مفهوم الحب الحقيقي بحسب الانجيل
****************»
احبتي أننا نحتاج للفهم السليم الإنجيلى الموحى به من الله من خلال رسله عن مصدر الحب ،
و معناه ، و كيف نعيشه و نعبر عنه ، و مع من يجب أن نعيشه ، و غير ذلك من المفاهيم .
مصدر الحب :
يقول القديس بولس الرسول فى رسالته لأهل أفسس : " لكى يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن . ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم و أنتم متأصلون و متأسسون فى المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العمق و العلو ، و تعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة ..."
( أف 3 : 16 – 19 ) .
إذ التفت بإرشاد الروح القدس تجد أن الله الحال فينا بروحه هو يؤيد بكل قوة إنساننا الباطن ( و الذى هو الوعى
والإدراك و الضمير و القلب و الإرادة و المشاعر ) بل و يؤسس فيه فعل الحب و يساعده على إدراك محبة المسيح الفائقة المعرفة ، وهذا ما يؤيده قول بولس عن أولى ثمار الروح فى قوله : " و أما ثمر الروح فهو محبة ..."
( غل 5 : 22 ) .
لذا يجب الانتباه إن مفهوم الحب الذى كوناه بدون الروح القدس الذى يهبنا الإدراك لمفهوم الحب و ينبهنا لمصدر الحب ، هو حب ناقص ، و كثيراً ما يكون غير ناضج و أحياناً أخرى مفهوم خاطئ .
ومن هنا تأتى المشكلات و القصور بالأفعال فى التعبير عن ما نسميه أو ما نظنه حباً .
فالحب الذى يؤسسه فينا الروح هو حب يعرفنا مع جميع القديسين محبة المسيح الفائقة المعرفة " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 16 ) .
و هذا ما تنشده قصيدة الحب العجيب :
كـل حـب فى كيانـى نبعه حب يسوع
كـل حب فى الوجود رده حـب يسوع
و يقول القديس يوحنا سابا : " أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس بل ألقوا عنهم كل حب جسدانى ، و سعوا خلف الغنى بحبه ما صبروا أن يبقوا فى طريق العالم لحظة واحدة . آه أيها الحب الإلهى لقد سلبت منهم كل شئ " .
أى أنه إذ تأصل و تأسس فينا مفهوم الحب بالروح القدس على مستوى حب يسوع سيكون عندنا وقتئذ المصدر
والمفهوم الصحيح للحب و منه يمكن الانطلاق لممارسة الحب بطريقة عملية حقيقية ناضجة فى مجالات مختلفة .
معنى الحب :
هو ميول و شعور نحو الأخر نعبر عنه بالكلمات و بالأفعال معاً .
مثلاً : أنا أحب الله و أعلن له ذلك فى صلواتى و تسابيحى ( الكلام ) ، و أخدم أخوتى فى صور متعددة (الأفعال )
وهذا الشعور فيه العطف و الحنان و التسامح و العطاء و البذل و الاحتمال و تفضيل الأخر ، و فيه العدل و الرحمة وفيه الكثير من الإيجابيات ، و يكون خال من السلبيات كالأنانية و غيرها .
كيف نعيش الحب و نعبر عنه ؟
1- الوصية : " إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى " ( يو 14 : 15 ) .
2- الترك : " من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى ... " ( مت 10 : 37 ) .
3- الخدمة : " لأننى جعت فأطعمتمونى عطشت فسقيتمونى ... بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم " ( مت 25 : 35 – 40 ) .
4- المشاركة : " و كان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد و نفس واحدة ، ولم يكن أحد يقول إن شيئاً من أمواله بل كان عندهم كل شئ مشتركاً " ( أع 4 : 32 ) .
5- السلوك : " و اسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح و أسلم نفسه لأجلنا قرباناً و ذبيحة لله رائحة طيبة "
( أف 2 : 5 ) . يشتم الناس دائماً سلوك المحب كأنه رائحة طيبة لما فيه من بذل و تضحية كما أحب الرب
يسوع بالفعل ؛ و ذلك لأننا " رائحة المسيح " ( 2كو 2 : 15 ) .
6- الانتباه : الانتباه لملامحه الإنجيلية و ممارستها ( 1كو 13 ) .
مع من نعيش الحب ؟
1- حب الله :
" تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قدرتك و من كل فكرك ... " ( لو 10 : 27 ) .
" نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً " ( 1يو 4 : 19 ) .
2- الحب الأخوى :
" لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره " ( 1يو 4: 20 ) .
" أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هى من الله ... " ( 1يو 4 : 7 ) .
3- الحب الزيجى :
" أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة و أسلم نفسه لأجلها " ( أف 5 : 25 ) .
" و أما أنتم الأفراد كل واحد امرأته هكذا كنفسه و أما المرأة فلتهب رجلها " ( أف 5 : 33 ) .
" حكمة المرأة تبنى بيتها و الحماقة تهدمه بيدها " ( أم 14 : 1 ) .
4- الحب الأسرى :
على الأبناء :
" أكرم أباك و أمك لكى تطول أيامك على الأرض التى يعطيك الرب إلهك " ( خر 20 : 12 ) .
" يا ابنى احفظ وصايا أبيك و لا تترك شريعة أمك " ( أم 6 : 20 ) .
" الابن الحكيم يقبل تأديب أبيه و المستهزئ لا يسمع انتهاراً " ( أم 13 : 1 ) .
" اسمع لأبيك الذى ولدك و لا تحتقر أمك إذا شاخت " ( أم 23 : 22 ) .
على الآباء :
" أدب ابنك لأن فيه رجاء و لكن على إماتته لا تحمل نفسك " ( أم 19 : 18 ) .
" أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا " ( كو 3 : 21 ) .
" و أنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب و إنذاره " ( أف 6 : 4 ) .
5- محبة الأعداء :
قال الرب يسوع فى الموعظة على الجبل : " ... أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم
وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم و يطرودنكم " ( مت 5 : 46 ) .
" لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم أ ليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك " ( مت 5 : 46 ) .
وهنا نجد أن الرب يطالبنا بحب لا تنادى به إلا تعاليمه و لا يستطيع أن يعيشه إلا المسيح الساكن فينا .
" ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم " ( أف 3 : 17 ) .
" و لا يمكن أن يعيشه إلا بقوة روحه " ( أف 3 : 17 ) .
" لأنه القادر أن يفعل فوق كل شئ أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التى تعمل فينا "
( أف 3 : 20) .
أى أنه إذا كان حب الأعداء صعباً علينا فهو القادر أن يفعل هذا بدلاً عنا بقوته التى فينا .
وأيضاً اعلم أن الصفة تتعظم و تتجلى فى وجود نقيضها فالحب يتجلى إذا وجد أعداء و مبغضين
ومعاندين ، فالسامرى لم يظهر لنا قدره إلا فى وجود اليهودى ( اليهود أعداء للسامريين) .
ولا يعرف طعم الحرية إلا من ذاق العبودية .
احذر :
محبة العالم عداوة لله ( يع 4 : 4 ) .
محبة المال أصل لكل الشرور ( 1تى 6 : 10 ) .
اهتمام الجسد عداوة لله ( رو 8 : 7 ) .
سجل
ليس العظيم أن تصنع ألف صديق في عام واحد ولكن أن تصنع صديقا لألف عام