التجسد والأرثوذكسية
نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب
+++++++++++++
تتسم الأرثوذكسية – بالذات - بالتركيز على سرَ التجسد الإلهي، ويتضح ذلك في أمور كثيرة مثل:
1- تهتم الكنيسة جدًا بشرح هذا السّر لشعبها، ليعرفوا ما لهم فيه من: تعليم، وفداء، وسكنى إلهية فينا، وتأسيس للكنيسة المقدسة، جسد المسيح وعروسه.
2- تقدم الكنيسة حياة الرب يسوع كاملة، في سّر الافخارستيا، منذ اختيار حمل بلا عيب، إلى مسحه بالماء، ثم تقميطه، ثم الدوران به حول المذبح إشارة للكرازة،ثم موته، ودفنه،وقيامته المجيدة!!
3- وتحرص الكنيسة أن تقدم لنا الافخارستيا يوميًا، وذلك تنفيذًا لوصية الرب: "اصنعوا هذا لذكرى" (لو19:22).ومن غير المعقول أن نتذكر الرب كل بضعة أشهر، بل من المناسب أن نفعل ذلك يوميًا.
4- والذكرى هنا ليست فكرية أو معنوية، بل من نفس نوع ما قدمه الرب بيديه الطاهرتين، في خميس العهد،جسدًا هو "مأكل حق"، ودمًا هو "مشرب حق" (يو55:6).تمامًا كما وضع بنو إسرائيل بعض المن، في قسط خاص، في تابوت العهد، وذلك من نفس المن الذي كان ينزل من السماء لغذائهم، إشارة للمن السماوي، جسد الرب ودمه.
5- ولقبت الأرثوذكسية السيدة العذراء "بوالدة الإله"، إيمانًا منها بأن المولود من أحشائها ليس مجرد إنسان، بل هو الإله المتجسد، أو الكلمة المتأنس.
6- واستمرت الكنيسة تطوَّب أم النور، تتميمًا لما قالته بالروح القدس: "هوذا منذ الآن، جميع الأجيال تطو بنى" (لو 48:1)... وهذا ما نفعله كل يوم، وبخاصة في التسبحة اليومية، وبالذات في شهر كيهك.
7- إن تمجيدنا لسر التجسد، هو تمجيد لرب المجد يسوع الذي تجسَد لخلاصنا، كما أنه تمجيد لهذا السّر المقدس، سّر التقوى: "عظيم هو سرّ التقوى، الله ظهر في الجسد" (1تى16:3)... فالتجسد من أمنا العذراء هو سر التقوى البشرية، وبدونه ليس لنا خلاص!!
8- الصورة الأساسية للسيدة العذراء في الطقس القبطي، هي صورتها واقفة عين يمين الرب، تحمله طفلًا على ذراعها، وترتدي ثوبًا أزرق به نجوم، رمز السماء... وبهذا نعبر عن النبوة القائلة: "جعلت الملكة عن يمينك" (مز 9:45).
9- والبشارة الموضوعة دائمًا على المذبح، وكذلك الكرسي، يحملان صورة السيدة العذراء، حاملة الطفل الإلهى.
10- والأساقفة يحملون على صدورهم صورة "الثيؤطوكوس" qeotokoc (العذراء والدة الإله)، تأكيدًا لإيمانهم بهذه الحقيقة، ورفضهم للنسطورية التي فصلت الطبيعتين ونادت بأن العذراء هي أم المسيح "كريستوطوكوس" (1) أي أنها والدة "الإنسان"، الذي حلّ عليه بعد ذلك اللاهوت حينًا، وتركه حينًا آخر!!