|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انجيل القديس لوقا 3: 15-22، معمودية يسوع وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والـجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ الـمَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: "أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ". وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لـكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولـمَّا اعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. واذ كانَ يُصَلِّي، انفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: "أَنْتَ هُوَ ابْنِي الـحَبِيب، بِكَ رَضِيت". تنبأ يوحنا المعمدان، بفعل الروح القدس الذي كان يملاءه، عن الفرق بين معموديته ومعمودية يسوع المسيح العتيدة. معمودية يوحنا " بالماء"، كرمز للتوبة الداخلية من دون ان تغسل النفس من الخطايا، ومن دون ان تملأها بالحياة الجديدة، خلافاً لمعمودية يسوع العتيدة التي ستتم " بالروح القدس والنار". ما يعني ان الروح القدس ينقي النفس ويطهّرها من خطاياها، كما تفعل النار؛ ويعطي الحياة الجديدة بحلوله على المعمّد. عن هذه المعمودية تكلّم يسوع عندما قال: " جئت ألقي على الارض ناراً، واودّ ان تكون اشتعلت" ( لو12: 49). ويوم معمودية الكنيسة في العنصرة، ظهر الروح القدس على الكنيسة الناشئة " بألسنة من نار وملأ الحاضرين" ( اعمال 2: 3-4). اراد الرب يسوع ان يعتمد من يوحنا، لا لانه خاطىء ويلتمس التوبة لغفران خطاياه، بل لكي يتضامن مع كل الخطأة، ليحمل خطاياهم، فيكفّر عنها بموته على الصليب، ويجري المصالحة مع الله، ويستحق الغفران لكل انسان يتوب. بهذه المبادرة اراد ان يخضع بالكلية لارادة ابيه الخلاصية، قابلاً معمودية موته لمغفرة خطايانا. فكان حلول الروح القدس عليه، بشكل حمامة، ليعضد بشريته في عملية الفداء، وكان صوت الآب، جواباً على قبوله لارادته: " انت هو ابني الحبيب، بك رضيت" (لو3: 22). وهكذا كان " الدنح" او ظهور يسوع المسيح للعالم على انه ابن الله وفادي الانسان، وظهور الآب الذي ارسله لتحقيق تصميم الخلاص، وظهور الروح القدس قدرة الله التي مكنت يسوع الانسان من تتميم عمل الفداء بموته على الصليب. واتسّع هذا " الظهور" ليشمل حقائق اخرى. فالمسيح الممتلىء من الروح القدس سيصبح ينبوع عطية هذا الروح للجنس البشري باسره. و"انفتاح السماوات" عند اعتماده يعني ان يسوع فتحها للشركة الكاملة بين الله والبشر بطاعته، من بعد ان اغلقها آدم بمعصيته. و" نزول يسوع في الماء وحلول الروح القدس" يعلنان الخلق الجديد [1]. *** |
|