|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في الميلاد للراهب القمص متى المسكين لا يوجد أعجب من أن يكون المسيح هو: » الله ظهر في الجسد! «(1تي 16:3) ساكن السموات، والسموات غير طاهرة لديه، ورجلاه تطآن أرض شقائنا. النور والساكن في النور، يغْشَى عالمنا ويضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت. بهاء مجد الله ورسم جوهره، يتشبَّه بنا، ويأخذ شكل العبد. الجالس على كرسي مجده، يتقبَّل تسبيحات ملائكته، ينزل إلى الدروب والحارات يبحث عن الخاطئ بين الطين والأوحال. الوجه المضيء الذي كان لا يراه إنسان ويعيش، نظرناه من خلف غلالة الصليب وذُقنا واشتركنا فيه. مصدر الطهر والقداسة والجلال، يتآخى مع الخطاة ويجلس مع العشَّارين والزناة. الذي لا تثمِّنه تلال من ذهب، وجبال الماس تُسترخص؛ يبيعه الإنسان بثلاثين من الفضة. يُسْكِت ملايين الهاتفين مجداً، ويأمر فتصمت ربوات المسبِّحين؛ ليسمع بكاء مسكين، أو أنين إنسان مظلوم مُهان. والأُمُّ تنسى رضيعها، وهو لا يتخلَّى عمَّنْ اتكل عليه ولا إلى لحظة. راهن عليه الفريسيون والكتبة، وتحدَّاه رؤساء الكهنة أن ينزل عن الصليب إن كان هو ابن الله؛ وكان هو الله، وما نزل. رهانُهم أرادوا به أن يُداروا ظلمهم، وتحدِّيهم كان ليخفوا جريمتهم؛ فقَبِلَ أن يخسر الرهان ليؤكِّد ظلمهم، وتحدَّى التحدِّي بقيامته. ربُّ الحياة ومعطيها، بالحب مات على الصليب، ليهب الحب والحياة لكل خاطئ آمَنَ بالحياة، ومعطيها! فهل يُنسب لله بعد ذلك ظلمٌ بعد أن قَبِلَ بموته الظلم وغفر لظالميه! لا تعجب أن يقبل الله الموت بالجسد ظلماً، بل اعجب: كيف أمات الموتَ لَمَّا قام بجسده حيًّا، وأحيا به المائتين ظلماً!؟ وحياته التي أقام بها الجسد، بالسر أسكنها في خبزة محبة، نأكلها فيسكن فينا سر الحب والقيامة. ثم ليزيد العجبَ عجباً، جعل كلَّ مَنْ يؤمن أن الله قادرٌ أن يغفر للفاجر فجره، يُحسَب له إيمانه برًّا!! لأنك إن آمنتَ بالله وحسب، فالكل يؤمنون؛ ولكن أن تؤمن بأقصى رحمته، يُحسب إيمانك لك برًّا. لذلك، ألبَسَ اللهُ ابنَه جسداً ليحمل على صليبه بالموت أشنعَ الخطايا وعارها؛ فكلُّ مَنْ آمن بموته وعاره، صار إيمانه له برًّا. عجيب هو المسيح هذا الذي صُلِب من أجل الخطاة والزناة والفجَّار، ليؤكِّد لك أن الله رحيمٌ. الله لما رأى أن خطاة الأرض استنفدوا كلَّ حقِّهم في الحياة، أرسل ابنه ليحمل كل خطاياهم ويجدِّد للعالم حقهم في الحياة. عجيب هو المسيح الذي قَبِلَ اتهام رؤساء اليهود، حينما نسبوا إليه جميع الخطايا، وطلبوا أن يُصلَب؛ فقَبِلَ راضياً ولم يحتج، ليدفع على الصليب ثمن كل الخطايا رسمياً، وبحكم القانون. ثم عجبي على الذي يرفض الصليب ويهينه، |
|