|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنيسة ثياتيرا "وأكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ثياتيرا هذا يقوله ابن الله الذي له عينان كلهيب نار ورجلاه مثل النحاس النقي أنا عارف أعمالك ومحبتك وخدمتك وإيمانك وصبرك وأن أعمالك الأخيرة أكثر من الأولى. لكن عندي عليك قليل أنك تُسيب المرأة إيزابل التي تقول إنها نبية حتى تُعلم وتُغوى عبيدي أن يزنوا ويأكلوا ما ذُبح للأوثان وأعطيتها زمانًا لكي تتوب عن زناها ولم تتب ها أنا أُلقيها في فراش والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة، إن كانوا لا يتوبون عن أعمالهم وأولادها أقتلهم بالموت. فستعرف جميع الكنائس أنى أنا هو الفاحص الكُلى والقلوب. وسأعطى كُل واحد منكم بحسب أعماله. ولكنني أقول لكم وللباقين في ثياتيرا كل الذين ليس لهم هذا التعليم، والذين لم يعرفوا أعماق الشيطان، كما يقولون: إنى لا أُلقى عليكم ثقلًا آخر وإنما الذي عندكم تمسكوا به إلى أن أجيء. ومنْ يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية فسأُعطيه سُلطانًا على الأمم، فيرعاهم بقضيب من حديد كما تُكسر آنية من خزف كما أخذت أنا أيضًا من عند أبى، وأُعطيه كوكب الصبح. من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس"(رؤ 2: 18- 29). مدينة ثياتيرا: هي مدينة في آسيا تتبع المقاطعة الرومانية، وهى في الغرب من ما يُسمى الآن تركيا الآسيوية.وكانت تشغل موقع مهم في الممر المتصل بوادى هرمس وكايكوس، وكانت بجوار المعسكر(الحصن)، والأولى على التخوم الغربية لإقليم سيلوكيوس الأول في سوريا، والذي أوجدها في القرن الرابع قبل الميلاد، وأخيرًا بعد تغيير القيادات، أصبحت على التخم الشرقية لمدينة برغامس، وتحت هذه المملكة أصبحت تحت الحكم الروماني سنة 133 ق.م. ولكنها بقيت ذات موقع مهم على الطريق الروماني الرئيسي،لأنها تقع على الطريق من برغامس إلى لاودكيا عاصمة المقاطعة، وبعد ذلك إلى المقاطعات الشرقية. طبيعة مدينة ثياتيرا حربية، حيث أنها كانت مستعمرة لجنود مكدونيا (الآن بلغاريا واليونان والصرب)، حيث يحرسون الممر الطويل من الشمال إلى الجنوب بين وادي هرمس ووادى كايكوس، بين ساردس وبرغامس. معبودها هو الحارس تيريمنوس، فهو بطل له طبيعة إلهية مثل أبوللو تيرميناوس، وهو على شكل رجل راكبًا على حصان ويحمل على كتفيه فأس الحرب ذو الحدين، فهو المعبود المناسب لمقاطعة حربية، اللمعان والبريق وقوة التدمير للعدو، متجسدة في هذا المعبود. الطلى بالنحاس. وثياتيرا أيضًا مركزًا صناعيًا لأعمال صباغة الثياب والفخار، وأعمال الطلي بالنحاس. "أخيسار" المدينة الكبيرة ما زالت موجودة في نفس الموقع. ليديا بائعة الأرجوان، المرأة التي ذكرها بولس الرسول في (أع 16: 14)، هي امرأة من ثياتيرا، وقد كانت وكيل مُعتمد لصناعات ثياتيرا، وفى الغالب كانت تُرتب بيع بضائع الصوف المصبوغ. المنطقة المحيطة بثياتيرا أعطتها صفة الضعف، لأنها تقع في وسط وادي واسع بين جبلين متوازيين وليسوا بالعلو الكافي، وبالتالي سهل على الأعداء اقتحامها من أي اتجاه والتسلط والتغلب عليها من الجبال المنخفضة في الشرق والغرب. ذلك بالمقارنة بقلعة ساردس، أو جبل برغامس الضخم، أو مرتفعات جبال أفسس، أو قلعة سميرنا، أو المنحدر الشديد الذي توجد فيه فيلادلفيا، أو هضبة لاودكيا. ولكن الخبرة العسكرية لثياتيرا جعلتها مُحصًنة وقوية بالقدر الكافي لحماية ممر الوادي الواسع. وتحت جو السلام الطويل نتيجة الحماية الرومانية، أصبحت مركزًا للتجارة. كنيسة ثياتيرا: هي الكنيسة الرابعة في كنائس آسيا السبعة. والرسالة الموجهة إليها تُشير إلى حالة المدينة. ملاك كنيسة ثياتيرا: هو الأسقف إيريناؤس تلميذ القديس بوليكربوس، وكان حارًا بالروح، وقد أساءت إليه إيزابل. سيرة ايريناؤس الأسقف: الأسقف إيريناؤس وُلد بين 130، 142 م.، وهو تلميذ القديس بوليكربوس أسقف سميرنا، وقد وُلد في أسرة مسيحية. أثناء حكم مرقس أوريليوس (161- 180م.)، كان ايريناؤس كاهنًا للكنيسة. كثيرين من أعضاء الكنيسة تعذبوا في السجون أثناء حكم مرقس أوريليوس بسبب إيمانهم المسيحي. أرسلته الكنيسة في 177م. إلى روما ليتوسط بعدم رفض أتباع بدعة ماني، وبعد رجوعه، رُسم أسقفًا لثياتيرا بعد استشهاد أسقفها بوثينوس (87- 177م) والذي استشهد في عهد مرقس اوريليوس أيضًا، بذلك يُعتبر ثاني أسقف على ثياتيرا. كل كتاباته تقريبًا كانت ضد بدعة الغنوسية وأشهر هذه الكتابات كتابه "ضد الهرطقات". وقد اهتم أيضًا بإثبات قانونية الأناجيل الأربعة في الكنيسة، حيث ظهر أناس يعترفون بإنجيل يوحنا فقط، وآخرين بإنجيل متى فقط الذي كان أكثر انتشارًا في ذلك الوقت، وآخرين إنجيل لوقا فقط. وهو أيضًا أول من قال أن إنجيل يوحنا كتبه يوحنا الحبيب وإنجيل لوقا كتبه لوقا الطبيب. البعض قال أنه استشهد حوالي سنة 242 م، والبعض الآخر لم يذكر شيئًا عن استشهاده.. ما كُتب عن هذا الأسقف قليل، آخر حدث دونه عنه يوسابيوس القيصري بعد 150 سنة من موته، وهو في سنة 190 أو 191 سعى إلى فيكتور البطريرك كي لا يحرم مسيحيي آسيا الصغرى من الكنيسة الذين تعودوا على احتفالات القيامة في 14 نيسان بحسب التقويم العبري والذي يوافق عيد الفصح عند اليهود. الرسالة إلى ثياتيرا: الرسالة إلى ثياتيرا هي الأطول والأكثر غموضًا. ومن الناحية التاريخية هي رسالة تعليمية تهذيبية أكثر من الرسائل الأخرى. نحن لا نعرف الكثير عن تاريخ ثياتيرا أيام السيد المسيح، لأن المكتوب عنها في المخطوطات ضئيل جدًا. ولكن تشترك كنيسة ثياتيرا مع كنيسة برغامس، في أن الاثنين قد عانوا من هرطقة النيقولاويين. وقد وصف الروح نفسه في هذه الرسالة بقوله:" ابن الله. الذي له عينان كلهيب نار. ورجلاه مثل النحاس النقي". فالنحاس هو المعدن الصلب الذي يُستخدم كسبيكة لعمل السيوف، وبمعاملة معينة يصير لامعًا مثل الذهب. وتشبيه الروح بأن رجلاه من النحاس النقي، فهو يُشير إلى حرفة سبك المعادن، بالذات النحاس، في ثياتيرا، فقد كانت ثياتيرا مركزًا لصناعة وتجارة السبائك، حيث كانت تَعمل هناك مجموعات في المعادن وصُنع التماثيل من النحاس، والروح يقصد بذلك بأن رجليه من النحاس النقي، حيث أنه قادر على تحطيم كل شر بكل حزم. أما وصف الروح بأن:"ابن الله له عينان كلهيب نار"، لأن إيزابل تسللت بين الشعب لتثبٍت فكر النيقولاويين، لذلك يُقدم الله نفسه بأن له عينان كلهيب نار حتى يُفهم أن الله هو الفاحص للقلوب والكُلى، ويجب على الراعي أن يكون ساهرًا وواعيًا لكل كبيرة وصغيرة تمس حياة أولاده. وفى ذلك يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [يلزم أن يكون الأسقف حذرًا، له ألف من الأعين حوله، سريع النظر، أمين، فكره غير مظلم..... يلزمه أن يكون مُتيقظًا جدًا، حارًا في الروح، كما لو كان يستنشق نارًا..... يلزمه أن يكون حريصًا على الكل ومهتمًا بالجميع]. فضائل كنيسة ثياتيرا: تضمنت الرسالة إلى ثياتيرا، مديح وثناء واضح من الروح، حيث يقول:" أنا عارف أعمالك ومحبتك وخدمتك وإيمانك وصبرك. وأن أعمالك الأخيرة أكثر من الأولى". فأعمال أعضاء الكنيسة تتسم بالمحبة، وقد ذكرها الروح قبل الإيمان، لأن الإيمان لا يكمل إلا بأعمال المحبة، كما يقول يعقوب الرسول:" ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيمانًا ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يُخلصه؟ إن كان أخ وأخت عريانين ومُعتازين للقوت اليومي، فقال لهم أحدكم (أمضيا بسلام استدفئا واشبعا)، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة؟ هكذا الإيمان أيضًا، إن لم يكن له أعمال، ميت في ذاته. لكن يقول قائل:أنت لك إيمان، وأنا لي أعمال. أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أُريك بأعمالي إيماني. أنت تؤمن أن الله واحد حسنًا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون! ولكن هل تريد أن تعلم أن الإيمان بدون أعمال ميت؟ ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدًم إسحاق ابنه على المذبح؟ فترى أن الإيمان عَمِل مع أعماله، وبالأعمال أُكمل الإيمان، وتم الكتاب القائل(فآمن إبراهيم بالله فَحُسب له برًا)، ودُعي خليل الله. ترون إذًا أنه بالأعمال يَتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده. كذلك راحاب الزانية أيضًا، أما تبررت بالأعمال، إذ قَبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟ لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضًا بدون أعمال ميت" (يع2: 14- الخ). · وأيضًا مدح الروح خدمتهم وإيمانهم وصبرهم ونموهم المستمر حيث قال::" أن أعمالك الأخيرة أكثر من الأولى". فيجب أن تكون رغبة المؤمنين أن يفعلوا الآن أكثر مما فعلوا في الماضي. كما يقول المزمور:"أغنى للرب في حياتي. أرنم لإلهي ما دمت موجودًا"(مز 104: 33). وكما طلب منا السيد المسيح قائلًا: "ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم. وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر. ويدوم ثمركم. لكي يُعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي".(يو 15: 16).وكما يقول المزمور: "اطلبوا الرب وقدرته. التمسوا وجهه دائمًا. اذكروا عجائبه التي صنع. آياته وأحكام فيه"(مز 105: 4). ويقول أيوب الصديق: "إنه ما دامت نسمتي في. ونفحة الله في فمي. لن تتكلم شفتاي إثمًا. ولا يلفظ لساني بغش"(أي 27: 3، 4).ويقول بولس الرسول: "لذلك أنا أيضًا أُدرب نفسي ليكون لي دائمًا ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس"(أع 24: 16). وأيضًا يوصى تلميذه تيموثاؤس قائلًا: "لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا تُخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا". (1 تى 4: 16). وبالرغم من ضعف مدينة ثياتيرا بين السبعة كنائس، لكن يَعِدها الروح بقوة عظيمة على كل الأمم. والوعد المقدًم للكنيسة بإلهام عالي على غلبة الكنيسة قد أبهج قلب شعب الكنيسة. الإمبراطور والدولة الرومانية والوطنية، وديانة الرومان الوثنية، وأعداء الكنيسة، وعامة الشعب المتوحش في المدينة، واليهودالكل ثائرًا وهائجًا على الكنيسة بأقصى درجة من الاضطهاد والذبح. ولكن قوتهم الغاشمة كانت كلا شيء بالنسبة للمسيحيين هناك، حيث كانوا يشعرون بالأمان والغلبة ويؤمنون بالحياة الأبدية في السماء. فكان المسيحيون هناك يعيشون الغلبة في حياتهم اليومية، وفوق الكل يشعرون بالغلبة في استشهادهم من أجل المسيح. هؤلاء الشهداء بضعفهم وقلة كرامتهم(في نظر العالم) حصلوا على الغلبة ومنحهم هذا الموت السلطان على الأمم. الوعد بالقوة للغالب في ثياتيرا على كل الأمم، جاء لأنها الأكثر ضعفًا بين البلاد، والأقل ميزة أو شهرة بين الكنائس السبعة، ما عدا فيلادلفيا التي جاءت في آخر اللستة. لذلك:لم يطلب الروح من شعب كنيسة ثياتيرا إلا الثبات في فضائلهم، حيث يقول لهم: "ولكنني أقول لكم وللباقين في ثياتيرا، كل الذين ليس لهم هذا التعليم، والذين لم يعرفوا أعماق الشيطان كما يقولون: إني لا أُلقى عليكم ثقلًا آخر، وإنما الذي عندكم تمسكوا به إلى أن أجيء"(رؤ 2: 24،25). هكذا دعانا السيد المسيح أن نثبت فيه، فقال: "أنا الكرمة الحقيقية وأبى الكرام كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه وكل ما يأتي بثمر يُنقيه ليأتي بثمر أكثر. أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. اثبتوا في وأنا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا في. أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا. إن كان أحد لا يثبت في يُطرح خارجًا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق. إن ثبتم في وثَبَت كلامي فيكم تطلبون ما تُريدون فيكون لكم. بهذا يتمجد أبى: أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا. اثبتوا في محبتي. كما أنى أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحى فيكم ويكمل فرحكم"(يو 15: 1- 11). ويوصينا بولس الرسول قائلًا: "أخيرًا يا إخوتي تقووا في الرب وفى شدة قوته البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تُتمموا كل شيء أن تثبتوا. فاثبتوا مُمنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر، وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكل تُرس الإيمان. الذي به تقدرون أن تُطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مُواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين"(أف 6: 10- 18). ويوصينا يعقوب الرسول لكي نثبت إلى النهاية، إلى مجيء يوم الرب، فيقول:"فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين، مُتأنيًا عليه حتى ينال المطر المُبكر والمُتأخر. فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم، لأن مجيء الرب قد اقترب. لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تُدانوا. هوذا الديان واقف قدام الباب خذوا يا إخوتي مثالًا لاحتمال المشقات والأناة: الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. ها نحن نُطوب الصابرين قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف. ولكن قبل كل شيء يا إخوتي، لا تحلفوا، لا بالسماء، ولا بالأرض، ولا بقسم آخر. بل لتكن نَعَمكم نَعَم، ولاكم لا، لئلا تقعوا تحت دينونة. أعلى أحد بينكم مَشقات؟ فلُيصل. أمسرور أحد فليرتل. أمريض أحد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيُصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفى المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تُغفر له. اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لأجل بعض، لكي تُشفوا طلبة البار تَقتدر كثيرًا في فعلها. كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا، وصلى صلاة أن لا تُمطر، فلم تُمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلى أيضًا فأعطت السماء مطرًا، وأخرجت الأرض ثمرها"(يع5: 7- 18). نقطة ضعف كنيسة ثياتيرا: العتاب في الرسالة جاء قائلا: "لكن عندي عليك قليل: أنك تُسيب المرأة إيزابل التي تقول أنها نبية. حتى تُعلٍم وتُغوى عبيدي أن يزنوا ويأكلوا ما ذُبح للأوثان. وأعطيتها زمانًا لكي تتوب عن زناها ولم تتُب. ها أنا أُلقيها في فراش. والذين يزنون معها في ضيقة عظيمة. إن كانوا لا يتوبون عن أعمالهم. وأولادها أقتلهم بالموت. فستعرف جميع الكنائس أنى أنا هو الفاحص الكُلى والقلوب. وسأعطى كُل واحد منكم بحسب أعماله". العتاب جاء بسبب وجود مجموعة تتبع تعليم النيقولاويين الذين يُدمجون العبادات اليهودية بالوثنية، وكانت على رأسهم إيزابل التي تدًعى أنها نبية. مَنْ هي إيزابل؟ * قيل أنها زوجة أسقف الكنيسة إيريناؤس، لأنه جاء في النص اليوناني والسرياني: " أنك تُسيب امرأتك إيزابل". فقد كان لها مكانة بحيث تتحرك بحرية في مُدن الأناضول، وكان لها حضور طيب في اجتماعات العشاء للوثنيين، ومعنى ذلك أنها كانت تقوم بالتعليم هناك، وكانت موجودة في جلسات العربدة والسُكر التي كانت تتبع العشاء كامرأة جذابة، وكانت تبث فكر النيقولاويين في أعضاء الكنيسة، وكانت تجذب الكثيرين لإتباعها، وعملها في التجارة كان يُتيح لها التعامل مع فئات كثيرة من الشعب. * قيل أنها سيدة وثنية ادعت المسيحية، وأظهرت غيرة في العبادة، مما جعل الأسقف يستأمنها على بعض الخدمات في الكنيسة، فصارت تُفسد وتُضلل. * يقال أنها سيدة مسيحية غنية، استخدمت غناها ونفوذها في التضليل. * يرى القديس أبيفانيوس أنها شخصية اعتبارية، تُشير إلى تلميذات المبدع فنتانيوس وأسماؤهم: بريسكلا ومكسيملا وكونتيلا. * يرى آخرون أيضًا أنها شخصية اعتبارية تُشير إلى جماعة، من المبتدعين، وقد دُعيت إيزابل لمشابهتها لإيزابل امرأة آخاب الملك (1مل 18-21)، لأنها كما أفسدت إيزابل حُكم آخاب الملك، فهؤلاء المبدعون يُفسدون الأعمال الرعوية ببث الأفكار الغريبة، ولأنهم يبثون روح الزنا في أذهان البسطاء. * ويرى الكاتب، أنها كاهنة معبد سيبل الكلدانية في ثياتيرا. E. Schurer’s paper on Thyatiran Jezebel, دعوتها للتوبة: الله أعطاها فرصة للتوبة ولكنها أهملتها، لذلك قال الروح "سوف أقتل أولادها"، وربما القتل هنا يعنى الإصابة بمرض عضال يصعب الشفاء منه، مثل "الحمى"، بالذات لأنها ممكن تُصيب أي عضو في الجسم بسيف قوة الله. لذلك قال الروح لمن يتغلًب على هذه الأفكار الغريبة "سأُعطيه سُلطانًا على كُل الأمم. ليرعاهم بقضيب من حديد". وثياتيرا لم تكن تستخدم السيف كرمز للقوة والسلطة العُليا في الدولة الرومانية، بل كانت تستعمل قضيب من حديد فقط. والعتاب تم توجيهه إلى الأسقف لأنه أخذ سُلطانًا من الرب ليُقاوم المستكبرين، كما يقول المزمور: "اسألني فأُعطيك الأمم ميراثك لترعاهم بقضيب من حديد ومثل آنية الفخار تسحقهم" (مز2: 8، 9). ولكن إذا قاوم الأسقف أعمال إيزابل، فالرب سوف يُعطيه كوكب الصبح، ومنْ هو كوكب الصبح المُنير إلا ربنا يسوع المسيح، حيث يقول: "أنا يسوع. أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عنْ الكنائس. أنا أصل وذرية داود. كوكب الصبح المنير" (رؤ22: 16). ويسوع هو الذي يجلب معه النور في النفس. _____ الحواشي والمراجع : 1- The New Bible Dictionary, 1962, p. 1275. 2- W. M. Ramsay, “The Letters to the seven churches of Asia”, p. 327- 353. 3-القمص تادرس يعقوب ملطى، "تفسير سفر الرؤيا" الرؤيا"، ص 36- 39. 4-متى هنرى، "التفسير الكامل للكتاب المقدس، تفسير سفر الرؤيا"، ص 627. |
|