلب صديقاتي من الزباين سيدات متزوجات”.