|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة تعرض لبعض الاعتبارات في حياة الشركة " في الحياة المشتركة نكون خاضعين للتداريب قبل أن يحكم علينا، إما بسبب التأخر في التعلم أو بسبب التظاهر بالاتضاع. ومن تمارس التداريب تستطيع أن تحتمل حروب العدو، والتابعات للمسيح يمارسون هذه التداريب. كيف نميز بين النسك الملوكي المقدس وبين استبداد الشياطين؟ واضح أن هذا يكون نتيجة للتداريب. كوني في كل وقتك خاضعة لقانون الصوم، ليس صومك أربعة أو خمسة أيام، ولا بكثرة الأمهات تفيض عليك القوة. إن العدو يفرح بهذا، فقد تجدي نفسك معرضة للتضليل من أي نوع وبلا حد وفى كل اتجاه، فلا تجعلي أظافرك تهدمك، وتكونين بلا سلاح في الحرب وتصيرين سهل أخذك. إن أظافرنا هي للجسد، أما النفس فهي مثل جندي، ونحن نهتم بالاثنين بحسب الاحتياج. والجديد هو أن يكون صومنا سليمًا، لأن من تصل إلى سن الشيخوخة وتكون في ضعف إلا أن القوة تبقى محفوظة فيها وترعاها في زمن الضعف. مع الصوم يكون ضبط اللسان.وأعتقد أن العدو لا يدخل على من تتاجر بالصوم، وأظن أن المخلص قد قال هذا، فكونوا مقبولين على مائدته، أي أن فهمكم بتدقيق يكون علامة ملوكية لكم، كما أن طبيعة الذهب تظهر بالختم الذي عليه. والذهب في حياتنا هو الصوم والعفة وعمل الخير. ولنحترس من اليونانيين لأنهم يربون أطفالهم ويغرسون في أذهانهم الأمور المعتدلة ويبعدونهم عن كل انشقاق في الوقت الحاضر، وأرى أن من الضروري الهروب من هؤلاء المخادعين، ومن لا تحترس منهم تتعرض للضرر، ولنقبل بعد ذلك الثبات في صليب المسيح ونأخذه مثالًا لاقتناء الفضائل، وهذا يكون بالإيمان المستقيم والأعمال الصالحة. 101- يجب علينا أن تكون لنا في حياة الشركة قدرة على التمييز وتدبير النفس، ليس بحسب الرغبة ولا بغرض الطاعة في وسط الجماعة فقط، بل الطاعة الداخلية بإيمان. ونبذل أنفسنا للكل، وهذا يكون بأن نترك الأمور العالمية في الخارج تمامًا، ونسكب الدمع من أجل ذلك، ولا ندخل في جدال مع بعضنا البعض،هنا نقبل التعيير والتوبيخ وهناك ننال المجد، هنا نحتاج إلى الخبز وهناك نطعم بوفرة. الذين يخطئون في العالم لا يريدون أن يذرفوا الدمع في الليل، أما نحن بسبب خطايانا نحبس أنفسنا باختيارنا من أجل أن يبتعد عنا الخوف من العقاب والتأديب. 102- وماذا عن الصوم؟ لا نتحجج بالمرض. لأن الذين لا يصومون يتعرضون للأمراض أيضًا. كيف أسلك بالصلاح؟ لا تجعلي هجمات العدو تعيقك، بل بالمثابرة تحرري منه. إن الذين يبحرون يفردون الشراع من البداية لكي لا تحطمهم الرياح المضادة التي تقابلهم، وأيضًا البحارة الذين لا يستعدون في السفينة فإنهم يتعرضون للرياح. قليل من الهدوء والإنفراد ينهى اضطراب الحرب، لأنه مثل هؤلاء الذين يبحرون هكذا نسقط نحن في المقابل أمام الرياح، ولكن حينما نبسط شراع الصليب فإننا نبحر بلا خوف أو قلق إلى النهاية". |
|