|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحاجة إلى الواحد!
"ليس ما يخرج من الثمار هو يغذّي الإنسان بل كلمتك هي التي تحفظ المؤمنين بك" (الحكمة 16: 26). الله تكلّم. وكلمته يسوع. "كلّمنا، في هذه الأيام الأخيرة، في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء" (عب 1: 2). ويسوع حنان. كلّه حنان. الله كلّمنا بألطافه. نحن لا نؤمن بمبدأ ولا تهمّنا فكرة. نؤمن بيسوع. يسوع هو الكلمة. "والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا" (يو 1: 14). لم يعد الله مجهولاً ولا بعيداً. صار معلوماً. صار قريباً لأنّه كلّمنا بأكثر الكلام حميميّة لدينا. كلّمنا بالحنان. كل ما يبدر عن يسوع حنان. لا يقسو. حنانه قسوة لقساة القلوب. أما لمَن رقّت أكبادهم فحنانه حلاوات عميقة. ليس الخبز مرّاً. هو مرّ في جوف مَن كان جوفه مرّاً. في سفر الحكمة كلام جميل عن المنّ السماوي. عن الخبز الذي نزل من فوق. الذي قال عنه يسوع: "أنا هو خبز الحياة. مَن يُقبل إليّ فلا يجوع ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" (يو 6: 35). قالت الحكمة: "ناولتَهم طعام الملائكة وقدّمت لهم من السماء خبزاً معدَّاً لم يتعبوا فيه. خبزاً يوفّر كل لذّة ويلائم كل ذوق. لأنّ المادة التي من عندك كانت تُظهر عذوبتك لأبنائك وتخضع لشهوة متناوليها فتتحوّل إلى ما شاء كل واحد" (الحكمة 16: 20 -21). الإنسان، تحديداً، في هذا العالم، كائن جائع. جائع أولاً إلى الحياة. مضروب بالجوع. مضروب بالموت. مهما أكل لا يشبع. ولو أكل مصر وشرب نيلها لا يشبع. لا شيء يرويه. لِمَ يُحِبّ الجمع؟ لأنّه لا ما يرويه. النفس لجّة عميقة لا ما يملأها. لذلك الجمع سراب. واحد فقط أُعطي أن يروي الكيان. "كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً. ولكنْ مَن يشرب من الماء الذي أُعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد" (يو 4: 13 - 14). هذا هو يسوع. أنا هو الحياة. يسوع يمدّ نفسه حياة. ويمدّ نفسه أيضاً سلاماً. هذا مذاق آخر للمَنّ السماوي. الإنسان جائع إلى السلام. كلّه قَلَق. مهما فعل لا ينعم بالسلام. ولو سكنت حروب الناس على الناس لا يكون له سلام. الحروب نتائج. فماذا عن الأسباب؟ "من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذّاتكم المحاربة في أعضائكم؟" (يع 4: 1). لأجل هذا يطفئ المرء حريقاً فتندلع حرائق. الموضوع أنّه ليس في نفسه سلام. أما السلام فهو يسوع. يسوع وحده يعطي السلام لأنّه يعطي نفسه. لا يعطي شيئاً خارجاً عنه. يعطي ذاته. لذا "سلامي أُعطيكم لا كما يعطيكم العالم". هذا الكيان، كياننا، مبروء على السلام الكامن فوق، على يسوع الذي صار معنا وفيما بيننا. لذا "لا تخافوا". لم يعد هناك مبرّر للقلق، مبرّر للخوف. "هاءنذا معكم كل الأيام إلى منتهى الدهر". وطالما السلام معنا ولا يمكن لأحد أن ينزعه منا فقد صار لنا أن نفرح. الفرح طعم المَنّ السماوي في كبد الإنسان. الإنسان جائع إلى الفرح ولا ما يفرّح القلب. يخترع كل أسباب الفرح فلا يأتيه. يظنّ أنّ المال يفرّح القلب فلا يفرّحه. المقتنيات، فلا تفرّحه. السلطة، فلا تفرّحه. مِتَع الجسد فلا تفرّحه. وحده يسوع يعطي الفرح. الفرح الأصيل. الحقيقي. الإنسان، في قرارة نفسه، حزين ولو كان محاطاً بكل شروط الفرح من هذا الدهر. حتى حين يغرق في الإمتاع والمؤانسات والملاطفات فإنّ الحزن يحتفّ به من كل صوب. لذا حوّل الإنسان الفرح إلى سُكْر. يمتِّع نفسه حتى الثمالة. يتنقّل من متعة إلى متعة. والنتيجة لا تكون الفرح بل السأم. ثمّة حدُّ في اجتثاث المتعة ثمّ يهن الجسد والنفس تترهّل في طلب المؤانسات حتى يموت الحسّ فيها. بإزاء الوهم الكثير أن ثمّة ما يفرّح في هذه الدنيا ينتصب الواقع الصارخ: "لا جديد تحت الشمس". وحده الجديد يسوع. "سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم... اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً" (يو 16: 22، 24). هذه هي الخطيئة. الخطيئة وهم. حياة واهمة. سلام واهم. فرح واهم. لذلك الخطيئة خطأ في التسديد. يسدّد الإنسان ولا يصيب لأنّه يسدّد نحو هدف وهمي. الخطيئة خلل في الكيان. خلل أصاب الكيان. مرض اعتوره. الخطيئة كَذِبٌ. لا تتعاطى الحقّ بل الباطل. تتعاطى المظهر. الخطيئة مظهر حياة لا حياة، مظهر سلام لا سلام، مظهر فرح لا فرح. لذا الجواب في شأن الخطيئة هو التوبة. أن نعود إلى الحقّ. أن نعود إلى الله. أن نعود إلى يسوع. بعد ذلك لا تعود لك حاجة إلى شيء. يسوع يقضي لك كل حاجة. هو ارتضى أن يكون لك كل ما تحتاج إليه ويُزاد. طالما لك الملكوت فحاجاتك الأخرى مقضية. كل شيء في أوانه. والملكوت هو يسوع فيك. في داخلكم. لذا "لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلاّ يسوع المسيح وإيّاه مصلوباً" (1 كو 2: 2). إذا كان يسوع يأتيك مصلوباً فلأنّه أحبّك وأعطاك نفسه بالكامل. الصليب علامة الحياة لا علامة الموت. علامة الحياة لأنّ مَن أحبّك في هذا الدهر لا يمكنه إلاّ أن يموت من أجلك. هذه شيمة هذا الدهر أنّ المحبّة لا تأتيك فيه إلاّ مصلوبة. إلى هذا الحدّ استوطن الإنسان الضلال أن ما هو من الحياة صار يأتيه بحلّة الموت وما هو من السلام صار يأتيه بحلّة الضيق وما هو من الفرح صار يأتيه بحلّة الأحزان. بالصليب أتى الفرح إلى كل العالم لأنّه بالتفاحة أتى الموت إلى كل العالم. ما كان للإنسان حياة صار للموت، لذا صار لا بدّ أن يكون ما لموت الإنسان لحياته. صدق القول إذاً أنّ الموت، لأجل المسيح، صار ربحاً. حكمة هذا الدهر دحضتها جهالة الله. ليس أنّ الله جاهل بل حكمة الله صارت تأتي الإنسان بحلّة الجهالة. ألم يُقل: "نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيّين جهالة؟ أما للمدعوّين يهوداً ويونانيّين فبالمسيح قوّة الله وحكمة الله. لأنّ جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس (1 كو 1: 23 - 24). لذا كان بديهياً أن يأتينا الله خادماً ويسوع عبداً. الحقيقة تأتينا وكأنّها الضلال لأنّ الضلال دخل إلى العالم وكأنّه الحقيقة. الصليب هو المضاد الحيوي الذي به انقهر الموت وترسّخ الفرح. "فليكن الله صادقاً وكل إنسان كاذباً!" (رو 3: 4). |
14 - 08 - 2014, 07:24 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الحاجة إلى الواحد!
مشاركه جميله ربنا يباركك يا غاليه ماري
|
|||
14 - 08 - 2014, 11:04 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الحاجة إلى الواحد!
شكرا على المرور
|
||||
|