"ما معنى "فدية"؟ معناها أنه إذ كان يقتضي معاقبة الجميع، لم يفعل. وإذ وجب أن يسحق الجميع، أسلم ابنه عوضاً عنهم. هذا يكفي ليجذب انتباه الجميع ويُظهر محبة المسيح. لقد قدّم المسيح نفسه ضحيّة لأجل أعدائه، لأجل الذين يكرهونه، لأجل الذين أعرضوا عنه. فما لا يصنعه آخرون لأبنائهم، لأصدقائهم، فعله المخلص لأجل عبيده. المسيح، الذي لم يكن بطبيعته كعبد بل إلهاً، صنع ذلك إكراماً للبشر، لأجل بشر لا قيمة لهم. فلو كان البشر أهلاً لاعتبار ما، أو تصرفوا كما يشتهي هو، لما كان الأمر كله عجيباً أو غريباً. لكن ما يثير العجب هو أنه مات لخلائق عديمة الامتنان كهذا وغبية إلى هذه الدرجة. فما لا يصنعه الأهل بنائهم، صنعه الله من أجلهم"