منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 07 - 2014, 12:59 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

الأسير في الرب _ يوحنا ذهبي الفم

الأسير في الرب _ يوحنا ذهبي الفم

الأسير في الرب

القديس يوحنا ذهبي الفم



إن فضيلة المعلمين تتضح وتُستعلن في عدم طلب كرامة أو مجد من تلاميذهم، بل إن ما يَصبون إليه هو خلاص نفوسهم فقط، كما أنهم وهم بصدد تحقيق هذا الهدف يبذلون قصاري جهدهم، لأن من يطلب المجد والكرامة ليس بمعلم، بل مستبد. لأن الله لم يجعلك معلماً لهم، حتى تتمتع برعاية أكثر، بل لكي تتجاوز أمورك الخاصة، وتعتني بأحوالهم وتسعى إلى بنائهم. هذا هو عمل المعلم، وهكذا كان المطوَّب بولس، فقد تحرر تماماً من الزهو والافتخار، وسلك كما لو كان شخصاً عادياً وسط كثيرين وربما أصغر منهم. ولذلك كان يدعو نفسه خادمهم، وقد تكلم كثيراً مع هؤلاء، كما لو كان عبداً. لاحظ كيف وهو يكتب لأهل أفسس، لم يكن يوجه لهم أمراً ولم يحدثهم بتعالي بل بطريقة المتوسل والمتواضع.

يقول: "فأطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها" (أف 4)


ماذا تطلب؟ أخبرني هل تسعى أن تربح شيئاً لنفسك؟ لا على الإطلاق، بل يقول لكي أُخَلِص آخرين ... لأن شهوة نفسه الشديدة هي في تتميم خلاص تلاميذه.

يقول "أنا الأسير في الرب". أنه مقام عظيم، وأعظم من أجواء القصور الملكية وقصور النبلاء، بل وأعظم من كل شيء. لذا هو نفس اللقب الذي يستخدمه في الكتابة لفليمون: "إذ أنا إنسان هكذا نظير بولس الشيخ والآن أسير يسوع المسيح" (فل 1).

إذن فهو لا يرى شيئاً أكثر إشراقاً من هذا الأسر في المسيح، ومن تلك السلاسل التي قيدتا هاتين اليدين المقدسين. أن يكون سجيناً من أجل المسيح أكثر مجداً من أن يكون معلماً أو رسولاً أو مبشراً . فمن يُحب المسيح يفهم ما نقوله، مًن يعرف أن يحب بشدة، ويكون منشغلاً بهذه المحبة للرب، يستطيع أن يختبر قوة الأسر، ويُفضل أن يُسجن لأجل المسيح على أن يسكن في السموات. لقد أظهرت هذه السلاسل يديه أكثر بهاءً من كل زينة ذهبية ومن كل تاج ملكي. فليست التيجان المرصعة بالأحجار الكريمة هي التي تجعل الرأس مشرقة وبهية. بل يكمن البهاء والمجد في تلك السلاسل الحديدية التي تُكبِل اليدين من أجل المسيح. وبالتالي السجن أكثر بهاءً من القصور الملكية ومن السماء نفسها، ولماذا أقول أبهى من القصور الملكية؟ لأنه كان أسيراً فيه لأجل المسيح.

إن مَن يحب المسيح يعرف هذه المكانة، يعرف هذه الفضيلة، ومقدار النعمة العظيمة، التي تُعطي لجنس البشر الإمكانية لأن يُسجن من أجل المسيح. أن يُسجن المرء من أجل المسيح، يعتبر أبهَّى وأمجَّد من أن يجلس على يمينه، بل وأبهى من أن يجلس على أثنى عشر عرش، هذا الحدث أكثر عظمة ومجد ... فحتى وإن لم يكن الرسول بولس قد نال أي مكافأة من أجل الآلام التي جازها، فهذا بحد ذاته يُعد مكافأة، أي أن يُعاني المرء هذه الآلام من أجل المحبوب، فهذا تعويض كافٍ.

هذا الكلام يعرفه أولئك الذين يحبون، حتى وإن لم يكن الحُب لله بل للبشر. هؤلاء يفرحون أكثر حين يُعانون، أكثر منه حين يُكرمون ممن يحبون .. لنسمع ما يقوله لوقا عن الرسل: "أما هم فذهبوا فرحين من أمام الجميع لأنهم حُسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل إسمه" (أع 5). قد يبدو هذا في نظر الآخرين مثاراً للسخرية، أن نقول حُسبوا مستأهلين أن يهانوا، وإنه لفرح أن يهان المرء، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعرفون مقدار الشوق الشديد للمسيح، فهذا يُعَّد أمراً يستحق الغبطة والفرح أكثر من أي شيء آخر.

فلو خيرَّني أحد بين أن يمنحني السماء كلها، وبين تلك السلاسل، لفضّلت هذه السلاسل.

ولو خَيَرني أحد بين الجلوس في الأعالي مع الملائكة، وبين الجلوس مع بولس في السجن، لفضّلت السجن.

ولو خَيَرني أحد بأن أكون في معيّة تلك القوات السمائية التي هي حول العرش السمائي، أو أكون مثل بولس السجين، لفضّلت أن أكون سجيناً.

لا يوجد شيء أكثر إستحقاقاً للغبطة والتطويب من تلك السلاسل. إنني أرغب أن أُوجد في تلك الأماكن (روما)، إذ يُقال أن السلاسل مازالت موجودة، حقاً إني مُعجب بأولئك القديسين بسبب محبتهم للمسيح. لديّ رغبة في أن أرى تلك السلاسل التي كانت الشياطين تخاف منها وترتعب، ولكن الملائكة توقرها وتمجدها.

لا يوجد شيء أفضل من أن يحتمل شخص الآلام من أجل المسيح. إنني لا أطوِّب بولس لأنه أختطف إلى الفردوس، بقدر ما أطوبه لأنه أُلقي في السجن. لا أطوبه لأنه سمع كلمات لا يُنطق بها، بقدر ما أُطوبه لأنه تحّمل تلك القيود. أما من حيث إن هذه السلاسل هي أعظم من كل هذا، إسمع كيف أنه هو نفسه يؤكد على ذلك، لأنه لم يقل "أطلب إليكم أنا الذي سمعت كلمات لا ينطق بها"، لكن ماذا قال؟ قال: "أطلب إليكم أنا الأسير في الرب ... إنه من الأفضل لي أن أتألم من أجل المسيح، على أن أُكرَّم من المسيح. هذه أعظم كرامة، وهذا هو المجد الذي يتجاوز كل شيء. فإن كان المسيح قد صار عبداً من أجلي، وأخلى ذاته وتجرد من مجده، فقد أعلن بهذا أن مجده الحقيقي قد إستُعلن على الصليب، فقد إجتاز الآلام من أجلي، فلماذا لا أقبل أنا إحتمال الآلام؟"

لتسمعه إذن وهو يقول "أيها الآب .. مجّد إبنك" (يو 17)

ماذا تقول؟ ألم يقودونك إلى الصليب مع لصوص ومجرمين، وعانيت لعنة الموت، وتعرضت للبصق واللطم، وتدعو كل هذا مجداً؟

يقول نعم، لأنني عانيت كل هذه الآلام من أجل أحبائي، وأعتبر أن هذا أعظم مجد. فإن كان ذاك الذي أَحبَ أولئك المستحقين النحيب والرثاء، الذي أحبَ التعساء والبؤساء، وإعتبر المجد بأن يُوجد وسط الآلام، ويتعرض للإزدراء، وعَدَ هذا كله، أكثر إكراماً من جلوسه على العرش الإلهي. فكم بالأكثر جداً ينبغي عليَّ أنا أن أعتبر كل هذا الهوان بأنه مجد.

يا لغبطة هذه القيود، يا لغبطة هذه الأيدي التي زينتها هذه السلاسل. لم تكن أيدي بولس مستحقة لمثل هذه الكرامة العظيمة عندما شَفَت المُقعَد في لسترا، بقدر ما كانت وهي موثوقة بالقيود. فلو أنني كنت أعيش في ذلك الزمان لأحتضنت هذه السلاسل ووضعتها في حدقة عيني. وما توقفت عن تقبيل هاتين اليدين اللتين إستحقتا أن تُقيدا من أجل ربي وإلهي.

هل تتعجب من بولس الذي لدغته الأفعى، ولم تؤذه مطلقاً؟

لا تتعجب لأن هذه الأفعى وقّرت السلاسل، بل البحر بمجملة إحترم هذه السلاسل، لأنه كان مقيداً آنذاك، فلو أعطيتني الان القدرة على أن أقيم أمواتاً، لفضلت السلاسل على هذه القدرة. ولو أنني كنت غير مرتبط بالإهتمامات والإنشغالات الكنسية، وكان الجسد قوياً، ما كنت أتردد أن أقطع هذه المسيرة الطويلة (إلى روما)، لكي أرى فقط هذه السلاسل، والسجن الذي سُجن فيه. وبرغم من أن هناك آثار كثيرة لمعجزاته في أماكن كثيرة من العالم، فهي ليست بقدر سمات الآلام التي في جسده. ولا يُبهجني - حين أقرأ الكتاب - أن أعرف أخبار المعجزات التي صنعها بقدر ما أبتهج حين أقرأ عن الآلام التي إجتازها، عندما جُلد وسُحِل. يقول: "كان يُؤتي عن جسده بمناديل أو مآذر إلى المرضى" (أع 19). هذه الأمور هي حقاً عجيبة، لكنها ليست بقدر تلك الآلام التي عاناها.

"فوضعوا عليهما ضربات كثيرة وألقوهما في السجن" (أع 16)، وأيضاً (أي بولس وسيلا) "كانا يصليان ويسبحان الله". ويقول أيضاً: "فرجموا بولس وجروه خارج المدينة ظانين أنه قد مات" (أع 14).

أتريدون أن تعرفوا مدى عظمة هذه السلاسل الحديدية التي قيدت جسد الخادم الأمين من أجل المسيح؟

إسمع المسيح نفسه وهو يقول "طوبى لكم" ... متى؟
هل عندما تقيمون أمواتاً؟ لا ... لكن متى؟
هل حين تُشفون عمياناً؟ لا مطلقاً ... فمتى بالأحرى؟
"إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين" (مت 5). فإن كان مجرد سماعنا للإهانة يجعلنا مطوبين هكذا، فما بالك بما يحدث لنا، حين تتحول الإهانة اللفظية إلى فعل ويُمارَّس التعذيب علينا؟


إسمع المطوب بولس الذي يقول في موضع آخر "وأخيراً وُضع لي إكليل البر". لكن القيود هي أكثر بهاءً من هذا الإكليل، فليجعلني الله مستحقاً لهذه القيود، هكذا يقول، أما الإكليل فأنا لا أحتسب له. عوضاً عن كل التعويضات، يكفيني أن اتألم من أجل المسيح. اعطني القدرة على أن أقول ذلك القول: "أكمل نقائص شدائد المسيح"، ولن أحتاج شيئاً بعد ذلك.

وقد إستحق القديس بطرس هذه القيود، لأن الكتاب يقول إنه كان مربوطاً بسلسلتين، وسُلم للعسكر ونام. لقد كان فرحه كبيراً إلى هذا الحد، الذي يجعله لا يقلق، ودخل في نوم عميق، ولم تتجاذبه الأفكار. وإذ كان نائماً بين عسكريين، جاء الملاك وضربه في جنبه وأيقظه. ولذلك إن قال لي أحد: ماذا تريد أن تكون، هل الملاك الذي ضَرَب جنب بطرس، أم بطرس الذي أُنقذ؟ بالطبع أُفضل أن أكون بطرس الذي من أجله جاء الملاك، فأنا سأنتفع من تلك القيود ...

قد حسب بولس ذلك هبة عندما كتب: "وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله". لقد حَسَبَ هبة الآلام أعظم من الإيمان، لسبب واحد فقط وهو ان هذه الآلام هي هبة من الله. بالحقيقة هي هبة عظيمة، وأعظم من أن يجعل الشمس والقمر يتوقفان، وأعظم من أن يحرك الكون، وأعظم من أن نقهر الشياطين أو نخرجها، فالشياطين لا تحزن عندما نخرجها بإيماننا، بقدر ما تحزن عندما ترانا نتألم ونُسجن من أجل المسيح، لأن هذه الآلام تعطينا أعظم دالة أمام الله. أن يُسجن أحد من أجل المسيح، فهذا أمر حسن، لا لأن هذا يمنحنا ملكوته، بل لأن الآلام صارت من أجل المسيح، ولا أُشيد بالقيود لأنها تحملنا إلى السماء، بل لأننا نصبر عليها من أجل رب السماء. كم هو إفتخار عظيم أن يعرف أحد أنه سُجن من أجل المسيح؟ وهل هناك متعة، وكرامة، وبهاء أعظم من هذا؟ أريد دوماً أن أتكلم عن هذه الأمور، وأرغب أن أتحمل تلك السلاسل، ومادمت أُحرم من هذا في الواقع، ليتني أُقيد نفسي بالسلاسل، من خلال تهيئة النفس لهذا الأمر.

"فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن فأنفتحت في الحال الأبواب كلها وأنفكت قيود الجميع (أع 16). أرأيت أن القيود قد إنفكت وفقدت طبيعتها؟ تماماً كما ان موت الرب قد أمات الموت، هكذا قيود بولس قد فَكَت قيود المسجونين. وزعزعت أساسات السجن، وفَتَحَت الأبواب، بالرغم من أن هذه بالطبع ليست خاصية القيود، بل بالعكس فهي تؤمن عدم هروب المسجون، وليس أن تفتح له الأبواب. فمن ناحية الخواص الطبيعية للقيود ليست هي هذه، لكن خواص القيود من أجل المسيح هي هكذا.

لقد سجد حارس السجن لبولس وسيلا. إن خاصية القيود الطبيعية لا تقود أيضاً حارس السجن عند أقدام المسجونين، بل على العكس من ذلك فهي تجعل المقيدين خاضعين له. لكن الآن الحارس الذي كان حراً هو الذي تحت أقدام المسجون، الذي قيد المسجون، يترجى المُقيَد أن يحله من رباطات الخوف. وأنت أيها السجان ألست أنت الذي قيدته؟ أخبرني ألم تُغلق عليه في السجن الداخلي؟ ألم تربط رجليه في المقطرة الخشبية؟ فلماذا ترتعد؟ لماذا تخاف؟ لماذا تبكي؟ لماذا تستل سيفك؟ يقول إنني لم أسجن شخصاً مثل هذا، لم أكن أعرف أن أولئك الذين يُسجنون من أجل المسيح لديهم قوة عظيمة بهذا القدر. ماذا تقول؟ لقد نالوا سلطاناً أن يفتحوا السموات، ألا يستطيعوا أن يفتحوا سجناً؟ هؤلاء الذين حَلوا المربوطين من الشياطين، هل ستقيدهم قطعة حديد؟ أنت لا تعرف هؤلاء الرجال، من أجل هذا يمكن أن يُصفح لك عن جهلك بهم.

بولس هو السجين الذي توقره كل الملائكة. والذي كانت مناديله ومآزره تخرج الشياطين، وتشفي الأمراض، بالرغم من أن رباطات الشياطين هي أكثر قسوة بكثير من الحديد والماس، لأن هذه الرباطات تُقيد النفس، بينما السلاسل تُقيد الجسد. إذن فذاك الذي حَرَرَ النفوس من قبضة الشياطين، ألا يستطيع أن يُحرر جسده؟ ذاك الذي حل المربوطين برُبط الشيطان وحَرَرهم من سلطانه بمآزره، ألا يستطيع أن يحل نفسه بقوته؟ لقد قُيّد أولاً، حينئذ حَلَ أولئك الذين كانوا مُقيدين، لكي تعرف أن خدام المسيح وهم مُقيدين لديهم قدرة أعظم من الأحرار. فلو أن شخصاً غير مقيد فعل هذا، لما كان هذا موضع إندهاش. إن القيود ليست علامة ضعف، بل بالأكثر هي علامة قوة عظيمة، لأنه هكذا تظهر قوة القديس أكثر إشراقاً، فبينما هو مُقيد ساد على الأحرار، وصارت له القدرة على أن يحل ليس نفسه فقط، بل الآخرين المقيدين أيضاً. ما فائدة الأسوار إذن؟ وماذا حققوا أكثر من أن يزجوا به في السجن الداخلي، طالما أن الأبواب الخارجية قد فُتحت؟

لكن لماذا حدث كل هذا في منتصف الليل واقترن بزلزلة؟

إسمحوا لي أن ابتعد قليلاً عن الكلمات الرسولية، وأتطرق قليلاً إلى الأعمال الرسولية حتى أصل أو أبلغ إلى قيود بولس. إسمحوا لي أن أتأمل فيها بهدوء أكثر. لقد أمسكت بتلك القيود، ولن يفصلني عنها أحد. الآن أنا مقيّد وبشدة بالحب، مثلما كان هو مقيداً بالمقطرة الخشبية. إن هذا القيد لا يستطيع أحد أن يحله، لأنه مربوط بمحبة المسيح. هذا القيد، بل ولا الملائكة أيضاً تستطيع أن تحله. لنسمع بولس نفسه وهو يقول: "لا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلية ولا علو ولا عمق، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (رو 8)

لأجل مَن حدث كل هذا في منتصف الليل؟ ولماذا إقترن بزلزلة؟ إسمعوا التدبير الإلهي وتعجبوا. كل القيود إنفكت وفُتحت الأبواب. وهذا كله قد حَدَث من أجل حارس السجن، ولم يحدث هذا بهدف الإستعراض، بل لكي يَخلُص. لأنه من حيث أن المقيدين لم يعرفوا انهم تحرروا، فهذا كان واضحاً من كلام بولس. ماذا قال؟ قال "لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً لأن جميعنا ههنا" (أع 16) ...

أمور كثيرة حدثت في هذه المعجزة:

أولاً: سمعهما وهما يُسبحان الله، بالطبع ما كان لهما أن يُسبحا هذه التسابيح إن كانا من السحرة، لأنه يقول "ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله"

ثانياً: لأنهما لم يهربان بل منعا حارس السجن من قتل نفسه. وما كان لهما أن يبقيا في السجن، لو كانا قد فعلا هذه المعجزة من أجل نفسيهما، بالرغم من أن الفرصة كانت مهيئة للهرب من السجن. غير أن محبتهما للناس كانت فائقة، فقد منعا حارس السجن الذي قيدهما من قتل نفسه. كأنهما قالا له: لقد قيدتنا بعنف وقسوة شديدة، لكي تُحِل أنت نفسك من قيود الخطية المُرة. لأن كل إنسان يقيد بحبال الخطايا، وهذه القيود ملعونة، بينما القيود التي من أجل المسيح هي قيود مباركة، وتستحق كل الإمتنان ... فأولئك الذين كانوا داخل السجن كانوا مُقيدين بقيود مزدوجة، وحارس السجن أيضاً كان مقيداً بقيود الخطية. المسجونين كانوا مُقيدين بقيود حديدية وبقيود الخطية، أما حارس السجن فكان مُقيداً بقيود الخطية فقط ...

الأسير في الرب _ يوحنا ذهبي الفم


لننظر إلى إيمان حارس السجن. يقول سفر الأعمال "طلب ضوءاً وإندفع إلى الداخل وخَرَ لبولس وسيلا وهو مرتعد ثم أخرجهما وقال يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟". كان يمسك ضوءاً وسيفاً .. "فقال آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك" .. أرأيت كيف أن حارس السجن هذا كان مستحقاً أن يخلص؟ لأنه بعدما رأى المعجزة، وتغلب على الخوف، لم ينس ما هو لخيره، بل وسط كل هذه الأخطار الشديدة، إهتم بخلاص نفسه، وأتى إليهما كما يليق بمعلمين إذ خَرَ عند أقدامهما. "وكلماه وجميع من في بيته بكلمة الرب فأخذهما في تلك الليلة وغسلهما من الجراحات وإعتمد في الحال هو الذين له أجمعون". أرأيت رغبة هذا الإنسان وحماسه الشديد؟ لم يؤجل الأمر، لم يقل لننتظر حتى يطلع النهار، لم يقل لنرى أو لنفكر، بل برغبة جارفة إعتمد هو وأهل بيته جميعاً، وليس كما يحدث الآن، إذ الكثيرون يهملون تعميد الخَدَم، والزوجات، والأولاد. أترجاكم أن تصيروا مثل حارس السجن هذا، لا أتحدث عن المنصب بل عن رغبته وإرادته. لأنه ما المنفعة من المنصب عندما تكون الإرادة مريضة أو ضعيفة؟ فذاك الذي كان متوحشاً وقاسياً وإعتاد على ممارسة العنف، وكان دوماً يفكر بالشر، تحوّل على الفور إلى إنسان محب للناس بشدة ورقيق في تعامله، إذ يقول سفر الأعمال "غسلهما من الجراحات".

لاحظ أيضاً غيرة الرسول بولس المتقدة، فبالرغم من أنه كان مسجوناً، وجُلد، ظل يكرز بالإنجيل برغبة وإرادة شديدة. طوبى لهذه السلاسل، كم من الآلام عانى في تلك الليلة، كم من الأبناء الروحيين أنجب! وعن هذا قال "الذي ولدته في قيودي". أرأيت كيف أنه يبتهج ويريد لأولاده الذين ولدهم أن يكونوا في بهاء أكثر منه؟ أرأيت مقدار غنى مجد هذه القيود، حيث أنها ليس فقط قد أعطت مجداً للمُقيَّد، بل وأيضاً الذين ولدهُم في الإيمان في تلك الأيام، قد جعلتهم أكثر بهاءً. فإن أولئك الذين ولدوا من قيود بولس لديهم شيء أكثرن لا أقصد من جهة النعمة، لأن النعمة هي ذاتها للجميع، ولا من حيث غفران الخطايا، لأن الصفح واحد للجميع، بل لأنهم تعلموا منذا البداية أن يفرحوا ويبتهجوا بهذه الأمور.

يقول "فأخذهما في تلك الساعة من الليل وغسلهما من الجراحات وإعتمد في الحال". لاحظ الثمر الذي نالوه، فقد عوضهما حارس السجن على الفور، إذ "أصعدهما إلى بيته قدم لهما مائدة وتهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله" .. غسل جراحات المعلم، قدم له مائدة، وإبتهج. لقد حولت سلاسل بولس كل شيء في السجن إلى كنيسة، وضمت حارس السجن إلى جسد المسيح، وأعدت المائدة الروحية، وأفرزت آلام خلاصية شديدة، الأمر الذي لأجله فرحت الملائكة. هل عبثاً قُلت إن السجن أكثر بهاءً من السماء؟ لأنه صار سبباً للفرح في السماء، لأنه إن كان هناك فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب، وإن إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسم المسيح، هناك يكون في وسطهم، فبالأكثر جداً يحدث هذا، حين يجتمع بولس وسيلا وحافظ السجن وجميع أهل بيته، بهذا الإيمان القوي. لاحظ مدى مقدار هذا الإيمان الفائق ...

دعونا ننهي حديثنا بقيود بولس، لأنها صارت سبباً لخيرات وفيرة بالنسبة لنا، لذلك أرجو ليس فقط أن لا تحزنوا لأن الرسل قد تألموا من أجل المسيح بل أن تفرحوا كما فرح الرسل، وأن تفتخروا كما قال بولس: "فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي" (2 كو 12). ولهذا سمع من الله "تكفيك نعمتي".

لقد إفتخر بولس بقيوده، فهل تزهو أنت بالغنى؟
لقد فَرَحَ الرسل لأنهم حُسبوا مستحقين أن يجلدوا، فهل تسعى أنت نحو الراحة والتمتع؟
إذن كيف تريد أن تنال نفس المجازاة التي نالوها، عندما تسير هنا في عكس الطريق الذي سلكوه؟

يقول القديس بولس: "والان ها أنا ذاهب إلى أورشليم مُقيداً بالروح لا أعلم ماذا يصادفني هناك غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلاً: "إن وثقاً وشدائد تنتظرني" (أع 20). إذن فلماذا تذهب، طالما أن هناك وثق وشدائد تنتظرك؟ يقول لأجل هذا تحديداً إني أذهب، لكي أُسجن وأموت لأجل المسيح، لأنه قال: "لأني مستعد ليس أن أُربط فقط بل أن أموت أيضاً .. لأجل إسم الرب يسوع" (أع 21).

ليس هناك ما هو أكثر طوباوية من هذه النفس، وبأي شيء يفتخر؟ بالقيود والشدائد، والسلاسل، وآثار الجروح، يقول "لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع" (غل 6). كأن هذه السمات نُصب تذكاري عظيم، وأيضاً يقول "لأني من أجل رجاء إسرائيل موثق بهذه السلسلة" (أع 28)، وأيضاً "الذي لأجله أنا سفير في سلاسل".

ماذا يعني هذا الكلام؟ ألا تخجل، ألا تخاف يا بولس أن تجول المسكونة مقيداً؟ ألا تخشى لربما يعتقد أحد أن إلهك ضعيف؟ ألا تخشى أن لا يأتي أحد إلى الإيمان؟ يقول: إن قيودي ليست هكذا. فهي تعرف تضيء حتى في قصور الملوك. "إن وثقي صارت ظاهرة في المسيح في كل دار الولاية وفي باقي الأماكن أجمع وأكثر الأخوة وهم واثقون في الرب بوثقي يجترئون أكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف" (في 1). أرأيت كيف أن هذه القيود تحمل قوة أعظم من قوة إقامة الأموات؟ لقد صاروا أكثر شجاعة، رغم أنهم رأوني مسجوناً. لأنه حيث توجد القيود، فهناك ينبغي أن يحدث شيء عظيم، وحيث توجد ضيقة فعلى كل الأحوال يوجد خلاص ومَنفذ وراحة. لقد تحققت الإنجازات العظيمة، لأن الشيطان حين يضرب يُصاب، وعندما يقيّد خدام الله، تُثمر الكلمة أكثر.

ولاحظ أن هذا هو ما حدث في كل موضع. وهو موثوق في السجن صنع كل هذا. يقول "في وثقي". فعندما سُجن في روما جذب إليه كثيرين، لأنه ليس فقط كان لدى بولس شجاعة، بل إن آخرين أكتسبوا منه هذه الشجاعة. وقد سُجن في أورشليم وتكلم وهو مُقيد وأدهش الملك، وجعل الوالي يرتعب، ولأنه خاف فقد أطلقه، ولم يخجل الذي قيّده أن يعرف من القيَّد عن أمور عتيدة أن تحدث. وسافر الرسول بولس في البحر مقيداً، وأُنقذ من الغرق، وثَبُتَ أمام العاصفة. وبينما كان مُقيداً نشبت في يده أفعى وسقط على الأرض دون ان تؤذيه مُطلقاً. وسُجن في روما وتكلم وهو مُقيد وجذب الآلاف للمسيح، مُقدماً قيوده عوضاً عن أي شيء ...

لنتعلم ألا نسقط وألا نتضايق في الشدائد. أنتبه إلى ذلك المطوب بولس. جُلِدَ بل جُلِدَ بقسوة، لأن سفر الأعمال يقول: "فوضعوا عليهما ضربات كثيرة" (أع 16). وتقييده أيضاً قد تم بقسوة، لأنهم ألقوه في السجن الداخلي، بحراسة أكثر من المعتاد. وبينما كانا بولس وسيلا في حالة إنهاك شديد، نحو نصف الليل، بدأ كلاهما يسبحان الله، بينما كان الذين ينعمون بالراحة نياماً، فهناك قيد أكثر رعباً، هو نوم الفكر أو العقل.

الأسير في الرب _ يوحنا ذهبي الفم


هل هناك أكثر صلابة من هذين النفسين (بولس وسيلا)؟ لقد كانا يُفكران في الثلاثة فتية الذين كانوا يسبحون الله في أتون النار، وربما فكرا قائلين، إننا لم نُعانِ شيئاً مثل هذا بعد. حسناً، لقد قادنا الحديث إلى قيود أخرى، ولسجن أخر. ماذا حدث لي؟ أريد أن أصمت، لكنني لا أستطيع. لقد وجدت سجناً أكثر عجباً ودهشة من السجن الآخر. ولكن ركزوا انتباهكم، لأنني أبدأ الكلام الآن، وأقبلوه بذهن متيقظ. وأنا أريد أن أتوقف عن الكلام لكنني لا أستطيع ... فإن كان الرسول بولس لم يصمت وهو داخل السجن والوقت ليلاً، ولم يصمت رغم الجلدات، فهل أصمت أنا، بينما أجلس مستريحاً جداً وأتكلم والوقت نهاراً، فإن كان المقيدون الذين تعرضوا للجلد، والساهرون نحو نصف الليل، لم يتحملوا الصمت، والفتية الثلاثة لم يصمتوا وهم في أتون النار، ألا نخجل نحن من الصمت.

إذن فلننظر إلى هذا السجن، إن بولس وسيلا قد تم تقييدهما وكان واضحاً منذ البداية أنهما لن يُلقيا في النار، بل فقط سيُحبسا في السجن، لأنه هل هناك داعٍ لتقييد أولئك الذين سيُلقون في النار؟ لقد قيدوا، كما حدث مع بولس، قيد من الأرجل ومن اليدين، وقُيد بعنف شديد. لأن السجان قد ألقاهم في السجن الداخلين أما ذلك الملك فقد أمر أن تُوقد النار بشدة وأن يُحمى الأتون. ولترى ماذا حدث: فبينما كان بولس وسيلا يسبحان الله، تزعزعت أساسات السجن، وإنفتحت الأبواب، وبينما هما يُسبحان إنحلت القيود من أرجلهما وأيديهما. لقد إنفتحت أبواب السجن كما إنفتحت أبواب الأتون، لأن نسمات الروح كانت قد تهب بقوة، وبصفة دائمة ...

لقد حُلت قيود جميع المقيدين مع بولس وسيلا، مع انهم كانوا نائمين، إلا أنه بالنسبة للفتية الثلاثة، فقد حدث شيئ آخر، فقد إحترق الذين ألقوهم في النار. ما أريد أن أقوله إن الملك قد رآهم وهم يتمشون في وسط النار بدون قيود وسجد عند أقدامهم وسمعهم يسبحون، ورأى أربعة يتمشون وسط النار، فنادى عليهم. تماماً كما ان بولس لم يخرج من السجن، إلا بعد أن دعاه حارس السجن الذي أودعه السجنن إلى الخروج، مع انه كان قادراً على الخروج. هكذا ولا الثلاث فتية خرجوا من الأتون، ألا بعد أن أخرجهم الذي أمر بان يُطرحوا في النار. ماذا نتعلم من هذا؟ نتعلم ألا نتسرع في حالة الخروج بنتائج أو إصدار أحكام بسبب الضيقة، ولا نستعجل الخلاص من الشدائد، ولا أن نصر على البقاء فيها، بينما قد تحررنا منها. أيضاً حارس السجن سجد عند أقدام بولس وسيلا، لأنه إستطاع أن يأتي إلى داخل السجن حيث كان القديسان بولس وسيلا هناك في السجن الداخلي، ولكن الملك في حالة الفتية الثلاثة، أتى إلى الباب، لأنه لم يجرؤ أن يأتي إلى السجن الداخلي الذي أعده لكي يحرقهم.

أرجو أن تلاحظ الكلمات التي نطقا بها، فإن حارس السجن قال : يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" أما الملك فقد قال وإن لم يكن بهذا القدر من الإتضاع، بل بصوت عذب "يا شدرخ وميشخ وعبدنغو يا عبيد الله العلي أخرجوا وتعالوا" (دا 3). كيف يخرجوا أيها الملك؟ لقد طرحتهم في النار مُقيدين، وظلوا وقتاً طويلاً داخل النار. إذن، فإن كانوا من مادة صلبة أو من معدن، أما كان ينبغي أن يَفنوا ويتلاشوا، بينما هم يسبحون بتلك التسبحة حتى نهايتها؟ إذن فقد نجوا لأنهم كانوا يسبحون، لقد وقرت النار إستعدادهم لتحمل الآلام، وبعد ذلك وقرت التسبيح الرائع. ماذا دعوت هؤلاء؟ .. "يا عبيد الله العلي". لأن كل شيء مستطاع لعبيد الله.

ولعلك تلاحظ تقوى ووقار الفتية الثلاثة. لم يغتاظوا، ولا غضبوا، ولا إعترضوا، بل خرجوا. فلو أنهم إعتبروا أن ما حدث لهم هو تعذيب، لأشتكوا وتذمروا على أقل تقدير على من ألقاهم في الأتون. غير أن لا شيء من كل هذا قد حدث، بل خرجوا من الأتون، كأنهم أتوا من السماء ذاتها. هذا ما قاله النبي عن الشمس "هي مثل العروس الخارج من حجلته" (مز 19). ولن يخطئ المرء إذا قال هذا الكلام عن الفتية الثلاثة. لكنهم خرجوا من الأتون أكثر بهاءً من الشمس. لأن الشمس تخرج لتنير المسكونة بالنور المحسوس، بينما الفتية الثلاثة خرجوا لكي يُنيروا المسكونة بطريقة مختلفة، أي بطريقة روحية. من أجل هذا وبسببهم اصدر الملك أوامره في الحال والذي إشتمل على هذه الكلمات "الأيات والعجائب التي صنعها معي الله العلي حسن عندي أن أُخبر بها. آياته ما أعظمها. وعجائبه ما أقواها" (دا 4)

هكذا خرجوا يَشعون نوراً بهياً أبرق وإمتد وإنتشر في تلك البلاد، بل وفي كل مكان بواسطة الأمر الملكي الذي أصدره الملك، والذي بدّد الظلام الذي إنتشر وساد. قال "اخرجوا وتعالوا". لم يتجرأ بإصدار أمر بإطفاء النار، لكنه بهذا المسلك يكون قد كرمهم للغاية، من خلال ثقته في أنهم ليس فقط قادرين على التمشي داخل النار، بل وعلى الخروج منها وهي لازالت مُشتعلة ...

لم يقل الملك: ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص، بل قد صار تعليمه أحكم من أي كلام، وعلى الفور صار كارزاً دون أن يحتاج لتعليم، كما هو الحال بالنسبة لحارس السجن، ماذا إذن؟ لقد بشّر بالله، وإعترف بقدرته وقوته، قائلاً: "حقاً إن إلهكم إله الآلهة ورب الملوك لأنه أرسل ملاكه وأنقذ عبيده" (دا 3). وماذا حدث بعد ذلك؟ لقد تعلّم الكثيرون مما كتبه الملك، من خلال رؤية ما حدث، وليس سجاناً واحداً فقط ..

أرأيت مقدار قوة هذه القيود؟
أرأيت مقدرا القوة التي للتسبحة وسط الشدائد؟
فلم توهن عزائمهم، ولم تضعف، بل كانوا أقوياء في ذلك الوقت، وإرادتهم كانت أكثر قوة .... لأنه حين يتألم المرء من أجل المسيح، فهذا أفضل وأحلى من كل التعزيات ...

ينبغي ألا نحزن أبداً، حتى وإن سجنا فلنفرح،
وإن كنا مقيدين، فلنكن كأولئك الأبرار الذين قُيدوا.


المرجع: تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس، للقديس يوحنا ذهبي الفم، ترجمة د. سعيد حكيم يعقوب، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية بالقاهرة.




رد مع اقتباس
قديم 20 - 07 - 2014, 10:36 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأسير في الرب _ يوحنا ذهبي الفم

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
علامات قيامة الرب للقديس يوحنا ذهبي الفم
الأسير في الرب _ يوحنا ذهبي الفم
اسم الرب يسوع _ يوحنا ذهبي الفم
مخافة الرب تفوق كل شيء - القديس يوحنا ذهبي الفم
الأسير في الرب _ يوحنا ذهبي الفم


الساعة الآن 10:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024