منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 09 - 2014, 02:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

الاعتراف

الاعتراف

ولكن ما يحل بالاعتراف والكتمان الذي يرافقه حتى في أوقات التوبة العلنية ؟ كثيرون من المسيحيين يقولون : المهم في السر هو الإقرار . إذ يجب أن يتألم الخاطئ لذكر خطاياه . كلا . أن هذا إلا من قبيل المازوشية . فالغفران هو غير هذا . الغفران نشعر به أمام شخص نحبه والمحب لا يطرح عليك أسئلة ، حبه يحمله على البوح . هناك لطف غريب وكتمان غريب في موقف المسيح حيال الخاطئ . فإن كان زكا رغب في تغيير حياته ، فلأن المسيح جاء إليه من دون أن نسأله شيئاً . المجدلية ارتمت على قدمي يسوع الذي لم يطلب منها أكثر من ذلك . فهو يعرف معنى هذا العمل . السامرية تكلمت على حياتها بكل حرية من دون أن تحملها على ذلك أسئلة دقيقة . لم يكن المسيح يعرّف أحداً : الزانية والخاطئة والسامرية والمجدلية واللص وبطرس … لم يعترفوا بشيء وقد غفر لهم . لو كان يسوع في كرسي الاعتراف لما طرح أسئلة ولكان يكفيه أن نبين له معاناتنا ليغفر لنا قبل أن نفوه بكلمة . أجل . لو كان يسوع في كرسي الاعتراف ، لما طرح أسئلة . إلا إذا أجاب إلى طلب أو إذا لزم مساعدة شخص يفتش عن الكلام . أجل " فالشخص الذي يحبك لا يطرح أسئلة " كذلك المسيح في الإنجيل لا يطرح أسئلة ، لا يجبر أحداً على ذكر خطاياه ، لا له ولا لرسله ولا لخلفائهم . عندما يحثهم القديس يعقوب ( 5/16 ) " اعترفوا بخطاياكم بعضكم لبعض " فهو يتحدث عن تواضع جماعي . وعندما يقول القديس يوحنا ( 1 يو 1/9 ) : " إذا اعترفنا بخطايانا " فهو يعني : إذا أقررنا أننا خطأة أمام الله " محبة المسيح هي التي تحملنا على بوح " حر . لكننا نرى أن جميع الذين تحملهم محبة المسيح على معرفة ذواتهم خطأة وعلى التوبة ، جميع هؤلاء يقرّون بخطاياهم عفوياً . هذا الإقرار عبّر عنه زكا بالكلام ( لو 19/8 ) وكذلك اللص ( 23/41 ) ، عبّرت عنه المجدلية بالحركات ( 7/36 ) ، والزانية بالقبول والصمت ( يو 8/ 9 – 11 ) وكذلك السامرية وبطرس بصمته المتألم ( 21/17 ) . من هنا ينطلق الاعتراف السري : اعتراف شخصي لا يمارسه زكا على طريقة الزانية أو اللص ، لكنه اعتراف حر . هو حاجة حررها الحب : إذ الغفران يسبق دائماً الاعتراف . في كل مناسبة ، يبين المسيح انه " لم يأت ليدين العالم بل ليخلص العالم " ( يو 3/17 ، 12/47) فهو ليس قاضي تحقيق .



" الاعتراف " يعني أن الخاطئ يقر بمسؤوليته أمام الله (1يو 1/ 8 – 10 ) وأمام أخوته (يعقوب 5/16) ويأخذ الاحتياطات الضرورية للارتداد . في الاعتراف يعيش الخاطئ مصالحة كنسية ، عربون وعلامة المغفرة الإلهية . هذا ما سموه " سر التوبة " أو " سر المصالحة " . مصالحة مع الجماعة التي هي رمز وعربون للمصالحة مع الله . وما بقي ثابتاً في سر التوبة وسط كل التحولات التي مرت عليه في الزمن ، هو التأكيد على غفران الله ، وإن الله غفر مسبقاً وإنه لم يبق على التائب إلا أن يقبل هذا الغفران إذ يعود إلى الله بانسحاق قلب . عندئذٍ تكون المصالحة . وتأتي الحلة إعلان غفران الله . الله الذي يعرض علينا غفرانه دائماً . والعلامة أن القلب ارتد لقبول هذا الغفران هي في الموت عينه انفتاح القلب للاخوة في الكنيسة " من أحب الله أحب أخاه أيضاً " ( 1 يو 4/21 ) ، أغفر لنا كما نحن نغفر .



هل نستنتج من هذا كله وجوب إلغاء الاعتراف الفردي ؟ حاشا . إذ نكون قد محونا كنزاً عظيماً ومتيناً يتناقض مع نية الكنيسة الصريحة . فهي تقترح ممارسة الحلة الفردية والمصالحة الجماعية على التوالي . إذ يجب أن نجد : الجماعة . فالاحتفال الجماعي يشدد على أن غفران خطايانا يتضمن المصالحة مع الكنيسة بكاملها ، وعلى أن الكنيسة كلها تمنح الغفران للتائبين بواسطة خدمة الكهنة . قال المسيح لسمعان بن يونا واعداً : : سأعطيك مفاتيح السماوات . فكل ما تربطه يكون مربوطاً … " ( متى 16/19 ) ، ثم جدد هذا الوعد لجميع الرسل في مساء أحد القيامة : " خذوا الروح القدس ، فمن غفرتم خطاياهم غفرت لهم ، ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت " ( يو 20/ 22 – 23 )



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الاعتراف بالخطايا هو الاعتراف العادي المعروف لديكم
الاعتراف ليس دائمًا اعترافًا عن الخطايا، إنما يفيض التسبيح لله في ورع الاعتراف
يسير الاتضاع جنبًا إلى جنب مع الاعتراف، وهو الذي يدفعنا إلى الاعتراف بأننا خطاة
ما هي التصرفات التي يجب مراعاتها قبل الاعتراف وأثناء الاعتراف؟
ماهو الاعتراف وكيف اعترف ولماذا ؟؟ اياك والهروب من الاعتراف


الساعة الآن 10:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024