جاءنا هذا السؤال : ما معني قول السيد الرب لأبيمالك ، عندما اخذ سارة إمرأة ابراهيم " وأنا أيضاً أمسكتك عن أن تخطئ إلي . لذلك لم أدعك تمسها " ( تك 20: 6) .. هل هذا ضد حرية الإنسان وإرادته ؟
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++
إن الله قد أعطي الإنسان حرية … ولكنها ليست حرية مطلقة .
فإذا انحرفت هذه الحية نحو الشر ، واصبحت خطراً علي أبدية هذا الإنسان ، أو خطراً علي غيره ، يمكن ان يتدخل الله ، ليضع حداً لهذا الشر ، او ليعاقب المخطئ ويوفقه … وذلك باعتبار ان الله ضابط الكل .
ولو ترك الله الحرية مطلقة للشر ، لعطف بالضعفاء المساكين .
بل ان الله قد وضع حداً لشر الشيطان نفسه ، كما هو واضح في قصة أيوب الصديق ( أي 1: 12) ، ( أي 2: 6) … وقد قيل أيضاً في المزمور " الرب لا يترك عصا الخطاة تستقر علي نصيب الصديقين "( مز 124) … كذلك تدخل الله ليحد من ظلم فرعون … وما اجمل ما قيل في المزمور " من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين ، الآن أقوم - يقول الرب - أصنع الخلاص علانية "( مز 11)
أن الله يعطى الحرية حتى للخطاة … فإن تمادوا بطريقة تهدد الأبرار ، حينئذ يتدخل ، لينقذ الأبرار ، وأيضاً ليقيم العدل .
والأمثلة علي ذلك في الكتاب و التاريخ لا يحصي … وتدل علي رعاية الله و عنايته . أما في قصة أبيمالك ، فقد تدخل الله ، حرصاً علي عفة سارة ، وعلي مشاعر إبراهيم … وأيضاً إنقاذا لابيمالك من الوقوع في خطأ جسيم ، لنه فعل ذلك بسلامة قلب ، لأن إبراهيم قال عن سارة أنها أخته ( تك 20: 11، 12) . لا نسمي هذا تدخلاً ، إنما انقاذاً من الخطأ . و لاننسي أن سارة إمرأة نبي ، ومن نسلها كان سيأتي المسيح .