منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 08 - 2014, 03:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

الكتاب المقدس

الكتاب المقدس

إن التعليم حول الإنسان كـ"صورة الله" ومثاله، يعتبر المرتكز الرئيسي لفهم الإنسان في العهد القديم. وهذا مُستَنِدٌ إلى الآيات الموجودة في سفر التكوين 1/26-27 بشكل خاص وفي سفر الحكمة 2/23 وسفر يشوع بن سيراخ 17/3، وعلى هذه الآيات المشهورة أسس الآباء والمدرسيون بعدهم تعليمهم حول الإنسان "صورة الله".

وسنشرح فيما يلي معناها.

جاء في سفر التكوين 1/26-27: "وقال الله: "لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على اسماك البحر وطيور السماء والبهائم وجميع وحوش الأرض وجميع الحيوانات التي تدب على الأرض". فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكرا وأنثى خلقهم."

من تعبير "صورة الله" نفهم شيئان: الأول، إن للإنسان مكانة هامة في الخليقة لأنه قمة الخلق، فالإنسان كامل في خلقه إلى درجة شبهه بالله خالقه. والثاني، دور ووظيفة الإنسان كممثل لله في الكون وكـ"نائب" عنه في الخلق، فلقد أُعطيت له مهمة حكم الخليقة.

إن الكاتب الملهم لا يريد أن يحدد بالضبط في أي شيء يكمن شبه الإنسان بالله، إذا كان في التفكير أو في الكلام، في الإرادة أو في العمل، في الروح أو في الجسد.. إنما من مجمل العهد القديم، (والمعروف انه يمنع أي تمثيل بشري للإله بصورة أو بتمثال)، لا نظن انه يقصد بالإنسان "صورة الله" كتمثيل مادي مباشر عن الله. ونوضح: "ان تشبيه الإنسان بالله يفصله عن كل الخلائق دونه ويضعه من ناحية الإله ومعه ينتميان إلى عالم أسمى. وبنفس الوقت يفصله بشكل جوهري عن الله، فإن تعالي الإنسان المطلق على الخليقة يتضح من أنه لا يبدو "طفلا" أو "ابناً"، لكن كـ"صورة". فليس لديه طبيعة مساوية للإله، إنما هي شبيهة بها".

لذلك رأى البعض أن شبه الإنسان بالله آتٍ من "مظهره المستقيم"، والبعض الآخر يقول بأنه شبيه له في إمكانية التفاهم المتبادل الذي يبدو من التعبير الرمزي في خلق البشر بين الذكر والأنثى، وبالنسبة لأكثر المفسرين القدماء والحديثين فان شبه الإنسان بالله آتٍ من قدرة الإنسان على التصرف كإله، فالله يخلق وينظم العالم، والإنسان يستثمر العالم ويحكمه. فالشبه إذاً لا يتركز في المستوى الجوهري لكن الدينامكي، أي لا يتركز في الوجود إنما في التصرف والعمل.

إن موضوع الخلق بالنسبة لشعب العهد القديم موضوعٌ أساسي ويعتبر موضوع الإنسان "صورة الله" واحدٌ من قواعد الأخلاق في العهد القديم، فإن "صورة الله" تتكرر في الشخص وفي كل إنسان (تك 1/26-27؛ 9/6)، حتى ولو أن نصيبه كان هامشياً: فان كل البشر يجب أن يرتبطوا ببعضهم من خلال أخوّة عالمية واحدة (مي 4/3-4؛ اش 2؛ 19/24ت).

وينتج بديهياً من هذه القاعدة مبدأ أخلاقي وهو: احترام الفرد، "صورة الله". لذلك يجب أن تحترم حياة كل فرد إلى أقصى حد (تك 9/6) كما أن كل فرد مسؤول عن الأخلاق إلى أقصى حد، حيث على قايين أن يجيب على ما فعل بأخيه (تك 4/9-12)، وداود يعاقَب لأجل خطاياه (2صم 12) وكل واحد مضطر أن يحب القريب مثل نفسه (أح 19/18).

وجاء في سفر الحكمة 2/23: "فان الله خلق الإنسان لعدم الفساد، وجعله صورة ذاته الإلهية، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم، فيختبره الذين هم من حزبه."

في هذا المقطع نرى تطور في فهم معنى سفر التكوين، إذ يؤكد أن "صورة الله" لم تُدمّرها خطيئة الأبوَين الأولَين. كما نرى أيضاً توجه كاتب سفر الحكمة وتأكيده أن الله خلق الإنسان خالداً لا يموت، لذلك فهو صورة لطبيعته. "سفر الحكمة يدلنا أن المظهر الأهم لـ "صورة الله" هو أن الإنسان يشبه الله بعدم الموت". مع سفر الحكمة نرى بداية تأثير التفكير الفلسفي إذ انتقل التفكير في شبه الإنسان لله من المستوى الديناميكي إلى المستوى الجوهري.
نظرية تألُّه الإنسان حسب أفلاطون (427 ق.م.-353 ق.م.):

يقول هـ. مِركي H. Merki: "لا شك أن نظرية تألُّه الإنسان عند أفلاطون تعتبر واحدة من أهم تعاليمه الباقية ليس فقط في المدرسة الأفلاطونية، ولكنها دخلت أيضا في أنظمة فلسفية أخرى، فغدت مثل إناء يمتلئ قليلا فقليلا كل مرة تستخدمها واحدة من التوجهات الفلسفية المتنوعة. ولقد دامت أيضا في تعليم آباء الكنيسة وحتى إلى ما بعد".

لكي نفهم تطور فكر آباء الكنيسة حول "صورة الله" سنحاول توضيح النقاط الأكثر تعبيراً لنظرية أفلاطون في تأليه الإنسان وهما نقطتان: الأولى تتعلق بالنظام الجوهري والثانية تتعلق بالنظام الأخلاقي.

أمّا ما يتعلق بالنظام الجوهري فان تعليم أفلاطون حول التأليه أو "شَبَه الله"، نجده في نظريته عن الأفكار. لقد فهم أفلاطون الأفكار أمثلةً إلهية؛ إنها المبادئ والنماذج الأصلية، لأي حقائق كونية مادية، فالحقائق المادية تعتبر نُسَخ غير كاملة، أي صور عن الأفكار. إذ يقول: "إن الأفكار نماذج ثابتة في جوهرها؛ بينما الأشياء تشبه الأفكار وهي نسخ عنها". أمّا الإنسان في نظر أفلاطون فلا يخضع لهذا المبدأ الميتافيزيقي، أي أنه ليس نسخة عن الأفكار الإلهية لأنه في جوهره نفس. وبفضل طبيعته الروحية تنعم النفس بتشابه مع عالم الأفكار: إنها في الحقيقة "من نفس نوع الأفكار". بالتالي إن النفس تنتسب إلى العالم الإلهي بدليل طبيعتها.

وعلى هذا الأساس يبني أفلاطون كل تعليمه الأخلاقي حول "صورة الله". فهو يعلّم ان غاية حياة الإنسان الأخيرة هي الخلود والذي يحوز عليه بواسطة الولادة، وهي على ثلاثة أنواع: طبيعية (من خلال الأبناء)، فنية (في الأعمال الفنية)، ولادة روحية (من خلال الفلسفة). بالتأمل الفلسفي يعي الإنسان أصله الإلهي وتصرفاته تكون نتيجة لذلك، فعليه أن يعمل ويتصرف بإلهام من عالم الأفكار الإلهي؛ وهكذا بتصرفه الإلهي، يستطيع أن يسترجع شبهه بالله. ولكي يشرح هذه المواضيع يستعمل تعابير متنوعة. أحياناً يقول بشكل واضح بـ"تقليد الإله" و "مشاركة في الحياة الإلهية". ففي كتابه تيتِتو Teeteto يقول: "أمر واحد يناسب الإنسان: وهو محاولة الهرب من هذا المكان إلى ذلك الآخر، بأسرع ما يمكنه. والهرب يكون بتمثل الإله وأن يصبح بارّاً وقديساً، مستعيناً برؤية عقلية روحية".

الله بالنسبة لأفلاطون سرّ كبير. إذ يقول في كتابه طيميو Timeo: "من الصعب إيجاد الأب الصانع الكون، وإذا وجدته فمن الصعب الكلام عنه". إن أفلاطون يطابق أحياناً الله مع واحدة من الأفكار الأساسية (الجيد، الجميل، الوحدة، الوجود)؛ فما يقوله عن هذه الأفكار يتوافق تماماً مع المفهوم الديني لله. وفي مرات أخرى يُبعد الله من هذه المطابقة، معطياً لله حيوية، وواقعية، وديناميكية، وعملية لا ينسبها إلى الأفكار أبداً? أمّا الذي يهم الإنسان فهو ان يعود إلى العالم الإلهي الذي نزل منه والذي ينتمي إليه بحسب طبيعته. ولذلك نفهم قصد أفلاطون عند حديثه عن التألّه، إذ يقول بشكل متواتر بتقليد الأفكار. في كتابه الجمهورية يقول: "مَن يملك قوة التأمل المرفوعة حقاً نحو الأفكار، لا وقت عنده ولا حتى للنظر إلى الأسفل، إلى ضجة وضوضاء الناس. وهو لا يستطيع أن يجابه الناس، ذوي النفوس المنفوخة بالحسد وبالمشاعر الحاقدة؛ بينما نظره هو متجهٌ إلى عالمٍ عناصره خالدة وثابتة في هويتها؛ إنه يتأمل وجودها الذي لا يعرف الإساءة؛ كل شيء منظم هناك وله السلطة على العقل. هذه هي النماذج التي يريد أن يتلاءم معها بأسرع ما يمكنه".

يتّضح من هذا كله أن الإنسان يبلغ تحقيق ذاته كاملاً بواسطة التألّه، أي بتقليد الإله، وبالاشتراك في الحياة الإلهية. وبهذا التعليم أثّر أفلاطون تأثيراً ثابتا وحاسما، في المدارس الفلسفية اليونانية أولا وفي آباء الكنيسة ثانيا.
الإنسان "صورة الله" بحسب غريغوريوس النيسي (329-390):

إن تعليم الإنسان "صورة الله" هو المفتاح الأساسي لفهم آباء الكنيسة الذين حاولوا أن يوضحوا كيان الإنسان وجوهره. وهنا نقف عند غريغوريوس النيسي كممثل للفكر الشرقي اليوناني نظراً لأهميته وتأثيره.
يوضح غريغوريوس أولا معنى تعبير "صورة". فالصورة هي إعادةُ تشكيلٍ أمين ومتكامل للنموذج ولذلك فهي تعني الشَبَه الأكيد له، ولكنها بنفس الوقت ليست نفسه. الصورة هي صورةٌ حقاً لأنها تمتلك كل صفات النموذج. وإذا لم تكن الصورة صحيحة، فهي ليست صورة بل أي شيء آخر.

بتطبيق هذه المفاهيم على "صورة الله"، يرى غريغوريوس أنه إذا كان الله هو كل ما هو صالح، فالإنسان بما انه "صورة الله" هو أيضا ممتلئ صلاحاً: "لذلك يوجد فينا التعبير لكل ما هو شريف، لأية فضيلة ومعرفة وكل ما نستطيع معرفته بقوة عقلنا". لكن بما أن الإنسان ليس الله نفسه إنما صورة له، يبقى هناك اختلاف جذري فيما بينهما لأن الله كائنٌ قائم بذاته، غير مخلوق، بينما الإنسان "صورة الله"، يأخذ وجوده بالخلق.
ومتابعاً لأفكار من سبقه في موضوع الخلق، فان غريغوريوس يقول بأن هناك خليقتين، أول خليقة هي "صورة الله"، والثانية هي الخليقة الواقعية التاريخية. فبمجرد أن قرر الله خَلْق الإنسان، خَلَقَ "صورة الله" المثالية. وهذه الصورة المثالية تنطبق على الإنسانية كلها. إن شَبَه الإنسان لله موجودٌ في النفس اكثر منه في الجسد. فكل صفات النفس الأساسية (روحية، حرية، خلود) تجعلها شَبَه الله. فإن "في الطبيعة الإلهية يوجد العقل والكلمة. وهي موجودة فيك أيضاً فإنك تنتبه إلى انك تمتلك الكلمة والقدرة على المعرفة، وهما طبعاً صورة لذلك العقل وتلك الكلمة". ثم الحرية، وهي ليست فقط توضيحٌ لذات الإنسان بل هي أيضا سيادة الإنسان على الأشياء في الكون. يؤكد غريغوريوس أن الله خلق الإنسان شبيهاً له لأنه أراد أن يهيئه مسبقاً للسلطة التي سيمارسها على الكائنات الأخرى. وهكذا فان سلطة الإنسان على الكائنات الأدنى هي أوضح إظهار لشبهه بالله. أخيرا، إن "صورة الله" تتضح بالخلود، فهي مثل الله لن تفنى أبداً.

يوضح غريغوريوس أيضا أن هناك شَبَه لله في الجسد. أولها وضعية الإنسان القائمة، وهي علامة تعبر عن سموه. وأيضا يد الإنسان، حرة لأجل تشكيل الأشياء، وخفيفة الحركة لتنفذ ما في الفكر، أيضا وجود أعضاء النطق للفظ الكلام، والحواس للإدراك الحسي للأشياء، والوجه الذي يعكس الروح. الجسد هو "صورة الله" بشكل غير مباشر، بما انه يعكس شعاعات جمال الروح وبما انه أداة للأعمال العضلية والفكرية ولأجل ممارسة سلطته.

بعد أن شرح غريغوريوس "صورة الله" المثالية يعود ليشرح "صورة الله" الواقعية والتاريخية. فهذه وضعها الله عندما قرر أن يخلق الإنسان بجنسين. فعندما أعطى الله الجنس للإنسان جعله مماثلا للحيوانات. هكذا في "صورة الله" الواقعية فان الشَبَه يتجه في منحيين: نحو الله بواسطة الروح وإمكانياتها، ونحو الحيوانات بواسطة الجسد والجنس. "إن الإنسان موجود في الوسط، بين واقعين متناقضين، بين الطبيعة الإلهية التي لا تموت، والطبيعة الحيوانية غير العاقلة. من الطبيعة الإلهية المعفاة من التمييز الجنسي تنشأ قوة العقل والفكر في الإنسان ؛ بينما من الطبيعة الحي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مخافة الرب يرد في الكتاب المقدس ٢١ مرة في الكتاب المقدس
الكتاب المقدس يُقدس العلاقة الزوجية سفر النشيد في الكتاب المقدس
ما هي أسفار الكتاب المقدس؟ ما معنى أن الكتاب المقدس يتكون من مجموعة من الأسفار؟
تبسيط لما يدور حوله الكتاب المقدس من تعاليم ( كيف افهم الكتاب المقدس)
الإعجاز العلمى فى الكتاب المقدس - الكتاب المقدس والعلم الحديث


الساعة الآن 04:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024