|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي الأدلة علي صحة هذا التعريف وعلي كون المسيح كاهناً بهذا المعني ؟ لنا لإيضاح صحة هذا التعريف وكون المسيح كاهناً بمعني هذه الكلمة الحقيقي الأدلة الآتية: الأول : استعمال هذه الكلمة الشائع وحقيقة الكهنوت عند جميع الأمم وفي كل القرون. فإن البشر شعروا بالخطية في كل مكان وزمان وذلك الشعور يشمل الحس بالإثم والفساد وانتفاء الحق في الاقتراب إلي الله. وكانت ضمائرهم دائماً تعلمهم ضرورية التكفير عن الخطية بإيفاء العدل الإلهي حقه وعجزهم عن ذلك وعدم أهليتهم لتقديم كفارة كافية أو تحصيل رضي الله بواسطة اجتهادهم. ولذلك ابتغوا دائماً إنساناً أو رتبة من الناس يعملون بالنيابة عنهم ولأجلهم ما علموا أنه يجب أن يعملوه مع عجزهم أن يعملوه لأنفسهم. فأقاموا الكهنة ليستعطفوا الله بواسطة الذبائح الكفارية والتقدمات والصلوات. فيكون القول أن الكاهن إنما هو معلم ديني فقط مخالف لشهادة التاريخ. الثاني : استعمال كلمة كاهن وحقيقة وظيفته في النظام الموسوي. لأن الكاهن في العهد القديم هو إنسان مختار من الشعب ومعين للوساطة بينهم وبين الله وللاقتراب إليه تعالي عنهم ولتقديم ذبائح كفارية وللشفاعة في المتعدين. فلم يؤذن للشعب أن يقتربوا من الله بل للكاهن فقط ولا سيما رئيس الكهنة الذي كان يدخل إلي داخل الحجاب بالدم الذي كان يقدمه لأجل نفسه ولأجل خطايا الشعب. وكل ذلك تمثيلي ورمزي لأن الكهنة اللاويين كانوا رموزاً والمسيح مرموزاً إليه وكل ما كان رمزاً في وظيفتهم وأعمالهم تم فيه. هم كانوا الظل وهو الحقيقة وهم علموا الشعب الطريق العتيدة أن تنزع بها الخطية وهو نزعها بالفعل. ولهذا إنكار كهنوت المسيح حسب معني هذه اللفظة في العهد القديم يبطل معني الكتاب المقدس ويؤدي إلي مبادئ التفسير تغير كل تعليمه. الثالث : تعريف الكاهن وبيان حقيقة وظيفته في العهد الجديد. قال الرسول لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يقام لأجل الناس (أي لأجل خيرهم وفي مكانهم) في ما لله لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطايا (عب 5 : 1) وجميع ما قررناه آنفاً هو في معني هذا النص أي أن الكاهن هو إنسان معين لأجل الآخرين ليقترب إلي الله ويقدم ذبائح. الرابع : ما ورد في الرسالة إلي العبرانيين فإن الرسول سمي المسيح فيها كاهننا وبين فيها ما يأتي : 1 – أن له جميع الصفات التي تؤهله لتلك الوظيفة. 2 – أنه تعين من الله. 3 – أنه كاهن علي رتبة أعلي من رتبة هارون. 4 – أن كهنوته يبطل كل كهنوت آخر ويغني عنه. 5 – أنه قد عمل جميع أعمال تلك الوظيفة وهي الوساطة والذبيحة والشفاعة. 6 – أن فاعلية ذبيحته كلية دائمة فلا احتياج إلي تكرارها أي أنه بواسطة تقديم نفسه مرة واحدة حصل لنا فداء أبدياً. الخامس : فوائد ممارسة المسيح هذه الوظيفة لأجلنا وهي : 1 – التكفير عن خطايانا. 2 – استعطاف الله أي إرضاؤه. 3 – مصالحتنا معه تعالي الناتجة من التكفير والاستعطاف ومن كل ذلك تصدر جميع البركات الداخلية الروحية والحياة الأبدية. وجميع هذه الفوائد لا يمكن تحصيلها بواسطة التعليم والآداب والقدوة ولا بواسطة تغيير داخلي فينا. والحاصل مما تقدم أن المسيح هو كاهن بالحقيقة حسب معني هذه الكلمة في الكتاب المقدس تماماً. ومن أخص تعاليم الكتاب المقدس في الوظيفة الكهنوتية : 1 – وجوب إقامة الكاهن من بين البشر لينوب عنهم (عب 5 : 1 و 2 وخر 28 : 9 و 12 و 21 و 29). 2 – وجوب اختياره من الله وفرزه لتلك الغاية (عب 5 : 4 و عد 16 : 5). 3 – وجوب كونه قدوساً طاهراً مكرساً لخدمة الرب (لا 21 : 6 و 8 ومز 106 : 16 وخر 39 : 30 و 31). 4 – أن يكون له حق الاقتراب إلي الله بتقديم الذبائح والشفاعة في الشعب (عد 16 : 5 وخر 19 : 22 ولا 16 : 3 و 7 و 12 و 15). فالكاهن بموجب ما سبق وسيط من بين البشر ليقف أمام الله أولاً : لأجل تقديم الذبائح (عب 5 : 1 و 2 و 3) وثانياً : لأجل الشفاعة (خر 30 : 8 ولو 1 : 10 ورؤ 5 : 8 و 8 : 3 و 4) وقد دعي المسيح كاهناً في الكتاب المقدس (مز 110 : 4 وعب 5 : 6 و 6 : 20 وزك 6 : 13) ونسبت إليه الأعمال الكهنوتية (أش 53 : 10 و 12 ودا 9 : 24 و 25) وكان هو المرموز إليه في الكهنوت اللاوي ولا سيما في رئيس الكهنة العظيم وفي الذبائح وقد أبان ذلك كاتب الرسالة إلي العبرانيين بأجلى بيان. وكان المسيح إنساناً من بني جنسنا (عب 2 : 16 و 4 : 15) ومختاراً من الله (عب 5 : 5 و 6) قدوساً وطاهراً (لو 1 : 35 وعب 7 : 26) وله حق الاقتراب إلي الله والقبول لديه تعالي في النيابة عنا كرئيس كهنتنا العظيم (يو 16 : 28 و 11 : 42 وعب 1 : 3 و 9 : 11 – 14) فالقول أن المسيح كاهن لينوب عنا في ما يختص بالله بالذبائح والشفاعة من أوضح تعاليم الكتاب المقدس. بين من الكتاب المقدس أن المسيح تمم وظيفة الكاهن فعلاً ؟ قلنا أن وظيفة الكاهن تحيط أولاً : بالكفارة وثانياً : بالشفاعة وورد أن المسيح توسط بين الله والناس (يو 14 : 6 و 1 تي 2 : 5 وعب 8 : 6 و 12 : 24) وأنه قدم ذبيحة كفارية (أف 5 : 2 وعب 9 : 26 و 10 : 12 و 1 يو 2 : 2) وأنه شفع في الشعب ولا يزال يشفع فيهم (رو 8 : 34 وعب 7 : 25 و 1 يو 2 : 1) ولا ريب أن المسيح أجرى هذه الأعمال الكهنوتية حقيقة لا مجازاً لأنه كان المرموز إليه برموز العهد القديم والرمز إشارة إلي ما هو حقيقي ولا يكون الرمز إشارة إلي رمز آخر (عب 9 : 10 – 12 و 10 : 1 وكو 2 : 17) وتمم المسيح هذه الوظيفة العظيمة جزئياً علي الأرض (عب 5 : 7 – 9 و 9 : 26 – 28 ورو 5 : 19) وكلياً في السماء حيث قدم ذبيحة في قدس الأقداس السماوية وهو حي إلي الأبد يشفع فينا (عب 7 : 24 و 25 و 9 : 12 و 24). |
|