![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لحظات الألم بين الأهالى وجثامين أبنائهم على أبواب المشرحة
![]() نقلا عن الوطن داخل سرادق حديقة مستشفى دمنهور، أمهات ثكلى يجلسن فى انتظار ما لم يجئ بعد، تتكئ إحدى الأمهات على جارتها باكية، وأخرى استنفدت طاقتها من البكاء، فبدأت فى تلاوة القرآن الكريم، وأخريات لا حول لهن ولا قوة، أعينهن لم تنم بسبب ليلتهن الحزينة، وأسر بأكملها تنتظر على الأرض، أب يطرق باب مشرحة المستشفى بكل قوة، الكل فى انتظار نتائج تحاليل DNA، لشهداء حادث أوتوبيس تلاميذ البحيرة، الذى أسفر عن 12 جثة لطلبة وطالبات لم يتعرّف على هويتهم بسبب غياب ملامحهم وتفحم جثثهم، لم تمر ساعات الانتظار بسهولة على الأسر، فكلما مرت ساعة دون ظهور النتائج ازدادت حدة الاحتقان والقلق والألم، وقت طويل انتشرت فيه شائعات، تبادلها البعض عبر هواتفهم المحمولة، بأن نتائج التحاليل قد تكون خلال 3 أيام، الأمر الذى أثار غضب الأهالى، وأدى إلى حدوث مشكلات بين الأسر، ومسئولى المستشفى، وقوات الأمن على السواء، حتى دقت الساعة الخامسة والنصف عصراً، هنا انتفض مدير مشرحة المستشفى ليخبر الجميع بوصول نتائج أول 5 حالات ومطابقتها مع البصمة الوراثية للأهل، وبعدها توالت نتائج الـ12 جثة. «الوطن» رصدت إجراءات خروج الجثث ورد فعل الأهالى أثناء تسلمها، أحد مسئولى الأمن يدخل إلى المشرحة يتحدث إلى مديرها بشأن إجراءات خروج الجثث وسط زحام الأهالى على مداخل ومخارج المشرحة الأمامية والخلفية، يبدأ مدير المشرحة، فى كتابة أوراق فى كشف كبير بجوار رقم كل جثة حملت أرقاماً من 1 إلى 17، يبدل الأسماء بالأرقام، وفقاً لما ورد إليه فى نتائج تحليل البصمة الوراثية، ينتهى من معرفة أول 5 جثث، فيبدأ مسئول الأمن فى النداء على أهالى المتوفين الخمسة «عمرو عادل بدر، وأحمد إبراهيم عماد، ومحمد أحمد حامد، ومنال محمد زين، وسناء فخرى»، لم يصبر أهالى باقى الضحايا حتى يأتى دورهم، وقفوا أمام أبواب المشرحة يريدون الدخول عنوة، لم تفلح محاولات عمال المشرحة فى غلق الباب، طلب مسئول الأمن، تعزيزات من قوات من الأمن المركزى للوجود داخل المشرحة على الباب الرئيسى والخلفى وباب ثلاجة الموتى. بعد دخول بعض أفراد من أهالى الخمس جثث الأولى بدت على ملامحهم مشاعر مختلفة، فرحة العثور على ذويهم، وفى الوقت نفسه، يبدأ بعضهم فى الانهيار، والبعض الآخر يظهر تماسكه، فى ذلك الوقت كانت سيدتان من الجمعية الشرعية استعدتا بغسل المتوفين وأحضرتا معهما أكفاناً لم تُستخدم فى اليوم الأول للحادث بسبب عدم تكفين الجثث، ولكن فى تلك المرة أحضرتا أكياساً بلاستيكية كبيرة، ومع خروج أول جثة التى تعود للطالبة منال زين، طلب والدها من السيدتين غسل وتكفين ابنته فى غير وجوده، لأنه لن يقوى على رؤيتها بهذا الشكل، انتظر خارج غرفة الغسل تتوالى نتائج تحاليل «DNA» لبقية الجثث، يدخل أحد الآباء ويطلب من مدير المشرحة أن يخرج جثتى «شيماء» و«نجاح» فى الوقت نفسه، لأنهما جيران وستتحركان سوياً مع أسرتيهما، مع اقتراب الساعة الثامنة مساءً، تتراص 9 سيارات إسعاف خارج البوابات الخلفية للمشرحة لخروج الجثث، الواحدة تلو الأخرى، يتصل الأهالى بذويهم لانتظارهم على طريق الدلنجات والبحيرة وأبوحمص لعمل مراسم الدفن. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مجيئه فتح أبواب الإيمان لكل الأمم |
في لحظات فقدان الأمل |
سافروا حالمين..وعادوا قديسين ..الأهالى يروون قصص وأحلام أبنائهم |
أبواب الأمل |
رجل بسيط يفتح أمامنا أبواب الأمل |