|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شفى يسوع خادم قائد المئة في كفرناحوم
نصّ الإنجيل دَخَلَ يسوع كفرناحوم. وكان لقائدِ مئةٍ عبدٌ مريضٌ قد أشرَفَ على الموت، وكانَ عزيزاً عليه. فلمَّا سَمِعَ بيسوع، أَوْفَدَ إليهِ بَعْضَ أعيانِ اليهود يَسْأَلُهُ أنْ يأتيَ فيُنقِذَ عبدَهُ. ولمَّا مَثَلوا بينَ يدَيْ يسوع، ألَحُّوا عليهِ في السؤالِ فقالوا: " إنَّهُ يستَحِقُّ أن تُحسِنَ إليهِ هذا الإِحسان، لأنَّهُ يُحِبُّ أمَّتَنا، وهو الذي بَنَى لنا المجمَعَ ". فمضى يسوعُ معَهُم. وما إنْ صارَ غيْرَ بعيدٍ مِنَ البيتِ، حتى أرسَلَ إليهِ قائدُ المئة بعضَ أصدِقائِهِ يقولُ لهُ : " سيِّدي، لا تُكَلِّفْ نفسَكَ فإنّي لسْتُ أهلاً لأنْ تَدْخُلَ بَيتي فتَقِفَ تحتَ سَقفي، ولِذَلِكَ لم أرَني أهلاً لأن أجيءَ إليك، ولَكِنْ قُلْ كَلِمَةً يَبرأْ غُلامي. فأنا مَرؤوسٌ ولي جُندٌ بإِمرتي، أقولُ لهذا: اذهبْ فيَذهب، وللآخَر: تَعالَ فيأتي، ولعَبدي: إِفعلْ هذا فيفعَلُهُ ". فلمّا سَمِعَ يسوع ذلك، تعَجَّبَ منهُ، والتَفَتَ إلى الجَمْعِ الذي يتبَعُهُ فقال: " أقولُ لكُمْ : لم أجِدْ مِثلَ هذا الإيمان حتى في إسرائيل. وأقولُ لكم :سوف يأتي أُناسٌ كثيرون مِنَ المشرِقِ والمغرِب، فيجالسونَ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ على المائدةِ في ملكوتِ السماوات. وأمّا بَنُو الملكوت فيُلْقَونَ في الظُلمَةِ البرَّانية، وهناك البُكاءُ وصريفُ الأسنان ". ورجَعَ الموفدونَ إلى البيت فوجدوا العبدَ قد رُدَّت إليهِ العافية. (لوقا 7/1-11 ومتى 8/11-12) كان هذا القائد يحبّ خادمه. وقد أظهر محبّته له عندما سعى بما كان لديه من الوسائل البشريَّة للحصول من يسوع على معجزة تشفيه من مرضه الخطير. هذا القائد الوثني قدوة للأسياد وأرباب العمل 1- إن تصرّف هذا القائد الوثني أنموذجٌ حيّ لجميع الأسياد وأرباب العمل. فيجب عليهم أن يعلموا أنّ خدَّامهم وعمَّالهم بشرٌ على مثالهم، مخلوقون على صورة الله، لهم حقوقهم وكرامتهم ومقامهم في المجتمع. فلا يجوز للأسياد وأرباب العمل أن يهدروا حقوق عمّالهم وخدّامهم، ويعاملوهم باحتقار، ويحرموهم كرامتهم، ويمنعوهم من تحقيق حاجاتهم الأساسيّة في مجالات الحياة، كالصحّة، والراتب العادل، والاستراحة الضروريّة، والكرامة الشخصيّة. 2- إنّ الكتاب المقدّس يوبّخ الأغنياء على عجرفتِهم وهدْرِ حقوق مستخدميهم. قال القديس يعقوب للمزارعين الظالمين: " ها إنّ الأجرةَ التي حرمتموها العَمَلَةَ الذين حصَدُوا حقولَكُم قد ارتفَعَ صياحُها. وإنَّ صُراخَ الحصّادين قد بَلَغَ أُذُنَيْ ربِّ الجنود". (رسالة يعقوب 5/4) . فعلى الأسياد وأرباب العمل المسيحيّين أن يُصغوا إلى أقوال الكتاب المقدّس، ويُعاملوا خدّامهم وعمّالهم بما تقتضيه العدالة والاستقامة والمحبّة المسيحيّة. تواضع قائد المئة وإيمانه سَمِعَ القائد الوثني المقيم في كفرناحوم أن يسوع يشفي المرضى، فعزَمَ على أن يسأله شفاء خادمه المريض. ولمّا لم يكن يعرفه معرفة شخصيّة أرسل إليه وفداً من أعيان اليهود يسألونه شفاء الخادم. فمشى يسوع معهم إلى بيت القائد. 1- تواضع قائد المئة : كان هذا القائد متواضعاً فعدَّ نفسَهُ غيرَ أهلٍ لأن يستقبل يسوع في بيته، فأرسل إليه أصدقاءه، ويسوعُ في الطريق، يقولون لـه نيابةً عنه: " إنّي لستُ مستحقّاً أن تدخُلَ تحتَ سقف بيتي، كما إنّي لستُ أهلاٌ لأن آتيَ إليك لأنّي من الأُمّة الوثنيّة ". إنَّ هذا التواضع العميق قد أثّر في قلب يسوع تأثيراً بالغاً. 2- وإيمان قائد المئة: لم يكتفِ هذا القائد بأن يعبّر عن تواضعه، بل أبدى إيمانه الوطيد بقدرة يسوع على شفاء خادمه المريض. واستعمل للتعبير عن إيمانه لغة الجنود في ثُكَنِهم، فقال ليسوع: كما إنّي أُطيعُ أوامر رؤسائي الضبّاط لأنهم أرفع منّي مقاماً، وكما إنَّ مَرؤوسيَّ الجنود يُطيعون أوامري لأني أعلى منهم مرتبةً، فكذلك المرضُ بالنسبة إليك. فهو يُطيعُك لأنك أسمى مرتبةً من جميع أمراض الطبيعة ومصائبها، وقادرٌ على كلِّ شيء. يكفي أن تأمرَ المرضَ بالزوال فيزولُ ويَبرأَ خادمي إعجاب يسوع بتواضع قائد المئة و إيمانه سمع يسوع قول قائد المئة فأُعجب بتواضعه. إنّ الكلمة التي عبّر بها عن تواضعه قد حفظتها الكنيسة باهتمام ووضعتها على شفاه المؤمنين ليقولوها ليسوع بكلّ تواضع قبل أن يتناولوا القربان الأقدس: " إلهي ! لستُ أهلاً لأن تدخُلَ تحتَ سقفِ بيتي، ولكن قُلْ كلمةً واحدة فتحيا نفسي ". وأُعجب يسوع بإيمانه أيضاً، فأقام مقابلةً بين إيمان الوثنيّين القويّ وإيمان اليهود الضعيف. فاليهود كانوا يرون معجزاته الكثيرة، ويسمعون أقواله وتعاليمه السامية، ومع ذلك لم يكن لديهم إيمانٌ على قدْر إيمان الوثنيّين. ولذلك أوضح يسوع ما في قلبه من إعجاب فقال : " إني لم أَجدْ مِثْلَ هذا الإيمان حتى في إسرائيل ". ثمَّ تنبَّأ عن مستقبل الوثنيّين واليهود، فبيَّن أنّ الوثنيّين الذين يأتون إليه من مشارق الأرض ومغاربها سوف يؤمنون به وينالون مكافأة إيمانهم، مع إبراهيم وإسحق ويعقوب، في ملكوت الله. أمَّا اليهود الذين دعاهم الله إلى أن يكونوا أبناء الملكوت، فإنّهم سيرفضون الإيمان بالمسيح، وينالون عقاب رفضهم العنيد في مقرّ العذاب الأبدي حيثُ البكاءُ وصريفُ الأسنان. التطبيق العملي 1- لاحظْ إيمان الوثنيّين. إن أجدادنا آمنوا بقدرة يسوع وحافظوا على إيمانهم بها على الرَّغم من الاضطهادات.فكانوا قدوةً في الإيمان لأحفادهم المسيحيّين. فاقتدِ بإيمانهم لتكون بدورك قدوةً صالحة للآخرين. 2- إن قائد المئة مثلٌ لكَ في التواضع. فمهما كنت غنيّاً أو ذكيَّاً أو صاحبَ سلطة ونفوذ، فأنتَ لا شيء أمام عظمة يسوع الإلهيّة، فتواضعْ أمامه. 3- كما التجأ قائد المئة إلى وساطة الأعيان، فكذلك لا تخشَ أنت أن تلتجئ إلى وساطة أمّنا مريم العذراء والقدّيسين لتطلب من يسوع النِعَمَ التي تحتاجُ إليها. إنّ هذه الوساطة محبّبة إلى قلبه لأنّها تمجّد القديسين الذين أحبّوه إلى حدّ البطولة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أول عمل للسيد المسيح في يوم سبت داخل المجمع اليهودي في كفرناحوم |
يسوع مع قائد المئة |
شفاء خادم قائد المئة |
شفاء خادم قائد المئة |
قائد المئة في كفرناحوم |