منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2014, 04:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,554

كنيسة لاودكية

"وأكتب إلى ملاك كنيسة اللاودكيين: هذا يقوله الآمين، الشاهد الأمين الصادق بَداءة خليقة الله. أنا عارف أعمالك أنك لست بارداً ولا حاراً ليتك كنت بارداً أو حاراً هكذا لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي. لأنك تقول: إني أنا غنى وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء. ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان. أُشير عليك أن تشترى منى ذهباً مُصفى بالنار لكي تستغني، وثياباً بيضاً لكي تلبس فلا يظهر خزي عُريتك وَكَحل بِكحل لكي تُبصر. إني كل مَن أُحبه أُوبخه وأؤدبه. فَكن غيوراً وَتُب. هأنذا واقف على الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي. من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبى في عرشه. مَن له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس".
كنيسة لاودكية
مدينة لاودكية:

هي مدينة في الإمبراطورية الرومانية في آسيا، والتي هي الآن غرب نهر تركيا. وُجدت في القرن الثالث قبل الميلاد بواسطة سيلوسيد أنطيوخوس الثاني، وسُميت لاودكيا على اسم زوجة أنطيوخوس الثاني، وتُسمى الآن بالتركية" أسكى حصار".
بالنسبة لموقعها فهي تُعتبر مركز تجارى ناجح جداً بالذات في فترة حكم الرومان. فمثلاً بعد تدميرها بسبب الزلزال الشديد الذي حدث في سنة 60 م، رفضت المنحة المُقدًمة للمدينة من الإمبراطور لإعادة البناء. فمدينة لاودكية تقع على طريق هام جداً، طريق رئيسي يمر بآسيا الصغرى مُتجهاَ إلى الغرب إلى والشمال إلى العاصمة الرومانية برغامس، ومن الجنوب إلى ساحل آتاليا. وكانت مركزاً مهماً للمعاملات البنكية. هذا بالإضافة إلى أنها تقع في وادي ليكوس الواسع، المدينة مُحاطة بأرض خصبة. ومما يُميز منتجاتها التي تشمل الملابس الصوفية السوداء اللامعة، والعقاقير الطبية، والبودرة. موقعها له سلبية واحدة، وهو أن هذا الطريق المهم ليس له مصدر مائي ثابت، فالماء لا بد أن يأتي من خلال أنابيب من عيون ماء ساخنة، وربما تصل إلى "لوكورم". الموقع الآن مهجور وهناك مدينة حديثة" دنزيلى" حول ينابيع الماء.
كنيسة لاودكية
كنيسة لاودكية:

لاودكية نتيجة وجودها على طريق تجارى هام، فكان يمر عليها مسافرين وتجار لا حصر لهم، ومن المتوقع أن الإنجيل وصلها في السنين الأولى، وربما حينما كان بولس الرسول يعيش في أفسس"وكان ذلك مدة سنتين، حتى سمع كلمة الرب يسوع جميع الساكنين في آسيا من يهود ويونانيين"(أع 19: 10).

كنيسة لاودكية
وربما عن طريق "أبفراس" "يُسلم عليكم أبفراس الذي هو منكم، عبد للمسيح، مُجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات، لكي تَثبتوا كاملين ومُمتلئين في كل مشيئة الله. فإني أشهد فيه أن له غيرة كثيرة لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكية، والذين في هيرابوليس"(كو 4: 12،13) من الواضح أن الكنيسة هناك بقيت مغلقة في علاقتها مع كنائس المدن المجاورة "هيرابوليس"، "كولوسا".
الرسالة من لاودكية "ومتى قُرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تُقرأ أيضاً في كنيسة اللاودكيين والتي من لاودكية تَقرأونها أنتم أيضاً" (كو 4: 16). هي عبارة عن نسخة من أفسس والتي تقبلتها كنيسة لاودكية.
الرسالة إلى لاودكية (رؤ 3: 14- 22) تُشير إلى شخصية وأحوال المدينة. وبالرغم من نشاطها، فإن المدينة لم تُنتج قوة شفاء الماء الحار، مثل جارتها" هيرابوليس"، ولا قوة انتعاش الماء البارد الموجود في "كولوسا"، ولكن ماء "لوكورم"، نافع فقط للتقيؤ. والكنيسة مثل المدينة غير نافعة. ومثل المدينة، الكنيسة اعتبرت أنها" غير محتاجة لشيء"، مع أنها في الحقيقة تحتاج" الذهب"، والثوب الأبيض" و"الكحل"أكثر من احتياجها للبنوك وبائعي الأقمشة والدكاترة. ومثل المدن التي وفرت للمسافر بضائع رخيصة الثمن، فإن الكنيسة أغلقت أبوابها وتركت" ينبوع الماء الحي" خارجاً.
من فاتحة الرسالة نفهم أن كنيسة لاودكية كانت تحتاج الثبات في الإيمان والحق. فالكنيسة كانت غير قادرة على مفاومة تجارب وغواية العالم، ولذلك فقد رُفضت بقوة من الله الحق الذي يرفض القلب المنقسم.
لاودكية كمدينة هي أقل المدن السبعة معرفة في التاريخ، فوجودها أساسه هو حراسة الطريق والبوابة،
وانتشار اللغة اليونانية والثقافة اليونانية في أرض فريجية، ولكنها لم تنجح. الحاجة الوحيدة التي برعت فيها أنها استطاعت أن تُكيف نفسها مع احتياجات الآخرين، لأنها ليست لها شخصية مستقلة. وهذا جعلها مدينة ناجحة في التجارة. ولكن بالنسبة ليوحنا الحبيب هي مدينة ليس لها بداية أو مرنة وغير مستقرة -كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- بل صارت مُباحة لكل الأجناس وشعوبها من جنسيات مختلفة، وبالطبع يوحنا لم يهتم بنجاحها التجاري أو نجاحها في مجال البنوك والصرافة، بل هذا النجاح رآه يوحنا أنه سبب في برود محبتها.
أومينيا مدينة في لاودكية، وهى كانت مدينة مسيحية كبيرة في القرن الثالث الميلادي، وهذا ما كتبه يوسابيوس ولاكتانيتوس من خلال مخطوطات عن هذه المدينة، والتي تُعبر عن شخصية لاودكية كلها، أثناء الاضطهاد العظيم في بداية القرن الرابع (303-313). حينما هددت الأوامر الإمبراطورية تجمع الشعب في الكنيسة. حيث أحاطت الكنيسة بالعساكر، وعلى المسيحيين الطاعة أو الموت، وبالتالي الكثير منهم لم يكن قادراً على مواجهة الموت. أما الموجودين في داخل الكنيسة فقد تم حرقهم بالكامل. يوسابيوس وجد عبارات مكتوبة فوق قبورهم تقول" الله فوق الكل"، وهذا يُبين قوة المسيحيين الأوائل هناك.
هذه المخطوطات التي تصف المسيحيين هناك في (240- 300م). تنقل لنا انطباع أنه لم يكن هناك أي تضارب بين الثقافة اليونانية والمسيحية في إيمونيا، كما كان بعد ذلك. فلم توجد علا مات بُغض أو كراهة، بل كان هناك تصالح بين الفئات المختلفة، فمثلاً كان فيه توافق بين الديانتين في المدينة. وهذا لم يكن يحدث بدون التنازلات عن بعض المبادئ المسيحية لكي تتوافق مع حكومة الإمبراطورية، وهذا التوافق كان قوياً في إيمونيا.
إذن المسيحية كانت قوية ومنتشرة في البداية في المدينة، وتم استئصال المسيحيين في مذبحة عظيمة، وبموتهم نفهم أنه لم يكن ثمة صلح أو توافق بين الديانتين في البداية.
الرسالة إلى لاودكية تُبين حجم التوافق الذي صار بعد ذلك في المدينة.
المقاومة للمسيحية كانت شديدة في البداية، إذ كان يتم قطع الأيدي والأرجل وتشويه الأعضاء. الكنيسة لامت الغضب الزائد على الشهداء، وإن كانت قد وضعت من يُقبل على الشهادة في إجهاد أكثر من اللازم لكي لا يسقط في الامتحان الصعب ويصير كافراً أو مرتداً في ساعة التجربة.
بعد زلزال سنة 60 م. وتدمير أغلب بلاد آسيا، لاودكيا رفضت الهبات من الإمبراطور لإعادة البناء، لأنها كانت تعتمد على نجاحها في التجارة وظنت أنها غير محتاجة لشيء، بالرغم من أنها فقيرة وعمياء.
وأصبح ليس لها إلا طريق واحد وهو أن تكف عن الثقة بنفسها، كان يجب أن تُدرك أنها فقيرة، وتبحث عن الغنى الحقيقي. بنوكها الكثيرة تُعطيها أموال كاذبة ولكن الروح يقول لها"تأخذ منه ذهباً مصفى بالنار"، أنه لن يُعطيها هذا مجاناً، بل مقابل التضحية والأمانة والاستشهاد.
الكنيسة يجب أن تُدرك أنها ركعت وتطلب أن تلبس، ليس الملابس البنفسجية اللون التي تبيعها للعالم كله، هي محتاجة فقط لملابس بيضاء مثل إيمان ساردس لكي تُغطى عُريها، وهذا لا يكون إلا بثمن غالى حقيقي (الاستشهاد).
والكنيسة يجب أن تتعلم أنها عمياء، ولكنه عمى لا يتم الشفاء منه، أنها تحتاج لعلاج، ولكن علاجاتها الطبيعية المشهورة لا تستطيع أن تفعل لها شيئاً، التهاب العينين له علاج عند الأطباء، ولكن العلاج الحقيقي الذي تحتاجه هو المعاناة من أجل الثبات في الإيمان.
النصح أُعطى للكنيسة، ولكنها لم تنصت أو تفلح.
كنيسة لاودكية
وصف الروح لنفسه:

وصف الروح لنفسه بالأمين وهى تعنى الحق، وقد وصف الرب نفسه بهذه الصفة "فالذي يتبرك في الأرض يتبرك بإله الحق والذي يحلف في الأرض يحلف بإله الحق..."(يش 65: 16)، "لأن مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النَعَم وفيه الآمين..."(2 كو 1: 20)، وقد وصف نفسه بذلك لأن الكنيسة كانت غير شاهدة للرب بحق.
والشاهد الآمين الصادق، والشاهد تعنى الشهيد الذي هو مستعد أن يشهد للحق ويُعلن ما رآه أو سمعه مهما كلفته شهادته.
كنيسة لاودكية
بداية خليقة الله:

أي رأس الخليقة الذي يديرها ولا يكف عن الاهتمام بها "وأخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة، التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل"(أف 1: 22، 23)، فهو يهب لجسده السري نمواً في كل شيء، فكيف يعمل الرأس هذا كله ويبقى الجسد وأحد أعضائه خاملاً؟ إذن كل فتور روحي هو إهانة موجهة للرأس مباشرة.
كنيسة لاودكية
حال الكنيسة:

الفاتر هو ليس مؤمناً أو غير مؤمناً بل هو كل شيء لكل أحد. وهو الإنسان الخالي من الخوف ومن الحب. وهو الإنسان الذي يغط في نوم عميق ويظن في نفسه أنه بار وتلميذ للرب، فهو مسكين لأنه مخدوع. وخطورة الفتور أنه يجعل الرب يتقيأه من فمه.
ولماذا يتقيأه؟ لأنه يقول أنه غنى وقد استغنيت ولا حاجة لى إلى شيء ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان.
إنه في الحقيقة مفتقر لله وللعشرة معه التي تمنح النفس حكماً عادلاً على نفسها أمامه.
كنيسة لاودكية
والحل:

اشتر منى ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني، الحل للفتور هو الرجوع إلى الله لنستمد منه احتياجاتنا. ذهباً مصفى بالنار أي على الفاتر أن يختار طريق الألم الذي اجتازه المسيح على الصليب من أجلنا "فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غنى لكي تستغنوا أنتم بفقره" (2 كو8:9). الذهب هو الصبر المُقتنى بالآلام. وثياباً بيضاً التي سبق ولبسناها بالمعمودية. وكحل عينيك لكي تبصر، وما هو الكحل إلا الامتلاء من الروح القدس والتأمل في كلمة الله.
والله دائماً يقرع على باب الفاتر لعله يفيق ويفتح له.
_____
الحواشي والمراجع :
1 –The new Bible Dictionary, 1962.
2- N. M. Morsay, “The letters to the sevenChurches of Asia, p. 424-430.
3-القمص تادرس يعقوب ملطي "تفسير سفر الرؤيا"، ص.46- 52.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إحنا في عصر كنيسة لاودكية.. الإرتداد العظيم
ملاك كنيسة لاودكية والنصيحة الصادقة
ملاك كنيسة لاودكية والمسيح الطارق
ملاك كنيسة لاودكية والحياة المخدوعة
ملاك كنيسة لاودكية


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024