الشفقة والمحبة نحو المحتاجين
هذا المقال عن معجزة شفاء الأعرج من بطن أمه على يد الرسولين بطرس ويوحنا، تلي يوم الجمعة من الأسبوع الذي يلي عيد العنصرة، حيث كان صوم كالمعتاد، وهو قراءة من أعمال الرسل ص3: 1- 16.
يقول القديس ساويرس
بعد أن نصعد إلى الهيكل مع بطرس ويوحنا وقت صلاة الساعة التاسعة أفنسكت؟ وهلا يبكتنا ذلك الرجل الأعرج على صمتنا إذا لم نحدث؟ إنه يقفز ناطقاُ بمجد الله بعد أن كان لا يستطيع إلى حين أن يمشي برجليه، إذ كان آخرون يحملونه!! وضعوه عند باب الجميل، وكان جميلًا حقًا حيثما كان يصرخ قائلًا:إن الصلاة المقترنة بالصدقة ودخول الهياكل جميلة وغالية في عيني الله وتظهر جليًا، وهي طريق الداخلين عند الرب. كما أن الصلاة التي تنقصها المحبة، وكأنما الظلام يسترها تجعل حركة الأقدام بلا فائدة. فتجعلها تخطو خطوات غير ثابتة ومترددة، حتى ولو كان الساري مزينًا بكل الفضائل الأخرى أو مجملًا بالبتولية.
هذا ما يرمز إليه مثل الخمس عذارى الجاهلات، اللاتي كن مستنيرات بالجمال المتألق الذي للطهارة، ولكنهن من ناحية نقص المحبة فكأنهن منطفئات ومظلمات ولم يدخلن مع العريس، بل كان باب الغرفة الروحانية مغلقًا أمامهن.
لذلك كان ذلك الرجل الأعرج يطلب أيضًا من الرسولين بطرس ويوحنا أن يقدما له معونة من هذا النوع، وفي ذلك إشارة إلى أن الشفقة والمحبة نحو المحتاجين ضروريتان حتى يعمل وفق ذلك المصلون بالحق إذا ما بدءوا الصلاة. فإذا كنتم قد حضرتم إلى هنا باستعداد مماثل أو كنتم مددتم يد المساعدة والمحبة للفقراء فقد صعدتم بالحقيقية إلى الباب الجميل ولم تكذبوا بهذا الصعود. لأنه حتى الرسول بطرس لم يكن ليقول: "ليس لي فضة أو ذهب" أع3: 6، وهو يرفض طلب الأعرج دون أن يكون قد تجرد أولًا.وما عنده كان ينحصر في بعض الشباك ومركب صغير وبعض عصي الصيد. كان يقول للرب يسوع: ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك" (مت19: 27). لأن من لا يملك سوى النزر اليسير مطالب أيضًا أن يمد يده إلى الفقير قدر استطاعته.
فلا يقول أحد: "إني لا أستطيع أن أعاني الحاجة والحرمان وأعمد إلى التشدد".