|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة في حياة الكنيسة الأولى يخبرنا كتاب أعمال الرسل عن حياة الكنيسة الأولى. ونستنتج من ذلك خصائص الجماعة المسيحية في بدء انطلاقتها: المواظبة على التعليم، المشاركة، كسر الخبز، والصلاة. لقد تابع الرسل صلواتهم في الهيكل (لو24/53، رسل3/1، 5/12، 10/9) وأقاموا الصلاة فيما بينهم ومع من تبعهم خصوصاً صلاة الافخارستيا. وكيسوع كانوا يصلون قبل البدء بأي عمل، كاختيار البديل ليهوذا (1/24-26)، واختيار الشمامسة السبعة (6/6). وصلّوا أيضاً من أجل إطلاق سراح بطرس (4/24-30)، ومن أجل المعمدين على يد فيلبس في السامرة (8/15). وتدلُنا الدراسات اللاهوتية أن الكنيسة الرسولية الأولى، قبل أن تدوّن ما آمنت به في كتب العهد الجديد، صلّت، واختبرت لقاء الله بالمسيح يسوع، ولقد حفظت لنا بعض نصوص العهد الجديد هذه الصلوات (إقرأ: يو1/1-18، فيل2/6-11،..). ومنذ البداية توجّه المسيحيون للصلاة "إلى الآب وإلى يسوع نفسه" . ونلاحظ أيضاً في كتاب أعمال الرسل مكانة الصلاة الفردية فنرى كلا من بطرس وبولس يصليان (9/40، 10/9، 9/11،13/3، 14/23، 20/36، 21/5،..). ولو درسنا مفهوم الصلاة في فكر القديس بولس لرأينا أنه "يقرن الألفاظ الدالة على الصلاة بعبارة "دون انقطاع" أو "في كل حين" (رو1/10، أف6/18، 2تسا1/13و11، 2/13، فيلم4، كول1/9)، أو "ليل نهار" (1تسا3/10، 1تيمو5/5)" ، وذلك للتأكيد ليس فقط على أهميتها بل على التمرس الدؤوب عليها. فهو يتصوّر الصلاة على أنها فعل جهاد ومواظبة، عليه اختياره في كل مراحل حياته. وهكذا نشأ حوار عميق بين بولس والرب. ويركز بولس أيضاً على صلاة الشفاعة من أجل الآخرين (2كور13/9، 2تسا1/11). وهو بدوره يطلب الصلاة من أجله (فيل1/19، 1تسا5/5). وتتصدر صلوات "الشكر" و"الحمد" في معظم رسائله. ويعترف بتواضع عميق بالحاجة إلى الروح القدس ليعضد ضعفنا ويشفع فينا بأنّات لا توصف، لأننا لا نحسن الصلاة كما يجب (رو8/26). وتتصف أيضاً صلاة الكنيسة الرسولية الأولى بانتظار ملء الأزمنة والمجيء الثاني للمسيح. وكأن الصلاة هي استباق لهذا المجيء: "ماران أتا.. تعال أيها الرب" (1كور16/22، رؤ22/20). |
|