14 - 08 - 2014, 03:32 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
قيافا
العدالة الإلهيّة أم العدالة البشريّة؟
قيافا اسم آراميّ ومعناه الصخرة. إنّه رئيس كهنة اليهود من 27-36 للميلاد. صدّوقيّ لا يؤمن بالقيامة ولا الملائكة والشياطين، بل يؤمنون بأنّ التوراة (الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدّس) هي وحدها كلمة الله. كان قيافا يحرص بكافّة الوسائل على المحافظة على نفوذه. لذلك نراه يشنّ حملات اضطهاد ضدّ المسيحيّين بعد العنصرة.
الموقف الأوّل :
مجلس اليهود يناقش مسألة قتل يسوع.
حاول قيافا أن يُظهِرَ حرصه على سلامة الشريعة من التعاليم المضلّلة، وأنّه على استعداد لفعل أيّ شيءٍ لحماية الشريعة والشعب من هذه التعاليم. لكنّه كان يخاف في الحقيقة على نفوذه ومكانته بين الناس. كثيراً ما نظهر غيرةً رسوليّة فنستغلّ مناصب الخدمة من أجل مصالحنا الشخصيّة. ونظهر للآخرين اهتمامنا بالشأن العام وبهم، وقد نضحّي بأشخاصٍ مهمّين في الرسالة الّتي نقوم بها في سبيل ديمومة هيمنتنا، ونغلّف دوافعنا الأنانيّة هذه بالغلاف الروحيّ. «إنتم لا تعرفون شيئاً! ألا تفهمون أنّه من الأفضل أن يموت رجل واحدٌ فدى الأمّة بدل أن تهلك الأمّة كلّها» (يو 11: 49-50).
الموقف الثاني :
قيافا يستجوب المسيح، وحاول أن يبيّن سعة علمه بأسفار العهد القديم وتعاليم الشريعة. وحاول أيضاً أن يحرج المسيح حين سأله:
«قل لي بالله عليك، أأنت المسيح؟» (مر 14: 61-62). لم يكن سؤاله استفساريّاً ولا استجواباً لفهم الحقيقة من أجل الإدلاء بحكمٍ عادل، بل كان ينوي الحكم عليه بالموت مهما كانت الإجابة.
كثيراً ما نسأل الناس من دون أن نتوقّع الاستفادة منهم. فالشعور بأنّنا كاملون في المعرفة والتقوى يسقطنا في غطرسةٍ تمنعنا عن الإصغاء، وبالتالي، لا نرى علامات حضور الله في حياتنا، ولا ننتبه إلى ما يريد أن يقوله لنا من خلال الآخرين، لا الآخرين الحكماء والفهماء وحسب، بل الصغار والضعفاء والمهمّشين. وفي آخر الأمر، لا نسعى في حياتنا إلى مشيئة الله بل إلى مشيئتنا.
الموقف الثالث :
قيافا يعلن أنّ المسيح قد جدّف. حين أجاب يسوع عن السؤال: هل أنت ابن الله بالجواب:
أنت قلت، مزّق قيافا ثيابه تعبيراً عن غضبه وشعوره بالعار. إنّه لم يتقصَّ الحقيقة من أصولها، بل جعل لها قوالب مسبقة الصنع تنبذ كلّ مَن لا يتطابق معها. في كثير من الأحيان، نحكم على أقوال الآخرين وأفعالهم انطلاقاً من قوالب وآراء مسبقة الصنع، جامدة ولا تأخذ في عين الاعتبار أيّ شيءٍ سوى الحرف والحرف فقط، فيصل بنا الأمر إلى توزيع الإدانة، والحكم بالقتل على كلّ مَن هو مختلف، أو أقلّه، احتقاره والهيمنة عليه والازدراء به.
وأخيراً يا صديقي: أيّ موقفٍ من هذ المواقف الثلاثة تعيشه أو عشته، وما الّذي ينبغي عليك أن تفعله؟
|