انتقال الكنيسة من ممارسة التوبة العلنيّة الشاقّة إلى التوبة السّريّة الفرديّة
إنّ هذه الطريقة القاسية وتجاوبًا مع حاجة النفوس، وتصحيحًا لاوضاع رعويّة شاذّة، حملت الكنيسة على تغيير الاطر الخارجيّة لسرّ التوبة، مع حرصها الشديد على تعاليم المخلّص، وللأسباب التالية:
1-امتناع البعض من الاقبال على التوبة او تأجيلها إلى ما قبل الموت خوفًا من الوقوع مرّة ثانية وهم يعيشون في قلق الضمير الدائم وهاجس الموت المفاجئ، فلجأت إلى إمكانيّة تكرار التوبة.
2-الخطر من التقدّم من المناولة في حالة الخطيئة.
3-الانتظام في سلك الحياة الرهبانيّة ومن دون دعوة حقيقيّة، وذلك بدافع الإِعفاء من أعمال التوبة العلنيّة لانّ حياتهم الرهبانيّة القشفة توازيها مشقّة واستشهاداً.وهكذا انتقلت التوبة من صفتها العلنيّة وصارت خاصّة، قابلة للتكرار؛ وتعمّمت في كلّ مكان منذ القرن السادس.
الاعتراف كما نمارسه اليوم:
لم يتبدّل السرّ بتبدّل طقوسه مراعاةً للظروف الرعائيّة، غير أنّه يمرّ بأزمة في مفهومه وحقيقته. يمرّ بأزمة لانّ المؤمنين يتهرّبون منه، وقد نتجت هذه الازمة من ضعف الايمان في الضمائر، وعدم وجود المفهوم الصحيح لماهيّة الخطيئة والتوبة وتربية الضمير.