من هو يوحنا المعمدان
ولد يوحنا المعمدان من أبوين بارّين هما زكريا الكاهن وامرأته اليصابات (لوقا 1: 5). كلاهما كانا طاعنين في السن ولم يكن لهما ولد, وكانت اليصابات عاقرا (لوقا 1: 7). وفي احد الأيام بينما كان زكريا يقوم بالخدمة الكهنوتية ظهر له ملاك الرب وبشّره بأن اليصابات ستلد ابنا وسيدعى اسمه يوحنا، وسيكون عظيما أمام الرب… يمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمه، ويردّ كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم، ويسير أمامه وفيه روح إيليا وقوته… ويهدي العصاة إلى حكمة الأبرار فيعد للرب شعبا متأهبا (لوقا 1: 13-18).
تعجب زكريا وطلب من الملاك أن يعطيه آية (لوقا 1: 18)، فأجابه الملاك:” أنا جبرائيل القائم لدى الله، أُرسلت إليك لأُكلمك وأُبشرك بهذه الأمور وستصاب بالخرس، فلا تستطيع الكلام إلى اليوم يحدث ذلك لأنك لم تؤمن بأقوالي وهي ستتم في أوانها” (لوقا 1: 19 – 20). تم ما قاله الملاك، وخرج زكريا من الهيكل فلم يستطع أن يتكلم (لوقا 1: 22)، وحملت اليصابات (لوقا 1: 24). وبعد ستة أشهر أتت إلى اليصابات نسيبتها مريم – أم يسوع – ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات، فلما سمعت سلامها ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس فهتفت بأعلى صوتها “مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك… فما أن وقع صوت سلامك في إذني حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني” (لوقا 1: 39 – 44).
وفي اليوم الثامن بعض ولادة الصبي دعي يوحنا (لوقا 1: 57 – 63)، كما قال الملاك (لوقا 1: 13). وكان الطفل يترعرع وتشتد روحه وأقام في البراري إلى يوم ظهور أمره لإسرائيل (لوقا 1: 80). وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وحول وسطه زنار من جلد وكان طعامه الجراد والعسل البري (متى 3: 4).
اسم يوحنّا في العبريّة يعني “الله يحنّ” أو بتعبير آخر “الله الحنّان”. والحنان قيمة من قيم الأبوّة والأمومة.
القديس يوحنّا المعمدان هو الشخصيّة الوحيدة, بعد القدّيسة مريم العذراء, الذي خصّصت له الكنيسة عموماً أعياداً عدّة في السنة:
إستشهاده (2توت)
ظهور جسده (2بؤونة)
ميلاده (30 بؤونة)
وجود رأسه ( 30 أمشير)
ممّا يدلّ على أهمّيّته في تاريخ الكنيسة وعلى تأثّر المؤمنين بشخصيّته المتميّزة التي جعلت الكنيسة تطلق عليه ألقاباً عدّة، فهو الملاك المرسَل, والنبيّ, والسابق, والصابغ –أي المُعمِّد-, والمنادي بالتوبة, والغيور, والشاهد, والمشهود له, وغيرها.
عرَّف يسوع عليه بالكلمات التالية ” لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ. فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.” متى 11: 9-