|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا يراد بالنبي حسب اصطلاح الكتاب المقدس ؟ هو ما يتكلم عن آخر كما جاء في سفر الخروج فقال الرب لموسى أنظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبياً أي أن موسى يكون مصدر التبليغ وهارون آلته. وهذه هي نسبة النبي إلي الله لأن الله يعلن للنبي مشيئته وهو يبلغ ذلك الذين يرسل إليهم. وقيل في هارون من قبيل نسبته إلي موسى هو يكون لك فماً (خر 4 : 16) وقيل في النبي فمثل فمي تكون (أر 15 : 19) ومن جهة توظيفه أو إقامته كليماً لله وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنه أطالبه (تث 18 : 18 و 19). فيتضح مما تقدم أن النبي هو من يتكلم باسم الرب. ولكن يجب أن يقيد هذا الحد بكون النبي آلة بيد الله رأساً لأنه كل من يقرأ كلمة الله أو يبشر بها يتكلم باسمه تعالي لأن الحقائق التي يتكلم بها مبنية علي سلطان الله والكلام الذي ينادى به المبشر للشعب هو كلامه تعالي. ولكن القسوس ليسوا أنبياء لأن العهد القديم والجديد يميزان تمييزاً كافياً بين الأنبياء والمعلمين بأن الأنبياء كانوا ملهمين دون المعلمين. فكل من قبل إعلاناً من الله أو أوحي إليه بتبليغه سمي في الكتاب المقدس نبياً ولذلك سمي جميع الكتبة الأطهار أنبياء. ثم أن اليهود قسموا أسفارهم إلي الناموس والأنبياء والمكتوبات المقدسة أما التوراة أي الأسفار الخمسة فكاتبها موسى الذي لا ينكر أحد أنه كان نبياً والقسم الثاني الذي يشمل جميع الأسفار التاريخية والنبوية قد كتبها أيضاً الأنبياء والملهمون وهكذا يقال في القسم الثالث. والنبوة بالمستقبل إنما كانت جزءاً من عمل النبي يمارسها عند الاقتضاء. وعلي ذلك المراد بالقول أن المسيح يكون نبياً هو أنه يكون المتكلم عن الله لتبليغ أفكاره تعالي وإرادته للبشر وأن من جملة ما قصد بظهور مخلصنا علي الأرض أن يتكلم بكلام الله كما قال له المجد الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني (يو 14 : 24). وقيل أيضاً يسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول (لو 24 : 19). |
|