|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لك القوة والمجد _ ابن سباع لك القوة والمجد يوحنا بن زكريا بن سباع (القرن 14) أن الإنجيل المجيد المنسوب لمتى البشير بالابن الوحيد، قال أن الرسل الأطهار سألوا المخلص وقالوا له: يارب علمنا نصلي كما علَّم يوحنا تلاميذه. فقال لهم المخلص له المجد، إذا صليتم فقولوا: أبانا الذي في السموات. أما قوله أبانا فعل حسب ظني أنه قصد بذلك معنيين: أحدهما روحاني معقول والثاني جسماني محسوس. أما الروحاني المعقول فأنه كما قال الرسول أن الآب أرسل الابن إلى العالم خلاصاً، وقول المخلص نفسه في بشارة يوحنا أن الآب الذي أرسلني هو معي. فلما أرسل الآب الابن بعد البشارة من غبريال الملاك للعذراء مريم الطاهرة البتول، قالت له كيف يكون لي هذا وأنا لم أعرف رجلاً، فقال لها غبريال الملاك: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، لذا فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله، فقالت له مريم ليكن لي كقولك. ففي تلك الساعة قبل الابن - شعاع الآب - الاتحاد بالناسوت المأخوذ من طبيعتنا وتنازل بالتدبير الإلهي لخلاصنا، وحط الرفعة الإلهية إلى التنازل بالبشرية ورفع الطبيعة البشرية إلى جلال الربوبية. ولما شابهنا في كل شيء خلا الخطية وحدها، أنعم علينا لأجل ذلك بالترقي إلى محل الربوبية، بتعليمه لنا في الصلاة أن نقول لأبيه : يا أبانا. وجعلنا أخوته وشركائه في ميراث أبيه، بمساواته لنا في البشرية. هذا هو المعنى الروحاني المعقول. وأما المعنى الجسماني المحسوس، هو أن المستقر في نفوس الناس من آدم إلى هلم جرا، أن كل إنسان مخلوق يعتقد في نفسه أن له أب واحد لا يكون لأبيه فيه شريكاً. فكما أنه لا يمكن أن يكون للأب الجسماني شريكاً في ولادة الابن الجسماني، كذلك لا يمكن أن يكون للباري - تعالى ذكره - في الخلق شريكاً. فالسيد له المجد علَّم للناس في الصلاة أن يقولوا لله يا أبانا، لكي يتقرر في نفوسهم وحدانية الخالق، كما يتقرر في نفس الابن الجسماني وحدانية أبيه. "الذي في السموات" ... لم يقل المخلص له المجد للمصلي: يا أبانا مالئ الكل الذي هو فوق الفوق وتحت التحت وفي الأرض وفي كل مكان. بل قال له "الذي في السموات" حتى يشتاق العقل إلى معدنه العلوي، وتتعلق العين بالعلويات، وينصرف عن عالم الحس بعالم العقل. لأجل ذلك قال لهم "الذي في السموات". "ليتقدس اسمك" وذلك أن سيدنا له المجد شهد عنه يوحنا البشير ابن زبدي في انجيله أنه ليلة صلبه وآلامه قال: الآن نفسي قلقة وماذا أقول يا ابتاه نجني من هذه الساعة. ولكن لأجل هذه الساعة قد أتيت. يا أبتاه مجِّد اسمك أي قدِّس اسمك. فجاء صوت من السماء قائلاً "مجدت وأمجد أيضاً". فمعلوم أن سيدنا له المجد لم يأت ويظهر إلاَّ لخلاصنا. وقوله في تلك الليلة بعينها "يا أبتاه مَجِّد اسمك"، يعني أن هذا السر الذي دبرته بصلبي وإن كان مخفياً عن الناس فبعد الصلب عندما يتصل الروح القدس البارقليط - الذي هو روح الحق - بنفوسكم فهو يرشدكم إلى جميع الحق، أي يُعرِّفكم بالسر المخفي في تدبيري لكم بالخلاص، حتى تقدسوني وتمجدوني. ولما كان سابقاً في علم سيدنا أن هذا الكلام سوف يتم في ليلة صلبه وألامه - التي فيها خلاص البشر من أسر الشيطان عدوهم - سبق وعلَّمهم أن يطلبوا في الصلاة ما فيه خلاصهم، حتى يعجِّل لهم به. "ليأت ملكوتك" والمعنى في ذلك أن الباري - تعالى ذكره - الذي لم يزل له المُلك اسماً وفعلاً قبل الأزل، وبعد ظهور الخلق. لما تأخر الشيطان عن تسبيحه وتقديسه أسقطه إلى أسفل السافلين. فلما رأى الشيطان أن آدم خُلقَّ ليأخذ رتبته إحتال عليه بمكره حتى خالف وصية خالقه وسقط أخيراً في المخالفة. فلما أراد الرب المتحنن على خلقه وشاء برحمته أن يُخلصهم بالتدبير الذي تقدم ذكره، أبطل قوة الشيطان بصلبه وآلامه. ولم يزل يجاهده بحكمته الربانية حتى إلى وقت قوله "يا أبتاه في يديك أستودع روحي". فلما تقدَّم إليه الشيطان ليقبض روح ناسوته - كما فعل بمن تقدم من بني آدم - سبقه المخلص وقال "يا أبتاه في يديك أستودع روحي"، ومسكه بقوة لاهوته، وملك عليه وأعتقله. لذلك دائماً يكتب معلمي البيعة تحت كل صليب يصورونه كلمة "نيكا"، وهي لفظة يونانية وشرحها عربياً: الظافر الغالب. لأجل هذا المعنى، تقدَّم الروح القدس وقال على لسان داود النبي في مزمور خمسة وتسعين:"سبحوا الرب تسبيحاً جديداً .. لأن الرب ملك على خشبة". وعن هذا المُلك أيضاً قال داود في مزمور 92: "ملك الرب ولبس البهاء. لبس الرب القدرة وتمنطق بها". فإن كان قول داود هذا يتعلق يجوهر اللاهوت البسيط فإن هذا الجوهر لم يزل ملكاً قبل الدهور وبعد ظهور الخلق. إنما المعنى يتعلق بجوهر الناسوت المأخوذ من مريم، إذ أنه لما أتحد به الجوهر البسيط الخالق صار باتحاده به خالقاً ورباً. ولما جاهد هذا الجوهر الناسوتي الشيطان وغلبه بالصلب وملك عليه، صار للبشر المُلك على ابليس. وهذا المُلك (السلطان) هو الذي علَّم السيد له المجد الناس أن يطلبوه في الصلاة. وقول داود "لبس القدرة وتمنطق بها" أيضاً يتعلق بهذا المُلك نفسه للجوهر الناسوتي. وأيضاً داود يقول في مزمور 96: "الرب قد ملك فلتفرح الجزائر الكثيرة"، أي الجزائر التي شملها الايمان بالمصلوب المالك الغالب، الذي جاهد وغلب وملك. ومنذ ذلك الحين، صارت هذه الملكة والغلبة لجنس آدم على الشيطان بالمسيح المتقوم من الجوهرين (طبيعتين) الجوهر الإلهي والناسوتي. وورَّثها لأخوته بتواضعه بتسميتهم أخوته لاتحاده بناسوتهم. ولأجل هذا المعنى عينه علَّمهم المعلم الصالح أن يقولوا "ليأت ملكوتك"، وقصد بقوله هذا، هذه الملكية عينها. ولذلك علمنا أن نطلبها قبل وقتها، حتى نحظى بالظفر بعدونا. "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" يعني بذلك أن البشر يسألوه أن تكون مشيئته في الأرضيين كما هي في السمائيين .......... لأن الرب بعد اكمال هذا التدبير السري الرباني، وبعد أن جاهد الشيطان وقهره وغلبه، صعد إلى السماء وأرسل الروح القدس ... الذي يرشدكم إلى التسبيح والتقديس للآب السمائي وتمجيده. وتمجيدكم أنتم البشر وتسبيحكم للإله يرضيه أكثر من الملائكة في تسبيحهم وتمجيدهم، لأن الملائكة خلقوا لذلك، أما البشر فذو كثافة وأجسادهم كثيفة، ويتركوا كثافتهم ويميلوا إلى اللطافة بالتسبيح والتقديس والتمجيد للإله على ما فعل معهم من غلبة عدوهم الشيطان وتعليمهم الغلبة عليه وقهره، فانه يرضى به أكثر من تسبيح الملائكة وتقديسهم. ويشهد بذلك قول بولس الرسول ليس من الملائكة أخذ الرب ما أخذ لكن من زرع إبراهيم. فلما علم المخلص رب المجد أن ذلك ما يصير للبشر إلا بحلول الروح القدس عليهم، حتى يصيروا نظير الملائكة بالتسبيح والتقديس والتمجيد، سبق علمهم في الصلاة أن يقولوا "لتكن مشيئتك، كما في السماء لك من تسبيح وتقديس، كذلك أعطي الآن البشر الأرضيين أن يكونوا نظير السمائيين في التسبيح والتقديس". "خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم". فاعلم يا حبيب، أن هذا الخبز الذي علمنا أن نطلبه ليس هو خبزاً جسمانياً، بل خبزاً جوهرياً روحانياً. فلو كان خبزاً جسمانياً كما تعتقد طوائف من الناس، فكان يبطل تعليمه الصالح الناطق به على لسان متى البشير بقوله "لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بشأنه، ويكفي اليوم شره". فإن كان هو خبزاً جسدانياً فتبقى هذه الأقوال متناقضة. وإنما الخبز الذي أشار إليه المخلص، وأمرنا أن نطلبه هو جسده الطاهر بالحقيقة، لأنه يقول على لسان يوحنا البشير بإنجيله: "أنا هو الخبز الذي نزل من السماء. من أكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. من يأكلني يحيا من أجلي. أنا هو الخبز الحق الذي نزل من السماء. ومن أكل منه يثبت فيَّ وأنا أثبت فيه". ومعلوم من قول هذا البشير أيضاً أن الليلة التي شاء ربنا أن يتألم بإرادته لافتكاك آدم وذريته من أسر الشيطان، انه لما أكمل الناموس العتيق بأكله الفصح مع تلاميذه، أنه قام من العشاء وصبَّ ماء في مغسل وبدأ يغسل أرجل التلاميذ وينشفها بمنديل كان متزراً به. ثم بعد ذلك جلس واتكئ وأخذ خبزاً على يديه وبارك وشكر وكسره وأعطاه لتلاميذه الأطهار وقال لهم: "خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم لأجل مغفرة خطاياكم. كل مرة تأكلوا من هذا الخبز وتشربوا من هذا الكأس تخبرون بموتي وتبشرون بقيامتي". فأعلم يا حبيب أن هذا الخبز ما كان إلا ليلة صلبه وألمه، الذي بها كان الخلاص، وهذا هو الخبز الذي علَّم المسيح للناس أن يطلبوه في الصلاة الربانية. وذلك أن الإنسان إذا كان مسجون موعود بالعذاب والقتل حتى يبلغه أن الملك أوعد بخلاصه في يوم معلوم. لم يبق له انتظاراً ودعاءً إلا التعجيل بذلك اليوم. لذلك علَّم سيدنا المخلص الناس أن يطلبوا الشيء قبل وقته بسنتين، لأن تعليم المخلص للناس هذه الصلاة تاريخه قبل صلبه وآلامه المحيية بسنتين. وذلك أنه أقام بعد ظهوره واعتماده من يوحنا حاجبه على الأرض ثلاث سنين وثلث، وهو يعلم الناس تعاليم توصلهم إلى الحياة الأبدية. وفي السنة الأولى من الثلاثة انتخب تلاميذه الذي أولهم سمعان المسمى بطرس واندراوس أخيه وباقي التلاميذ. فلما بلغهم أن يوحنا المعمدان علَّم تلاميذه صلاة يصلون بها سألوا تلاميذه فأجابهم المخلص له المجد إلى سؤالهم وعلّمهم هذه الصلاة. وما علمهم هذه الألفاظ إلا علماً منه - بسابق علمه - أنه لا يكون خلاصهم من عدوهم الشيطان إلا بإتمام معاني ما ذكر فيها. لأن مجموع ما ذكر من معانيها تمَّ في ليلة واحدة، التي هي ليلة صلبه وآلامه المحيية. فعلَّمهم على نفسه غمزاً بإستحثاثه في صلاتهم بما فيه خلاصهم من عدوهم، وذلك من رحمته وكثرة تحننه على خلقه. ولذلك قال في الانجيل المقدس "لي صبغة اصتبغها وكيف أنحصر حتى تُكمل". فكمالها هو صلبه وآلامه ودفنه وقيامته من بين الأموات. فأفهم يا حبيب هذا المعنى وادركه. "واغفر لنا ذنوبنا ... كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" .. لأنه متى استطعم الإنسان طعم الناموس الجديد بعقله واستنار بالنور الإلهي وانتقل من رق العبودية بالحيوانية إلى كمال الإنسانية وتخلَّق بأخلاق الربوبية، يصير يغفر لمن أساء إليه ويصفح عنه. فلما جاء سيدنا ومخلصنا لم يأت بكثرة رحمته وتحننه إلا لتكميل الطبيعة الإنسانية حتى أنه علَّم الناس في الصلاة أن يستغفروا عن بعضهم أولاً، وأنبأهم ثانياً أنهم صائرون إلى الكمال والتخلق بأخلاق الربوبية بقولهم: "كما نغفر نحن لمن أخطأ إلينا". "لا تدخلنا التجارب" فأعلم يا حبيب شرح هذه الكلمة ما أعظمها. وهو ان الله سبحانه فاحص القلوب والكلى عالم الأمور قبل كونها وعارف السرائر قبل إظهارها لا يجرِّب أحداً قط، لأن الذي يجرِّب هو من لا يعلم الشيء، كالصائغ الذي لا يعلم حقيقة نقاوة الفضة من الشوائب فيعبر بها الكور ليتضح له هل هما خالصين أو غير ذلك. وكالإنسان الذي يبتاع جرة فخار بعيوبها يجربها بالماء حتى يتضح له العيب الذي فيها. والله تعالى سبحانه فاحص القلوب غير مُجرَّب للناس، لأنه عالماً بما فيهم وبما سيرد منهم قبل وقوعه. وإنما هذا الاسم للشيطان وحده. يشهد بذلك البشير متى في إنجيله إذ يقول عن سيدنا له المجد بعد اعتماده في نهر الأردن: "وللوقت أخرجه الروح إلى البرية ليجرَّب من إبليس. فجاء المجرب وقال له إن كنت أنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً فقال له المخلص لا تجرب الرب إلهك. فثبت من ظاهر هذا الكلام وباطنة أن فعل التجربة للشيطان وليس هو لله تعالى. فلما علم سيدنا له المجد ان المُجرِّب كما تجاسر وجربه كذلك يجربنا نحن أيضاً. وتجربته إيانا لنعلم إن كان بعد علمه بنقائص بشريتنا هل حصل لنا الكمال والاتصال بأخلاق الربوبية الذي جاء سيدنا في تعليمها لنا أن نغفر لمن أساء إلينا وتحويل الخد للطم وعدم مطالبتنا لمن أخذ مالنا أم لا. فإذا وجدنا قد أكملنا الوصية الجديدة المؤدية إلى الحياة الأبدية كالتعليم المسيحي، تجرَّد لنا وقاتلنا أشد قتال بحيث يحيدنا عن ما اكتسبناه من كمال الإنسانية، ولذلك علمنا سيدنا في الصلاة أن نقول "لا تدخلنا التجارب"، أي لا تتخلى عنا حتى يبلغ منا العدو مقصوده بتجربته لنا، إن كنا من حزب المسيح بإكمال وصاياه ام لا، فسيدنا المسيح لما جربه المجرب غلبه بقوة لاهوته ونحن الضعفاء ما لنا ظفر وغلبة على هذا المجرب إلا بواسطة المسيح. فعلمنا أن نطلب من أبيه وأبونا عدم التجربة من الشيطان. "لكن نجنا من الشرير" أن الشرير هو بعينه الشيطان المجرب له ... لذلك علمنا من أشفاقه علينا أن نطلب النجاة منه. فأما نهاية هذه الصلاة "بالمسيح يسوع ربنا" لم يكن ذلك من تعليم المخلص لنا. لكن أبهاتنا الرسل معلمي البيعة المبنيين على صخرة الإيمان الذي هو بطرس رأس الرسل. لما سمعوا معلمهم الصالح يقول لهم في تعليمه كلما تطلبون من الآب بأسمي يعطيكم وبعد أن علموا وتحققوا فوائد جواهر هذه الألفاظ المعنوية الإلهية المملوءة رحمة وخلاص أرادوا بإكمال إثبات سؤالهم وطلبتهم من الآب باسم الابن، لحفظ الوصية التي أوصاهم بها قائلاً: كلما تطلبون من الآب باسمي يعطيكم. ثم أن سيدنا له المجد ختم هذه الصلاة بتعليمه قوله: "لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد" فمعلوم أن سيدنا المسيح ليلة صلبه وآلامه المحيية قام ليصلي وكان يسجد متواتراً حتى نزل عرقه كقطرات الدم، وإذا ملاك من السماء ظهر له ليقويه كما شهد بذلك الإنجيل. فافهم يا حبيب هذا السر وخلّده في ذهنك أيضاً. أفتقول أن الملاك المخلوق يقوي ربه الخالق ويشجعه، معاذ الله من ذلك! وإنما لما رآه الملاك قد قبل الضعف عن قدرة، وعلم أنه يقبل اللطمة من عبد رئيس الكهنة وهو لم يحتد وهو قادر يخسف الأرض جميعها لا سيما تلك اليد النجسة المتجرئة على باريها، ضاعف الملاك له التسبحة لما كان فيه من تسبيحه لما رآه من الانحطاط وقبول الضعف عن قدرة يعلمها منه، أعطاه تلك التسبحة أكثر من تسابيح الملائكة العلوية في ذلك الوقت، لأنه كان يقول له: "لك القوة والمجد والملك ... لك القوة والملك والمجد". وأرضت المخلص له المجد تلك التسبحة أكثر من جميع تسابيح الملائكة العلوية، لأنه لم يتألم ويقبل الضعف إلا عنا ولأجلنا. ومن أجل إرتضائه بتلك التسبحة من الملاك في ذلك الوقت سبق وعلمها لنا في خاتمة الصلاة لنقولها ونفهم معناها. ولذلك رتبها معلمي البيعة أن تقال وتكرر عدّة دفعات في جمعة الآلام المقدسة نقلاً عن الملاك قائلها. وأراد أيضاً أن يعلمنا أننا بعد القيامة من الأموات نشارك الملائكة في تسبيحهم. وخصوصاً هذا الملاك الذي أعطاه تسبحة الغلبة والقوة والملك، في وقت إظهاره هذا الضعف لأجلنا. نسأل ربنا يسوع المسيح الذي قبل هذا الضعف عن قدرة، والتواضع عن رفعة، برأفته ورحمته لنا، أن يجعل صلاتنا مقبولة بين يديه، ويحفظ عقلنا فيها من الطيشان، حتى يكون اللسان ينطق بها والعقل يتذكر معانيها، حتى يكون كالسيف القاطع على الشيطان عدونا ... فانظر يا حبيب ما قد شرحته لك من المعاني المخفية في هذه للصلاة وتيقظ لها واحترز على قولها ولو دفعة واحدة في كل صلاة، بعقل مجموع وصدر مقروع، ولا تكون كمن راح البحر يملأ جرة ماء ترويه من العطش فرجع بها فارغاً، ولا كمن راح يبتاع قوتاً فرجع خائباً جوعاناً. لأن هذه الصلاة هي قوت النفس وعزائها وآلة سلاح تجاهد به عدوها الشيطان حتى تقهره وتغلبه وتملك عليه. المرجع: كتاب الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة، ليوحنا بن أبي زكريا بن سباع، حققه الأب فيكتور منصور الفرنسيسي، المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية بالقاهرة (منقول مع تغيير بسيط في الصياغة) |
19 - 07 - 2014, 11:03 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: لك القوة والمجد _ ابن سباع
|
|||
19 - 07 - 2014, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لك القوة والمجد _ ابن سباع
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لك القوة يا مصدر القوة والمجد يا مُعطي المجد والبركة يا نبع البركات |
لك القوة والمجد |
لك القوة والمجد ! |
لك القوة والمجد!!! |
لك القوة والمجد!!! |