|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
علاقة اللغة القبطية باللغات الأخرى واللغة القبطية كُتِبَت بحروف يونانية مدة من الزمن قبل الديانة المسيحية. وقد استَعْمَلَت اللغة القبطية حروف الهجاء اليونانية كلها بنطقها ومزاياها التي كانت لها في ذلك العهد، وأضافت على الأبجدية اليونانية سبعة حروف أخرى اقتبستها من الخط الديموطيقي للتعبير عن النطق بسبعة أصوات لا توجد في اللغة اليونانية. واستمر الكلام بها بعد أن بطل استعمال الكتابة بالهيروغليفية منذ نحو القرن الثالث الميلادي. وبينما كان المصريون يكتبون بهذه الخطوط كانت الأمم المجاورة لهم تقتبس منهم أبجديتها. فلقد كان الفينيقيون مجاورين لمصر في المكان المعروف الآن بالعقبة (في بلاد العرب شرقيّ مصر) قبل أن يرتحلوا إلى مكانهم في سواحل سوريا بسبب الزلزال الذي خرب بلادهم الأصلية. ولذلك اتخذوا لهم أبجدية خاصة بهم لا تختلف عن الأبجدية العِبرية. وقد يكون موسى لما هرب من مصر إلى بلاد الفينيقيين الأصلية ومكث أربعين سنة في مديان (خر 2: 15) عَلَّمهم هذا الخط. وكذلك العبرانيون تعلموا الكتابة المصرية باختصار كالفينيقيين، وقد علمها موسى لهم عندما خرجوا معه، إذ مكث بقية أيامه معهم يعلمهم ويرشدهم. أما اليونان فقد ذهب إليهم مصريان، هما: داناؤس وكيكروبس، وهذان الرجلان علماهم الكتابة على الأرجح. ويقال أن قدموس الفينيقى ذهب إلى بلاد اليونان بعد الرجلين المصريين وينسبون تعلمهم الكتابة إليهوعلى أية حال فإنها هي الأبجدية المصرية بعينها. وأبجدية الإغريق هي الأصل في كل الأبجديات الأوروبية. واتخذ الآشوريين في بادئ الأمر خطًا كالمصري ثم حوَّلوه إلى أسفينى. واختلطت العبرانية بالكلدانية فكونت أبجدية حديثة يستعملها الإسرائيليون اليوم. وقامت السريانية والعربية بعد كل هذه الخطوط. فاللغة المصرية التي تكلم بها أصحابها قبل أن تُبْنَى الأهرامات وَتُقَام الآثار هي بعينها اللغة المعروفة بالقبطية. لذلك فكل الكتابات التي وُجِدَت بها سواء كانت بالخط المقدس (الهيروغليفي) على العاديات، أو بالخط الكاهني (الهيراطيقي) على الرقوق وورق البردي، أو الخط العامي (الديموطيقي) الموجود على حجر رشيد وأوراق البردي والرقوق، كل هذه الكتابات هي بنفس اللغة المصرية المعروفة الآن بالقبطية. وقد دخلت ألفاظ كثيرة منها في اللغة الدارجة العربية بالديار المصرية، كما أن أكثر بلاد القطر المصري مُسَمّاة بالقبطية -كما سنرى بعد ذلك هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- وقد استمرت هذه اللغة منتشرة إلى القرن الخامس عشر الميلادي. وقد شهد الراهب الدومينيكانى فانسليب (1635- 1679م)، والذي زار مصر مرتين، بأنه قد تكلم مع المعلم أثناثيوس الذي يتكلم لغة البلاد الأصلية (القبطية)، قال في كتابه "تقرير الحالة الحاضرة في لمصر": [لغتهم أيضًا المدعوة قبطية كانت أول لغة جرى الحديث بها في مصر، ورغم أنها على ما يبدو عانت مع مرور الزمن، حسب الشعوب المختلفة التي سادت عليهم، من تغييرات كبيرة سواء في حروف الكتابة، أو في الألفاظ ذاتها، وعلى الأخص من اليونانيين.... أما إذا اعتقد البعض وهذا قد يكون حقيقيًا أن اليونانيين استمدوا قسمًا كبيرًا من حروف أبجديتهم من المصريين القدماء (ونعني بهم الأقباط) عن طريق الفينيقيين... فإني أعتقد أن اليونانيين نقلوا جزء من حروف أبجديتهم من الأقباط، لا الأقباط من اليونانيين]. |
|