24 - 07 - 2014, 03:44 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
حياة التدقيق
(ب) حياة التدقيق:
إن القدوة الحسنة لكي تتوفر في الخادم يجب أن ترتبط بها حياة التدقيق. وموضوع التدقيق متسع ولا مجال للإفاضة فيه في هذا الحيز البسيط من الصفحات، لكن ما نقصده في معنى التدقيق تلك الكلمات التي قالها الوحي الإلهي عن لسان يعقوب الرسول "... لأن من حفظ كل الناموس وأنما عثر في واحدة فقد صار مجرمًا في الكل" (يع10:2) فعلى الخادم اليقظ أن يعي هذا جيدًا، فإذا كان التدقيق في اللفظ والسلوك من مستلزمات الشخص المسيحي العادي فكم يكون بالنسبة للخادم!!.
إن السيد المسيح يطالبنا دائمًا أن نسعى في حياة القداسة وحياة الكمال إذ يقول "كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1بط 16:1)، وهذا ما تعبر عنه كلمات القداس الإلهي قبل صلاة الاعتراف الأخيرة إذ يقول الكاهن "القدسات للقديسين" فالمتقدمون للأسرار الإلهية مطلوب منهم أن يكونوا في هذه اللحظة الرهيبة في مستوى القداسة الكاملة التي تؤهلهم لنوال هذه القدسات وهما جسد المسيح ودمه، إلا أننا نجد خداما نسوا أو تنسوا هذا الأمر، وهم لا يزالون في سلوكهم المزدوج حيث يعرجون بين الفرقتين، ويتهاونون ويستهترون في ألفاظهم ومظهرهم، وهم لا يشعرون بهذه الأخطاء ويحسبون أن هذا أمر طبيعي، مثل هؤلاء ندعوهم إلى الوقوف وقفه حاسمة في مسار حياتهم، وعليهم أن يدركوا أن أقل تصرف منحرف في سلوكهم وأبسط لفظ هدام يظهران واضحين كل الوضوح فيهم لأنهم خدام في حقل المسيح، فربما تكون هذه الانحرافات غير واضحة إذا أتاها أشخاص عاديون إلا أن العكس صحيح تماما بالنسبة لهم مما يجعلهم عثرة للآخرين، وعليهم أن يعوا جيدًا كلمات السيد المسيح التي تقول " أن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين" (مت36:12).
لذلك كان على الخادم لكي يعيش حياة التدقيق أن يتعلم كيف يحاسب نفسه في نهاية اليوم، ويفحص ما صدر عنه من أخطاء، فلسان حاله يقول مع داود النبي "لا أعطي لعيني نومًا أو لأجفاني نعاسا ولا راحة لصدغي إلى أن أجد موضعًا للرب، ومسكنا لإله يعقوب" (مز132). عليه أن يحصر كل الأخطاء التي صدرت منه ويسجلها في مذكرة اعترافاته، ويطلب من الرب لكي يعينه على التخلص منها، وحتى يعطيه حياة مدققة لكي يكون قدوة حسنة للمخدومين ولا يعثر بسببه أحد.
|