05 - 08 - 2014, 12:30 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أعود إليك
أبتِ، أعود إليك يوم أخرجتني من حوض العماد، من رحم البيعة، كان كيوم أخرجتني من مياه التكوين لابساً نعمة النعيم في الجسد الحي الباقي. ثم كان، أن خرجت عنك وعليك، ونزعت ثوب الفردوس،
ووشاح العماد، ورحت أتيه في كورة بعيدة حيث توَّرط الابن الشاطر الأول، أبي آدم، من ورثت منه اليتم والعري والتلف وهذه الأرض الشائكة، وهذه النفس القاحلة.
أعود إليك عارياً من كلِّ شيء سوى عاري، حتى ليخفي سكان بيتك، الملائكة والقديسون، وجههم مرتين، مرَّةً خجلاً بسبب ذنبي إليك، ومرَّةً ذهولاً لدى حبك لي. فكيف أصنع أنا بهذا وبذاك، بالذنب وبالحب؟ أين أضع وجهي؟..
وهل كان من يعرفني إن كشفت عنه لولاك؟.. أنت فضحتني لمّا اتخذت عارهُ وظهرت به على مشهد من الخليقة كلِّها.
أعود إليك عابراً البحر الأحمر وبريّة سينا ووادي التيه، عابراً شقاء الأرض والنفس والتاريخ، عائداً إلى ذاتي البكر الأولى التي خبأْتَ كنز مجدها تحت صورة الهوان.
أعود إليك، تغيَّر كلّ شيء فيك حتى كدت لا أحدِّق نظري أم شحَّت رؤيتي منذ شحَّت مياه العماد ويبس العود الأخضر. يا إلهي.. أين أنت؟.. لمَ تغيّرتَ، أو بالأحرى، لمَ تركتني أتغيّر؟..
حوض عمادك لا يبرح طافحاً ألا صُبَّ منه قطرة ماء، فقد أتلفني العطش في هذا الجحيم! أرسل من روحك نسمة إلى وجهي فأنتعش من رائحة الميرون النقية فقد يبست عظامي! ردَّني إلى حيث وحين نشأنا معاً، إذ كان المجد لله في العلى فوق رأسنا وعلى أرضنا المسرّة والرجاء الصالح لبني البشر، وهم إذّاك بنوك وأنا منهم.
يا فتوّة القلب والعالم، أعود إليك من كورة الاغتراب أبحث عن الأردن، لأغتسل فيه أو في أحد روافده عساني أسمع مجدّداً صوت الارتضاء بالابن الحبيب
|