|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكساسبة يروي لحظات إخباره بمقتل ابنه
نقلا عن الوفد يتوضأ صافي الكساسبة والد الطيار معاذ في ساعات الفجر الأولى كل يوم، حيث البرد القارس لمدينة الكرك الأردنية، ويتجه إلى المسجد ذاته الذي حضر إليه معاذ آلاف المرات مصلياً. وفي طريق العودة إلى البيت، تتوجه خطى صافي الكساسبة عمداً نحو مدرسة "عي الثانية" في المدينة، التي تخرج منها الطيار، وحملت اسمه بعد إعدامه حرقا، فتدمع عيناه، إذ يعترف أن على الجميع أن يفرقوا بين إيمانه الوطيد بالله عز وجل، وبين الحزن الذي هو صفة إنسانية. وقال الحاج صافي فى تصريح إلى موقع "قناة العرب" إن الثلاثاء الماضي لم يكن يوماً عادياً لا في حياته ولا في حياة أسرته، فمع آذان صلاة المغرب، لفت نظره تحركات بعض شباب العائلة وكثرة رنين الهواتف، وانتابته حالة من القلق. ولم تمض دقائق كثيرة، حتى تقدم منه أحد أفراد العائلة طالباً منه الحديث إلى "قائد الجيش"، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مشعل الزبن، إذ نقل إليه الخبر الأليم، مؤكداً أن الأردن لم تخف أية معلومة أمكن التثبت منها. ومنذ اللحظات الأولى لأسر معاذ كان على قناعة أن نجله رهينة تنظيم تعرى من كل شيء إلا من الوحشية عن مشاعره في اللحظات التالية لإغلاق الهاتف مع قائد الجيش الأردني، يؤكد صافي الكساسبة أنها لا تختلف عن مشاعر أي أب يفقد ولده. يؤكد أنه بكى كثيراً، لكنه حمد الله عز وجل أكثر، وتذكر فجأة الأمواج البشرية التي بدأت تتقدم إلى ديوان العائلة للتعزية والتضامن. ويكشف صافي الكساسبة أنه منذ اللحظات الأولى لأسر معاذ، وأنه لم يكن يثق بأقنعة هذا التنظيم ولا بدولته، وإلا لما سمح لولده أن يطير بمقاتلته للمشاركة في قصفهم، معتبراً أن ولده بتحليقه فوق مقرات داعش كان يدافع عن صورة الإسلام. لم يُعرف بدقة، ما إذا كان والد معاذ شاهد وحشية التنظيم بحق ابنه أم لا، لكنه يؤكد بإيمان واحتساب أن معاذ أدى الشهادة قبل استشهاده، وأنه تعرض لتعذيب ممنهج أثناء فترة أسره، وأن هذا كان بادياً على وجهه على شكل كدمات تحت عينيه، مؤكداً أن ولده تقدم من الموت بإيمان كامل، بدليل أنه لم يتوسل ولم ينهار، بل ظل واقفاً، على هيئة مؤمن أسلم، وفوض أمره إلى الله عز وجل. إحدى سيدات عائلة الكساسبة كشفت أمراً لافتاً، بعد أن طلبت من موقع قناة العرب الإخبارية عدم الإشارة إليها بالاسم، أن والدة الطيار لا تزال تحرص على عادة قديمة جداً، كان معاذ يعاونها عليها في إجازته، إذ تعد الطعام في أيام معينة من الأسبوع، ثم ترسله مع الأبناء والجيران إلى المعوزين والمحتاجين في المدينة، وتكشف السيدة أن والدة الطيار استأنفت هذه العادة الخميس. |
|