يجب أن نطلُب معونة الله
"نحو الهزيع الرابع مِن الليل أتاهم
ماشيًا على البحر وأراد أن يتجاوزهم"
كيف يرى الله أننا نقبل الحياة مِن يديه الطاهرتين، ونؤمن بأنه موجود فيها، ويلمس بنفسه الأمواج وهى تهيج علينا، ويتحقق مِن مقاومتنا وجهادنا كُل الأيام بأمانة وقوة، وحينما يأتي إلينا بدلًا مِن أن يُسرع لنجدتنا يُريد أن يتجاوزنا؟!
كيف يكون هذا؟ ألعله ينظر فقط ولا يفعل شيئًا؟ أم أنه يُطالبنا بالكثير دون أن يسندنا بما نحتاجه في الطريق؟ أم لا يهمه عذابنا وصراعنا؟ أم أنه يؤجل العطية إلى أن يُعطيها لنا في السماء؟!
أبدًا إنه لا يُمكن أن يكون هكذا، بل إنه يتظاهر فقط بأنه يتجاوزنا، حتى نتعلم أن نطلُب معونته وتدخله، وساعتها فقط سوف نشعر بقيمة تدخله، إذ يُعلن لنا عنْ أعماق وإمكانيات جديدة في شخصه لمْ نعرفها أو نقبلها مِن قبل.
هكذا فعل مع تلميذيّ عمواس حينما تظاهر أنه مُسافر إلى مكان بعيد، ولكن حينما أمسكوا فيه وطلبوا منه أن يبقى معهم، قبِلَ ودخل معهم، وكسًر لهم الخبز، وساعتها انفتحت أعينهما وعرفا أنه يسوع رب الحياة القائم مُنتصرًا مِن بين الأموات.
وقد أعلن لنا الرب أسلوبه هذا في مُعاملتنا حينما قال: "هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح لي. أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ30: 20).
وقال أيضًا: "اسألوا تُعطوا. أطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم. لأن كُل منْ يسأل يأخذ ومنْ يطلب يجد ومنْ يقرع يُفتح له" (مت7: 7، 8).
وقال أيضًا: "كُل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه" (مت21: 22).
وقال أيضًا: "ادعُني في وقت الضيق أستجيب لك فتُمجدًني" (مز50: 15).
وقد شهِد داود النبي عنْ أمانة الله في أنه لا يصد أحدًا يطلبه، بقوله: "كُنت فتى والآن شختُ ولم أرى صدًيقًا تُخلىً عنه. ولا ذرية له تلتمس خُبزًا. اليوم كُله يتراءف ويُقرض ونسله للبركة" (مز37: 25، 26).
إن الله يُريد أن يُعلمنا أن نرفع عيوننا نحوه ونطلب وجهه طول مدة مسيرتنا في الحياة.