الْهَزِيعِ الرَّابعِ
حين تتراكم السُحب وتتجمع وتخفي الشمس نشعر بالخوف والقلق . متى تعود الشمس وتصفو السماء وينزل المطر ، متى ؟ وفي وقت الخوف والقلق ننسى ان هناك شمسا ً خلف السحاب . كل ما نعرفه هو ما نراه ، غمام ، سواد ، ظلام . ثم فجأة تظهر الشمس ونطمئن بعض الوقت . وما ان نرى غمامة ً في حجم الكف حتى نفزع من جديد ونقلق . مع ان الشمس هناك ، دائما ً هناك ، وستشرق ، دائما ً ستشرق . كان النبي ايليا هاربا ً من وجه الملك آخاب واختبأ في بيت أرملة ٍ فقيرة . وجاع ، وطلب طعاما ً ولم يكن في البيت ما يكفي ، كل ما كان لدى المرأة " مِلْءُ كَفّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ " ( 1 ملوك 17 : 12 ) وعملت من ذلك كعكة للنبي وقدمتها له . ولدهشتها وجدت ان كوار الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص . واستمرت هي وابنها تستخدم الدقيق والزيت لطعامهما دون ان يتوقف عطاء الله حتى انتهت المجاعة . وامام الجموع الجائعة لم يجد التلاميذ الا خمس خبزات ٍ وسمكتين ن لكنها تزايدت وتكاثرت في يد المسيح ، رغيف ٌ وراء رغيف وسمكة ٌ وراء سمكة . ونحن في حياتنا نركز نظرنا على الكوار الفقير والزيت القليل ونخاف الجوع . ونركز على الخبزات الخمس والسمكتين ونخشى خوار الجموع . وراء الكوار والكوز اله ٌ يعد باستمرار العطاء . وراء الخمس خبزات والسمكتين اصابع تبارك وتوزع . حين تتزايد السحب ويختفي النورتأكد ان الشمس هناك . حين تصعب الحياة وتشح البركات ثق ان الله موجود . الشمس لا بد ان تُشرق من جديد . والله لا بد ان يُنقذ قبل " الْهَزِيعِ الرَّابعِ " ( متى 12 : 25 ) الشمس دائما ً تُشرق وتُتنير وتُدفئ وتطرد الغيوم . الله دائما ً يصدق ويهب ويُعطي ويملأ الحياة . لا تخشى السحب إن تجمعت ، ولا تخشى الصعوبات إن ثَقُلَت . فالشمس ُ هناك دائما ً ، دائما ً هناك . والله هناك ، دائما ً هناك .