|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفكر الكتابي والمسيحي حول الإنسان رأينا في القسم الأول أن المعنى الحقيقي لذات الإنسان وكماله البشري يجده في الله فقط. وهذا ما يُعلِّمه الكتاب المقدس ومن بعده المفكرين المسيحيين معتمدين تعليم الوحي الإلهي بان الإنسان هو "صورة الله" ومثاله. وهذا هو تعليم الإيمان الأساسي حول الإنسان. وبما أن موضوعنا لاهوتي، فسأبدأ بتعريف بسيط لعلم اللاهوت. ان علم اللاهوت يعتمد على مبدأين: الأول هو معطيات الوحي الإلهي في الكتاب المقدس، والثاني هو المبادئ الفلسفية التي يعتمدها اللاهوتي ليبني عليها فَهمه وشرحه وتعليمه لتاريخ الله الخلاصي، وان اختلاف المبادئ الفلسفية التي يعتمدها اللاهوتي ستؤدي حتما إلى اختلاف في النتائج والتعليم، وهكذا يُخلق التباين وأحيانا التشويش في ما بين اللاهوتيين وتعاليمهم المختلفة. لكن ومن ناحية أخرى إن هذه هي الطريق الوحيدة لتطور علم اللاهوت الذي يحاول في كل عصر أن يعيد شرح الإيمان المسيحي وعقائده لأبناء كل عصر وبحسب تطور مفاهيمهم الفكرية والعلمية. في هذا القسم الثاني من حديثنا سنبدأ بعرض معطيات الكتاب المقدس المتعلقة بموضوعنا، ثم سنكتشف تعليم الآباء اليونان والسريان من خلال تعليم غريغوريوس النيسي ومار أفرام، بعد عرض المبادئ الفلسفية التي اعتمدها آباء الكنيسة في الشرق ليبنوا عليها اللاهوت الذي مازالت كنائسنا تعيش منه. وهو في نفس الوقت جواب كنائسنا عن تساؤل الإنسان ويمكن أن يكون جواباً ممكناً حتى في عصرنا اليوم للمسيحي المؤمن. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإنسان الروحي فإنه يسيطر على الفكر |
من كتاب من هو الإنسان؟ الفكر |
الفكر الكتابي المفقود |
الإنسان الذي يسعى وراء الفكر |
الكتاب المقدس يشرح تاريخ الكرازة فى الفكر الكتابى |