|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اختيارى الأخير .. لماذا المقاتل أحمد شفيق؟ أنا «عمرو سعد» الصنايعى ومهندس الديكور والممثل، أنا الذى خرجت أهتف ضد النظام فى 28 يناير، وتأثرت بخطاب مبارك العاطفى، أنا الذى فرحت عندما ذهب ونظامه، وحزنت إشفاقاً عندما هبطت الطائرة فى سجن طرة، أنا ميدان التحرير، ومصطفى محمود، أنا صاحب الحق والضحية والفاعل والزبون.. وصاحب الحق فى الاختيار. فى يوم الثامن والعشرين، عندما فرغ الناس من صلاة الجمعة وخرجوا للشوارع رافضين متمردين ثائرين، عندما تجاور المثقفون والأدباء والفنانون وقادة الرأى والنخب، خرجنا جميعاً، الأقدام بالأقدام والأكتاف بالأكتاف نصلى للعدالة، وكنت أرى الناس بوجوه ناضرة وقلوب عامرة يحملون مصر ليعيدوها لحضارة غابت شمسها منذ زمن بعيد. كان المشهد الحلم، الأول والأخير، الناس هم الناس غلابة بسطاء، أخذتهم أضواء السيرك، واصطفوا أمام خشبة المسرح التى نصبها نجوم الثورة من أصحاب المصالح، والذين أعجبتهم اللعبة، وسحرتهم الشهرة غير المستحقة، فليس منهم «جيفارا» أو فيهم «مانديلا»، وراحوا يخلصون لها بدلا من الإخلاص للثورة، حملتهم الأنانية على مطامعها الفجة، فتركوا مصر وحبسوا الوطن مثل سابقيهم فى شعارات غير مخلصة، ورقص لهم الراقصون، فتحول الإعلام مثل الجرائد الرسمية فى العهد الماضى، وما أخطر من أن تنافق الشارع وأنت تعلم، وكالعادة تغلب الصوت العالى والضجيج، ولا أحد يسمع سوى نفسه، تحول الناس البسطاء المتوسطون من فاعلين إلى زبائن يصارعهم التردد وتتلقفهم الحيرة، أين الحق وأين الباطل، أين الثمين، وأين الردىء؟ ووسط كل صراعات الباحثين عن بطولة من تجار المبادئ تكثر المبالغات والإهانات والتخوين والتشكيك، يقف الإنسان المصرى حائراً متوتراً متردداً بين الشفقة والتشفى، تقوده قناعات متبدلة، يبحث بين زحام الشعارات عن الأمان، عن لقمة عيش بسيطة فقدها عندما وقف مشدوهاً يتأمل تلك الوجوه البهلوانية القبيحة والمزيفة، التى تقترب منه عنوة، وتطل عليه يومياً صباحاً ومساءً تصرخ بلا منطق، فأصبحوا بذلك من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً. والآن كان لزاما على ضميرى أن يستوقفنى، فوقفت، وأن يسألنى، فاعترفت كشاب مصرى عادى مثل الملايين تربى فى القاهرة الشعبية، وتعلم فى مدارسها الأميرى، ذاق زحامها الإجبارى فى المواصلات العامة، عرف القهر والفشل والإصرار ومتعة الطموح، ودفع سنوات من عمره فى سبيل أحلام بسيطة فى عصر اللانظام. أنا «عمرو سعد» الصنايعى ومهندس الديكور والممثل، أنا الذى خرجت أهتف ضد النظام فى 28 يناير، وتأثرت بخطاب مبارك العاطفى، أنا الذى فرحت عندما ذهب ونظامه، وحزنت إشفاقاً عندما هبطت الطائرة فى سجن طرة، أنا ميدان التحرير، ومصطفى محمود، أنا صاحب الحق والضحية والفاعل والزبون.. وصاحب الحق فى الاختيار، وما أصعب الاختيار الأخير، اخترت فى الجولة الأولى حمدين صباحى بما يمثل من حلم للبسطاء، وقررت الآن أن أعلن عن موقفى أمام الله وأمام الملايين ممن يشبهوننى، وهو أننى اخترت المقاتل الشريف أحمد شفيق.. «وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون». عمرو سعد السبت 09-06-2012 08:20162 الوطن |
|