|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم (6) تأملات في سفر التكوين الاصحاح الثاني عشر "وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا. وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ»." تك10:12-13 ألم تتساءل عندما قرأت هذا الجزء لماذا لم يخاف إبرام على نفسه من الموت و هو قادم من أرضه الأصلية أور الكلدانيين إلى أرض كنعان؟ لماذا لم يقول للكنعانيين أن ساراي هي أخته كما فعل عند دخوله إلى أرض مصر كما نقرأ في القطعة المذكورة هنا؟! الشئ الغريب هو أن إبرام لم يفعل هذا مرة واحدة فنقول مثلاً أن هذه كانت حالة خاصة بمصر و خوفه من بطش حُكامها بل حدثت مرة أخرى عندما يذكر الكتاب إنه "َتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ" تك 1:20 و هناك أيضاً إدعى أن ساراي أخته. و كأن هذا الخوف الذي يصيبه و هذا الهاجس أن الناس سيقتلوه ليحصلوا على زوجته مرتبط بما يصفه الكتاب بغُربة إبرام عن وطنه الذي أعده له الرب! عندما أنار الرب هذه النقطة أمامي أدركت أن نوبات الخوف المزمن من شئ معين، مثل هذا الخوف الذي كان يتعرض له إبرام، إنما هي مرتبطة بإحساس الإنسان بتمتعه بالحماية الإلهية أم لا. إن الخروج عن إرادة الله يجعلنا نظن أننا بهذه الطريقة فقدنا الحماية و بالتالي نقع فريسة لكل أفكار و نوبات الخوف. الأغرب في كل هذا أن الرب أنقذ إبرام و ساراي في المرتين التين حدثت فيهم هذه الحادثة! لم يُنقذه الرب فقط بل خرج في الحالتين بغنائم من الناس الذين كذب عليهم بسبب حماية الرب له! و كأن الرب يريد أن يؤكد لإبرام إنه موجود في كل مكان و سيحميه في كل مكان و بغض النظر عن طاعته للرب و أن فكرة أن تمتعنا بحمايته مرتبط بمكان معين أو مشروط بتصرف معين من ناحيتنا إنما هي كذبة أخرى من إبليس ليُفقدنا الثقة بالرب و يمزق حياتنا كما يريد! إن حياة إبرام خاصةً و رجال الله عامةً إنما تؤكد أن إلهنا لا يتركنا أبداً فهو الذي "يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ" مت45:5 و السبب أن الرب يفعل هذا ليس لأنه غير قادر على فعل شئ أخر بل لأنه يُحبنا محبة غير مشروطة. إن الحل لكل نوبات الخوف، بإختلاف أنواعها، هو أن نثق في الرب و إنه يحبنا و لهذا يقول الكتاب "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ." 1 يو18:4. إن ثقتنا في محبة الله لنا و حمايته لن يدع مجالاً للخوف بل "سيطرحه خارجاً" لأن الرب يريد أن يُجنبنا الخوف و عذابه. و بالتالي فلن يصبح وجودنا في المكان الذي أعده لنا الرب مذبذب كما حدث مع إبرام و حتى إن حدث و خرجنا عن إرادته نبقى واثقين في أمانته الغير معتمدة على أمانتنا! الصلاة: (صلاتي أن توحد الصلوات الآتية قلوبنا أمام الرب) صلاة عامة: نطلب يا رب أن تحفظ مصر التي طالما كانت ملجأً عبر العصور و كانت مليئة بالخير و البركة. صلاة شخصية: أطلب يا رب أن تعطيني أن أدرك مقدار محبتك لي. سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. في 7:4 |
15 - 05 - 2012, 10:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
موضوع جميل ربنا يباركك
|
||||
16 - 05 - 2012, 06:30 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
مشاركة رائعه جدا
ربنا يبارك خدمتك الجميله |
||||
16 - 05 - 2012, 09:56 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المرور الجميل |
||||
16 - 05 - 2012, 07:35 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
مشاركه مميزه
|
||||
16 - 05 - 2012, 08:24 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المرور الجميل |
||||
24 - 08 - 2016, 12:14 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: إبراهيم ( 6) تأملات في سفر التكوين الاصحاح الثاني عشر
تأملات رائعة
شكرا جدا |
||||
24 - 08 - 2016, 02:20 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إبراهيم ( 6) تأملات في سفر التكوين الاصحاح الثاني عشر
شكرا على المرور
|
||||
|