مذبح لإله مجهول
أشار إليه بولس في أع 17: 23 ولعل هذا المذبح الذي بني كأحد المذابح التى أنشئت بسبب الوباء الذي كتب عنه المؤرخ ديوجينس لارتيروس ذاكرا أن ابامنيدس الكريتي نصح الاثينيين بإطلاق عدد من أغنامهم البيضاء المخططة بسواد لتجول في اريوس باغوس حتى تستقر , وحيثما استقرت فهناك يقدمون ذبائح لإله هذا المكان. ولعل الاثينيين تحيروا كثيرا عندما استقرت الأغنام في أمكنة ليس لها إله معروف , فاضطروا إلى بناء مذابح كتبوا فوقها (لإله مجهول).
وبالرغم من كون هذا العنوان يحمل معنى وثنيا إلا انه تعبير عظيم يمكن أن يحمل تفسيرا أسمى وأعظم, ولم تفت هذه الفرصة على بولس الذي استخدمها أفضل استخدام لتقديم بشارة المسيح والإنجيل.
ومن المفيد أن نقارن ما جاء في تعليم المسيح عن عبادة المجهول وعبادة المعلوم (يو 4: 22). "انتم تسجدون لما لستم تعلمون, أما نحن فنسجد لما نعلم, لان الخلاص هو من اليهود".
وفي الحقيقة نحن نلمس في عبادة المجهول اندفاعًا طبيعيا في الإنسان نحو عمل مرضى في عيني إلهه ايًا كان. لكن هذه المجهودات البشرية تبقى ناقصة وبدون معنى ما لم ينرها ويتوجها الاعلان السماوي الحقيقي (رو2: 14-16).