|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فكر الصوم المقدس.. بين فكر الله وفكر الإنسان الأنبا بنيامين – أسقف المنوفية ٣ ديسمبر ٢٠١٤ الصوم هو وصية إلهية من الله للإنسان الأول (آدم وحواء) القصد منه أن يعبر الإنسان عن محبته لله كما أحبه الله وخلقه على صورته ومثاله وخلق له كل الخلائق اللازمة له مثل النبات والحيوان والماء والهواء وكل ما يلزم للإنسان.. بل خلقه في جنة مملوءة بالأشجار “وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً ووضع هناك آدم الذي جبله وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهيه للنظر وجيده للأكل” (تك 2 : 1) ثم طلب الله من آدم كوصية قائلاً: “من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” (تك 2: 16، 17)… وحفظ آدم هذه الوصية وبعد خلقة حواء أيضاً “بتسليم للفكرة… ولكن بحسد من الشيطان حارب الإنسان بالأكل من الثمرة الممنوعة إذ قال لحواء سائلاً ومشككاً “أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟”، لكن حواء كانت تعرف من آدم لمقاله الله فأجابت “من ثمر الجنة نأكل وأما ثمرة الشجرة التي في وسط الجنة فلا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا” (تك3 :2، 3) لكن الشيطان شكك في كلام الله قائلاً: ” لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلا منه تنفتح أعنيكما وتكونا كالله عارفين الخير والشر” (تك3: 4)… وللأسف قبلت حواء هذه الغواية “فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت” (تك3: 6) وفي نفس اللحظة إنفتحت أعين آدم وحواء وعلماً أنهما عريانان. وللأسف أصبح من المستحيل تكوين شركة بين الله والإنسان إذ طُرد من الجنة.. لذلك فالصوم مرتبط بالشركة المقدسة مع الله.. وعلامة حب لله وعلامة بنوة لله وطاعة لوصيته وتمسك بكلمة الله وهو أيضاً نصره على الشيطان والبقاء فى الحياة الفردوسية.. بل الصوم لازم للتوبة كما فعل أهل نينوى ولازم لطلب الرحمة والغفران “فغفر الله لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم”.. ( كما جاء في قسمة الصوم) بل الصوم لازم أيضاً لتطابق إرادة الله مع الإنسان وبذلك يقتني الفضيلة ويُخضع الجسد للروح بل يجعله ذبيحة حب لله… ولا يجب أن يصوم الإنسان كعاده أو يفتخر به أو يعاير غيره لأنه غير صائم.. ولا ينبغي أن يكون الصوم مجرد علاقة بالطعام ولكن علاقة بالله وبالحياة الروحية العميقة. يا أحبائي.. يجب أن يرتبط الصوم بالصلاة والصدقة وكلمة الله والتوبة والتناول.. لماذا؟ لأنه: 1. بداية كل حياة روحية ناجحة إذ به يتحول الإنسان من عالم المادة إلى عالم الروح وبه يتقدس الكيان الإنساني ويتنقى القلب. 2. يقوي الإرادة ويقدسها ويجعل العزيمة حديدية لا تستجيب للإغراءات ولا للشهوات الجسدية. 3. بالصوم تتحقق النصرة على الشيطان وننمو في محبة الله، فتُشفَى النفس من آلام الخطية وأوجاع الشر.. وإلى اللقاء مع قراءات أحاد الصوم في المقالات القادمة.. بإذن الله |
|