القربان الأقدس في حياة الكنيسة على الأرض
يجدر بنا أولاً أن نتذكر أن لحياة الكنيسة على الأرض أوجهاً متعددة، أهمها الاتصال بالله، عن طريق العبادة والصلاة، وتأمين الوساطة بين الله والناس بفضل كهنوتها، والاتصال بالناس ومساعدتهم على المضي في سبل هذه الحياة، بشكل يليق بإنسانيتهم وبمشيئة الله خالقهم، على طريق الوحدة والتعايش الأخوي الملكوتي، وإن للقربان الأقدس دوراً أساسياً يلعبه في تحقيق هذه الرسالة الموضوعة على كاهل الكنيسة. فالمسيح أعطى جماعته القربان المقدّس، ليكون حاضراً فيما بين المؤمنين به باستمرار، (وهو يشكل القلب الواحد النابض، الذي يحي الجسد بكامله، بالدم الواحد..).
ولكي يعطيهم ذبيحة لائقة ودائمة للعهد الجديد يرفعونها إلى الله. ولكي يؤمّن لهم قوتاً روحياً، يستمدونه من اتحادهم به ويكون عنصر اتحاد في الكنيسة، وأخيراً لكي يكون عربون مجدنا الآتي. ويقول القديس أغناطيوس الأنطاكي بهذا الخصوص : "إن الأفخارستية، هي عامل أساسي، يميز المسيحيين في اجتماعاتهم الليترجية، من أجل تمجيد الله...وهي تجعلهم كذلك، متحدين بجسد يسوع المسيح ربنا وبدمه...وهي تفقد طابعها المغذي إذا لم تتحقق بروح الإيمان والمحبة".