|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رياء وزيف اليهود كانوا يتوقعون أن يكون في رد السيد أحد أمرين حتمًا، وحسبوا أنهم يستطيعون أن يظهروا جليًا المسيح يخطىء ضد ناموس موسى أو ضد سلطان الرومان. فاذا رد بأنه يجب أن تعطى الجزية، كان الفريسيون حتمًا يشهدون عليه زورًا لدى رؤسائهم بأنه يخالف ناموس موسى وأنه يبعدهم عن خدمة الله، وأنه يدفعهم نحو سلطان أجنبى ليس من جنسهم. لذلك يقول لوقا البشير: «فطلب رؤساء الكهنة والكتبة أن يلقوا الأيادى عليه في تلك الساعة ولكنهم خافوا الشعب» (لو 20: 19)، لأنهم كانوا يسألونه وسط الجمع حتى يهيجوا الشعب ضده. وإذا لم يقل بدفع الجزية، ففى الحال كان الهيرودسيون يضعون أيديهم عليه كمن لا يخضع للسلطات الرومانية. أنظر ما أشد زيف الرياء، كيف أخفى اليهود كل العداوة وكل فكرة القتل تحت حجاب الأطراء الكريه، وكيف كان الذين ملأ الحقد قلوبهم يتظاهرون بغير ما يبطنون. من قيل عنهم: «فشتمواه وقالوا أنت تلميذ ذاك. وأما نحن فأننا تلاميذ موسى، نحن نعلم أن موسى كلمه الله. وأما هذا فما نعلم من أين هو» (يو 9: 28-29)، هم أنفسهم الذين يدعونه «يا معلم، (تث 22: 16). كانوا يقولون أنه يضل الشعب: «قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حىّ انى بعد ثلاثة أيام أقوم» (مت 27: 63). ومن الحاسدين من كانوا يعملون للابقاء على مراكزهم وهم جهلاء يقولون: «هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت» (يو9: 6).وأن به شيطانًا «فقال له اليهود الآن علمنا أن بك شيطانًا» (يو 8: 52). هم أنفسهم كانوا يشهدون أنه يعلم طريق الله بالحق: «يا معلم نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق» (مت 22: 16). وهم الذين كانوا يشهدون عليه زورًا كأنه يخدع الشعب: «قد متم إلىّ هذا الإنسان كمن يفسد الشعب» (لو23: 14)، يقولون: «ولا تبالى بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس» (مت 22: 16). ولا يطلب هؤلاء المخادعون شيئًا آخر سوى مرضاة الناس إذ ينظرون إلى وجوههم. |
|