( كاهن كنيسة الأنبا مقار بالبلينا )

[بنت معلم الاجيال]

" الذى قد بلغ الشيخوخه بطهارة أفكاره ونقاوة ضميره يتنعم فى شيخوخته بحلاوة أثمار المعرفه ، وفى خروجه من الجسد يقبل مجد الله 0 ليس شيئاً ينفخ فى نفوسنا الطهاره مثل خلطة هؤلاء الأطهار الأنقياء القلوب ، مثل هذا الصديق يُيـقـظ النفس إلى الحياه و يُـذهب الأوجاع والأفكار السمجه أكثر من كل الفضائل ، فلا تتخذ لك صديقـاً أو مستشاراً إلا من هذه العينه ، لئلا تجعل عطـبـاً لذاتك وتحيد عن طريق الله " 0
( الشيخ الروحانى )
الآب الموقـــر القمـص/ مقـــار ( كاهن كنيسة الأنبا مقار بالبلينا ) يقــول :
+ عندما نذكر إسم أبينا الطوباوى القديس الأنبا مكاريوس يتقدس لسـاننا وتتهلل نفوسـنا 0 وأذكر هنا بعض الوقائع التى عشتعا مع نيافته فى عامى 1973 ، 1974 عندما كلفه قداسة البابا شنوده الثالث " أطال الله حياته " أن يكون نائبـاً بابويـاً لإيبارشية البلينا بعد نياحة اسقفها نيافة الأنبا يوساب ، وكنت وقتها وكيلاً للمطرانيه وأقتربت منه كثيراً 0

[بنت معلم الاجيال]

+فى إحدى زيارات القديس الأنبا مكاريوس للبلينا وفى يوم الثلاثاء مساءً قال لى" سأصلى غداً يا ابونا " فقمت باكراً لرفع البخور بكنيسة الأنبا مقار بالمطرانيه ، وأنتظرت نزول سيدنا كالمعتاد ولكنه أرسل عم راتب تلميذه وقال لى " سيدنا بيقولك قدم الحمل وصلى وهو هينزل الكنيسه فى اى وقت " ثم فوجئت بسيده عجوز تدعى ام ميخائيل ، وهى سيده طيبه وبسيطه تقول بصوت مسموع بالدور التانى بالكنيسه حيث يوجد هيكل السيدة العذراء أنه كان يوجد قداس ثانى وهى قد حضرته ، ونزل نيافة الأنبا مكاريوس بعد ذلك الى هيكل القديس أبو مقار وقت قراءة أنجيل القداس ، وأثناء توزيع الأسرار المقدسه ، تقدمت هذه السيده البسيطه للتناول فإنتهرها نيافته قائلاً " انتى مش اتناولتى فى القداس اللى فوق ، مايصحش تتناولى مره اخرى " فابتسمت السيده وابتعدت ، وبعد نهايه القداس سألت أم ميخائيل " انتى كنتى فين ؟ " فقالت لى أنا حضرت مبكره ووجدت سيدنا ومعه أشخاص كثيرين يصلون بهيكل السيده العذراء ، فحضرت معهم القداس وتناولت وكان القداس جميلاً جداً ، ففهمت ان السواح حضروا الى الكنيسه وصلى معهم القديس الأنبا مكاريوس ، وظاهرة السواح وصلاتهم بكنيسة أبو مقارظاهره معروفه لدينا وتكررت كثيراً من قبل

[بنت معلم الاجيال]

+فى أحد أيام الآحادبالبلينا بعد صلاة القداس ذهبنا لجلسة أغابى بمنزل أحد الأشخاص وكانت فى تلك الفتره مشكله بخصوص فتح أحد الكنائس والصلاه فيها بأيبارشية قنا وكان يبدو على سيدنا الضيق والحزن الشديد وقت القداس ، وأثناء الطعام كان المدعوون كثيرين وفوجئنا بنيافته قد قام من المائده ودخل حجرة الصالون بذلك المنزل وغاب لدقائق ثم عاد مره اخرى الأمر الذى شد انتباه الجميع ، فلم يكن من عادة نيافته أن يقوم من المائده إلا بعد انتهاء الكل من تناول الطعام ، وبعد عودتنا الى المطرانيه سألت نيافته بدالة المحبه التى بيننا عما حدث فى حجرة الصالون ، ولماذا قام من المائده ؟ فقال لى " وجدت الشهيد مارجرجس واقف بجوارى وشدنى من يدى ودخل بى الصالون وقال لى انت زعلان علشان الكنيسه المقفوله ، انت كنت بتصلى فى القداس وانت متضايق ، اللى يقف أمام الذبيحه لازم يكون فرحان ، والسيد المسيح له المجد بيقولك لا تقف مره اخرى امام المذبح وانت مكشر وزعلان ، دى الكنيسه بتاعته وهو المسئول عن حل مشاكلها ، وانت عليك تصلى وانت فرحان ، فقلت له يطلب من سيدى يسوع المسيح الحِل والمغفره لأنى اخطيت وميزعلش منى وأنا اوعده مره اخرى انى مش هأتضايق مره اخرى وانا قدام المذبح " 0

[بنت معلم الاجيال]

+ذات مره بعد صلاة القداس جلسنا فى صالون المطرانيه وكان مع نيافته بعض الآباء الكهنه ، فتهلل وقال كنيسة الأنبا مقار دى كنيسه حلوه ومليانه دائماً قديسين ، ثم غير الكلام بسرعه ، وبعد انصراف الحاضرين سألته " نيافتك ياسيدنا قلت الكلام ده بناءاً على إيه ؟ " فأجابنى وقال " يا إبنى كل ما ادخل مذبح أبو مقار اجد أبو مقار واقفاً إما بمفرده أو معه الأنبا انطونيوس ، واليوم كان معه ابوسيفين ومارمينا والبابا كيرلس منورين فى الهيكل 0

[بنت معلم الاجيال]

+فى أثناء فترة إنابته لإيبارشية البلينا كان يقوم بإفتقاد جميع القرى التابعه لها وذات مره دخلنا الى قرية ( الغابات ) وفى احد المنازل كان معنا القمص اسحق عيسى كاهن هذه القريه ، وقدم لنا صاحب المنزل طفل صغير عمره حوالى خمسة سنوات وهو يشكو من وجود حصوات بالكلى ويحتاج لعمليه جراحيه سريعه ، وأحضر لنا الاشعات الموضحه لذلك ، وشكى من خوفه على الطفل لصغر سنه بالاضافه لضعف قدرته الماديه على تكاليف العمليه ، فقال له الأنبا مكاريوس " لا تخف دول حصوات صغيرين وهينزلوا " ثم صلى على كوب ماء ورشمه بالصليب ووضع فيه نقطة زيت من زجاجته الخاصه وتناول الطفل كوب الماء ، وقبل أن يخرج سيدنا من المنزل نزلت الحصوات جميعـاً ، وكان عددها خمسة حصوات صغيره ولما عرضوها امام نيافته ضحك قائلاً " السلام ليكى ياستى يا عذرا ، انا مش قلت لك ان الست العذرا هتنزلهم الآن 00 اذهب للكنيسه وقدم الشكر لربنا وللست العذرا " 0