|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لحظات صامتة ... لايقطعها سوى صوت الرمال و هي ترتطم بقبرك الترابي البسيط .. وقفت متأملاً ..صامتاً ..فهذا الموقف أكبر بكثير من أن تعبر عنه كلمات مهما عظمت .. كيف استطعت فعل هذا يا أبي ؟؟ الى أي عمق وصلت حتى طرحت العالم تحت قدميك بهذا الشكل !! منذ بدء الخليقة ونحن نسمع و نرى و نعيش الكبرياء و العظمة بكل صورها في العالم ..الكل يبحث عن المجد ..مجد الخلود .. ان لم يستطع أن يخلد اسمه يخلد تمثاله .. و من لم يخلد تمثاله يخلد أسطورته التي تتناقلها الأجيال .. طافت هذه الأفكار في رأسي و أنا أرى جسدك ملقى بهذا المنظر و هذه الكيفية !! كيف يا أبي ..يا معلم المسكونة و أب الرهبنة .. يا من أطعمتنا المسيح الذي أحببته و عرفتنا أسرار الروح .. يامن كشفت ذخائر الآباء و دعمت الكنيسة و الرهبنة بروح عملاقة حملت معها الملايين الى حضن يسوع و لازالت تقود ملايين أخر .. كيف يكون قبرك بهذا الشكل .. ماكان أحد ليجرؤ أن يفعل هذا لولا طلبك و اصرارك أن يعود التراب الى التراب دون تكريم و تبقى روحك عملاقة تنعم بمجد في الأبدية ليس له نظير .. دارت هذه الأفكار في رأسي فاقتطعني صديقي قائلاً " فيم تفكر ؟؟ " فأبحت له بما في رأسي .. فابتسم و قال " يبقى انت متعرفش أبونا متى و لسة قدامك كتير تقرأ له ..لما تقرأ له هتفهم ان قبره مينفعش يكون غير كدة " فهززت رأسي موافقاً و عدنا سوياً بدرس يكفي العمر كله .. و الى الآن لا تزال الرعشة تأخذني كلما طافت صورته فقط في رأسي .. يكفيني يا أبي أن أقف دقائق قليلة أمام قبرك العظيم هذا ..الذي هو في نظري أعظم من قبور الملوك و أهرامات الفراعنة .. دقائق قليلة تجعلني أدرك أن المسيح فعلاً كما علمتنا عملاق يستطيع أن يملك كيان الانسان كله فلا يعود يستعبد للناس ..بل المسيح الكل في الكل |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القدوة عظة صامتة |
عظة صامتة |
لحظات مُباركة.. ليست لحظات خلاص |
لحظات نبكي لحظات نسعد |
هل نحن عرائس صامتة ؟ |