|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إما العقل أو الإيمان!.. هناك تيارين على الأقل يرفضان تَوَازي فعلَي العقل والإيمان معاً. الأول هو الإلحاد بمعظم مظاهره. يقول جاك مونود في كتابه الشهير "الصدفة والحتميّة": "إن المعرفة الموضوعية، أي تلك التي توَّفرها العلوم التجريبية بمعناها الحديث، هي وحدها مصدر الحقيقة الصادقة". أي أن العقل هو الإله. والعلم وحده كافٍ لتفسير جميع معضلات الوجود والحياة والتاريخ، فلا ضرورة للإيمان أصلاً. ومن جهة أخرى، يرفض كارل ماركس فعل الإيمان بالله في أساس فلسفته، لأنه يعتبر أن الإيمان يقوّض الإنسان، يقول: "إن الإيمان بالله يقضي بالاعتراف بعدم قيمة الإنسان. إذاً، كان لابّد من الاستغناء عن الله لإنقاذ الإنسان... إن ديانة العمال هي ملحدة لإنها تبغي إعادة ألوهية الإنسان. إن نقد الدين ُيخرج الإنسان من أوهامه، ويحمله على إن يفكر ويعمل ويُنظّم واقعه كرجل تخلّص من الوهم وبلغ الرشد". نستنتج من ذلك أن الإلحاد يرفض، وبفعل العقل، الإيمان برمته. التيار الآخر هو المعاكس تماماً، أمثال ترتليانس من آباء الكنيسة واللاهوتي البروتستانتي يوحنا هامان (1730-1788): لا يستطيع العقل مطلقاً البحث في مسألة الإيمان. يقول كيركغارد: "لا يُعرف الإيمان على نحو عقلي بل على نحو أخلاقي". فلا يقوم الإيمان على القناعة بل على التسليم. الحكمة البشرية والحكمة الإلهية هما دائماً في تضاد ويجب تفضيل حكمة الله على حذاقة البشر. هناك "طاعة الإيمان" فقط. |
|