كانت البقرة ترعى فى الحقل عندما شاهدت الحمار يسير فى طريقة مبتهجاّ . ونادت عليه . فين رايح يا أخى ؟؟
رد الحمار وقال : رايح اقضى يوم فى الخلاء , فى الهواء الطلق . رايح أستجم بعيد عن الكل .
ردت البقرة وقالت : دلوقت أنا عرفت سر سعادتك . خدنى معاك أنا كمان .
هنا نزل القرد من على الشجرة وضحك قائلا : شكرا ليكم على دعوتكم الحلوة دى . وأنا قبلتها بسرور . بس أسمحو لى أن الكروان يجى معانا . الاخ بيحب جديد وعنده شويه مواويل جميلة . وأكيد ها يطربنا بصوته .
وفى لحظه جاء كلب المزرعة وقالهم طبعاّ أنتم محتاجين حراسه . فأجابو فعلا دى الرحلة ناقصاك .
وبدأ الجميع فى السير ناحية الغابه الحمار , البقرة , القرد , الكروان , الكلب .
وخطويتين بالضبط ولقيوا أدم واقف فى طرقهم صائحاّ على فين العزم . منظركم بتدبروا حاجة .
رد الحمار وقال رتبنا البساطة . دبرنا السعادة .
وسالهم أدم : ممكن أجى معاكم .
بصوا لبعضيهم وقال القرد مافيش مانع .
ادم أنبسط جدا بس طلب منهم مهلة ساعة زمن وها يرجع على طول .
وذهب أدم _ والأصحب السعداء أنتظروه وكان القرد بيحكى ليهم على بعض النكت تسلية للوقت.
وجاء أدم بعد فترة ومعه شنطتين سفر من الحجم الكبير .
وساله القرد : أيه ده يا أدم ؟؟
رد أدم وقال : ملابس لزوم الرحلة . أدويه لا سمح الله وتعبت . كشاف بطاريه من الحجم الكبير وواحد من الحجم الصغير علشان لو عطل الكبير . وبطاريات أضافيه . وملابس أضافيه , وبطانيات لو الجو بارد . وخيمة علشان ....
هنا قاطعة القرد يالا بينا لو سمحت .
وأنطلق الجميع مسيرة طويلة حتى وصلو إلى المكان المطلوب .
وبدات المتعة ...وبدأت المتعة . بالفعل متعة . يالها من متعة .
البقره بترعى وسعيده أن ضرعها أمتلىء باللبن علشان تعطى الجميع . الحمار كان شايل أدم وشنطه وأى حد عايز حاجة دائماّ فى الخدمة . والقرد مهرج بيضحكهم وكمان بيطلع يجيب ليهم فاكهة من على الأشجار .
والكروان موسيقى ماشاء الله تطرب وتجعل اللى يسمعها بيسبح فى ملكوت الخيال .
والكلب بيحرس الجميع ليل ونهار الحراسه دى شغلته بمحبه وأنبساط .
وأدم هىء هىء هىء قاعد حزين . هو حزين ومفيش حد عارف ليه .
الكأبه والضيق وكل مصطلحات الحزن مرسومة على وجهة .
ومر يوم وأتنين وأدم من ضيق إلى ضيق وقربنا على الأنفجار .
هنا اقترب منه الحمار وقال أركب يا أدم على ظهرى محتاجك فى كلمتين .
وركب أدم ومشى الحمار مسافة طويلة وأقترب من المدينه ثم وقف .
فساله ادم فيه ايه ياحمار ؟؟؟
رد الحمار وقال حسن ملافظك لو سمحت . أنا أسمى حمار لكن مش حمار . الحمار اللى تقصده أنت دى صفه وتطلق على البنى أدميين فقط ..
انا حمار وده أسمى _ وأفتخر أن رب المجد جلس على ظهرى .
رد أدم بتهكم أسف يا سى حمار .
وبدأ الحمار فى الكلام . عزيزى سى أدم . خرجت معانا وانشغلت وشغلت نفسك بامور لا حصر لها . شنط وخلافه .
ذهبنا الغابه وكل واحد فينا كانت له رسالة ومشاركة مع الجميع . والكل مبسوط . الكل سعيد .
أما انت يا أدم !!!!
أيه اللى عملته . فين مشاركتك . فين رسالتك . فين عطائك . أنت أنسان فارغ . وعلشان كده أستحقيت الحزن .الحزن ملىء فراغ نفسك . لانه مفيش عندك شىء تتملىء بيه .
روح روح أبعد عنا قبل ما حزنك يعدى الجميع .
وبحركة شديده الحمار هز ظهرة وأوقع أدم على الأرض . ثم أنطلق بسرعة راجعاّ إلى أصحابه السعداء .
مرت لحظات افاق بعدها ادم . وبدأ يفكر فى الدرس اللذى أتعلمة من احمار .
وفى هذه الأثناء كانت المجموعة السعيده تمرح فى سعادة وكان الكروان يطربهم بأجمل الالحان . كان يغنى لهم أغنية السعادة :
هناك فى عمق الحياة . توجد جزيرة الأشجار . لا يراها إلا العشاق .
هناك لينا موضع حيث السلام والأطمئنان .
حيث تمتزج الأغانى بالأحاسيس والمشاعر .
هناك السعادة . هناك الصفاء . هناك الخلود .
دعنا نذهب للسعادة .