|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة موسى للخدمة
همسات روحية لنيافة الأنبا رافائيل ظهر الله لموسى بلهيب نار في وسط عُلّيقة ليدعوه للخدمة.. وكان موسى قد سبق وتطوع بإرادته للخدمة منذ أربعين سنة سبقت، ولكنه فشل لأنه اعتمد على ذراعه وحكمته وسلطته الملكية. الآن وبعد أن صار موسى شيخًا في الثمانين من عمره، وبعد أن فقد مكانته الاجتماعية والسياسية، وبعد أن طعن في السن وماتت عنده حكمة الكلام والمعرفة التي استقاها في مصر، وبعد أن تدرب على فنون الرعي.. جاء الله يكلفه بأخطر وأصعب مهمة شهدها التاريخ البشري.. خروج شعب بأكمله من وسط شعب آخر يحكمه ملك عنيد متسلط قوي. لقد كانت المهمة صعبة ومرعبة لموسى، لذلك اعتذر خمس مرات عن عدم قبول الدعوة، ولكن الله سنده وشجعه، وأمره بالذهاب إلى فرعون لإخراج الشعب، ونجح موسى في ذلك بقوة الرب. ونحن أيضًا مدعوون أن نخدم المسيح إلهنا.. أولاً في حياتنا الخاصة بإخراج حياتي ووقتي وجهدي وما لي من تحت نير الشيطان، وثانيًا بخدمة أخوتي وافتقادهم للخروج من سلطان إبليس. تعالوا نرى معًا كيف شجّع الله موسى على إكمال الخدمة التي طلبها منه: (1) احتج موسى بضعفه: "فقالَ موسَى للهِ:"مَنْ أناَ؟" (خر3: 11). فشجعه الله قائلاً: "إني أكونُ معكَ" (خر3: 12). وكذلك حينما نشعر بضعف يعدنا الله أن يكون معنا.. "تكفيكَ نِعمَتي، لأنَّ قوَّتي في الضَّعفِ تُكمَلُ. فبكُل سُرورٍ أفتَخِرُ بالحَري في ضَعَفاتي، لكَيْ تحِلَّ علَيَّ قوَّةُ المَسيحِ. لذلكَ أُسَرُّ بالضَّعَفاتِ والشَّتائمِ والضَّروراتِ والاِضطِهاداتِ والضيقاتِ لأجلِ المَسيحِ. لأني حينَما أنا ضَعيفٌ فحينَئذٍ أنا قَويٌّ" (2كو12: 9-10). ثق أن الله معك يسندك ويقويك ويعطيك مهابة ونصرة في عيون أعدائك.. فقط اشعر بعجزك أمامه وسلِّم له طريقك. (2) احتج موسى بأنه لا يعرف اسم الله، فأجابه: "يَهوهْ" (خر3: 15). وأنت أيضًا لن تنتصر على الشيطان دون أن تتعرف على اسم الرب (يسوع).. "اِسمُ الربِّ بُرجٌ حَصينٌ، يَركُضُ إليهِ الصِّدِّيقُ ويتمَنَّعُ" (أم18: 10). "كُلَّ مَنْ يَدعو باسمِ الرَّب يَنجو" (يؤ2: 32) (3) خاف موسى أن لا يصدقوا أن الله كلّفه بهذه المأمورية، فسنده الله بالآيات والمعجزات. وأنت كذلك سترى عجائب الله في حياتك حينما تسير معه.. "مَنْ مِثلُكَ بَينَ الآلِهَةِ يارَبُّ؟ مَنْ مِثلُكَ: مُعتَزًّا في القَداسَةِ، مَخوفًا بالتَّسابيحِ، صانِعًا عَجائبَ؟" (خر15: 11). "الفاعِلِ عَظائمَ لا تُفحَصُ وعَجائبَ لا تُعَدُّ" (أي5: 9). إن الله يسند أحبائه حتى إنه لا بد أن يعترف الأعداء بيد الله العاملة في حياتنا.. "إذا كانَ مُردَخايُ الذي ابتَدأتَ تسقُطُ قُدّامَهُ مِنْ نَسلِ اليَهودِ، فلا تقدِرُ علَيهِ، بل تسقُطُ قُدّامَهُ سُقوطًا" (أس6: 13). (4) احتج موسى بأنه ليس صاحب كلام، وأنه ثقيل الفم واللسان، فوعده الرب "اذهَبْ وأنا أكونُ مع فمِكَ وأُعَلمُكَ ما تتكلَّمُ بهِ" (خر4: 12). وهو نفس الوعد الذي وعدنا به مخلصنا الصالح: "فمَتَى أسلَموكُمْ فلا تهتَمّوا كيفَ أو بما تتَكلَّمونَ، لأنَّكُمْ تُعطَوْنَ في تِلكَ السّاعَةِ ما تتَكلَّمونَ بهِ، لأنْ لستُمْ أنتُمُ المُتَكلمينَ بل روحُ أبيكُمُ الذي يتكلَّمُ فيكُم" (مت10: 19-20). إن الله لا يتركنا نخدم بدونه إن سلّمنا له واتكلنا عليه، وصار هو العامل فينا حقًا. (5) أخيرًا .. لم يجد موسى حجة أخرى فقال: "أرسِلْ بيَدِ مَنْ تُرسِلُ" (خر4: 13). فحمي غضب الرب عليه وأرسل معه هرون. لا ينبغي يا أخوتي أن نتكاسل عن تلبية دعوة الرب للخدمة، بل نقول مع إشعياء النبي: "هأنذا أرسِلني" (إش6: 8). وأيضًا يجب أن نفهم أن ذهاب موسى إلى فرعون ومعه هرون معناه أنني يجب أن أواجه الشيطان ومعي موسى وهرون، موسى يمثل كلام الله، وهرون يمثل العبادة والطقس والكهنوت.. لن تنتصر على فرعون الفعلي إلا بالصلاة والكتاب المقدس، ينبغي أن يكون معك هرونك أي أب اعترافك الذي يسندك ويقويك أمام فرعون الشيطان |
|