|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاعتراف يفضح حيل الشيطان فيهرب ورد في كتاب البستان خبر يقول فيه "أخبروا عن بعض الإخوة انه تأذى من قتال شيطان التجديف وإنكار الخالق فمضى إلى أنبا بيمين ليكشف له أفكاره، ولما وصل إليه انصرف ولم يقل شيئًا ثم نظر وإذا قتال الشيطان له بهذا الفكر قد زاد فعاد إلى الشيخ ليخبره واستحى أن يكشف له أمره فانصرف ثانية ولم يقل له شيئًا وفعل هذا مرارًا كثيرة، وكان الحياة يحمله على كتمان أفكاره، فعلم الشيخ أن الأخ عليه قتال من أفكاره وأنه يستحى أن يكشفها له، ولما جاءه ولم يقل له شيئًا كالعادة قال له أنبا بيمين ما بك أيها الأخ تجئ إلى وتنصرف ولا تقل لي شيئًا؟ قال له شيئا؟ قال له الأخ تجئ إلى وتنصرف ولا تقل لي شيئًا؟ قال له الأخ: "ما الذي يمكنني أن أقوله لك أيها الآب "فقال له الشيخ" كأني أراك مقاتلا من أفكارك ولا تريد أن تكشفها لي لأنك تخشى أن اخبر بها غيري، وحقا أول لك أنه كما أن الحائط لا يتكلم كذلك أنا ما اكشف لأحد أمرك، فوثق الأخ بهذا القول وقال للشيخ: "إني في شدة وأخشى أن أهلك من التجديف فأن الشيطان يضيق على الخناق ويريد أن يوقعني بأنه ليس إله، وهذا فكر لا يسوغ لأحد أن يتحدث عنه ولا يقره أحد ولا يفكر فيه، فقال له الشيخ "لا يغمك هذا الفكر يا بنى لأن القتالات الجسدانية إنما تأتي علينا من توانينا واسترخائنا، فأما هذا الفكر فلا يأتي من توان ولا من استرخاء لكن لمقاومة العدو لنا وحيله، فمتى خطر لك هذا الفكر فقم من ساعتك وصل وارشم نفسك بالصليب وقل في نفسك كأنك تخاطب الشيطان: ملعون أنت وملعونة أفكارك وملعون تجديفك، هذا الفكر يكون على رأسك أيها الشيطان، فأما أنا فأقر وأؤمن أن الله كائن وهو المعتنى بالخليقة كلها وهذا الفكر ليس هو منى بل منك يا عدو البشر - فإذا أنت فعلت هذا فثق أن الله يرفع عنك هذا الحزن "فانصرف الأخ من عند الشيخ وعمل مثل ما علمه، فلما رأى الشيطان أنه قد هزمه بتعليم الشيخ له انصرف عنه وعادت نعمة الله إليه. وفى البستان أيضًا خبر آخر آن راهبًا كان حريصا فتأذى من شيطان التجديف سنين طويلة وأجهد نفسه بالصوم والسهر ولم يجد منفعة البتة، حينئذ أخذ قرطاسا وكتب هذا الوجع وانطلق إلى أبيه ودفع إليه القرطاس ووقع على وجهه قدام الشيخ ولم يكن يستطيع أن يرفع نظره إليه، فلما قرأ الشيخ الكتاب ابتسم وأقام الأخ وقال له على عنقي يا ابني هذه الخطية وكل ما كان منها لا تكترث به، ومن أجل هذا حقق الأخ أنه قبل أن يخرج من قلاية ذلك الشيخ ارتفع عنه القتال. وذكر القديس برصونوفيوس في الغلبة على الشيطان والاتضاع قائلا: "إن نحن اتضعنا فإن الرب يطرد عنا الشيطان، لذلك يجب علينا أن نلوم أنفسنا في كل حين وفي كل أمر لأن هذه هي الغلبة. وقال أحد الشيوخ: "إن الشياطين يخفون شرهم وراءهم ونورهم آخره ظلام فلا تعمل شيئًا بدون مشورة الآباء العارفين بقتالهم". ذكر البستان أيضًا أن أخا من الرهبان قوتِل بالزنى فقام بالليل وذهب إلى الشيخ وكشف له سره وسأله أن يصلى ممن أجله فعزاه الشيخ وشجعه ولما رجع الأخ إلى قلايته اشتد عليه القتال فرجع ثانية إلى الشيخ وفعل ذلك مرارًا وكان الشيخ في كل مرة لا يحزنه ولكنه كان يكلمه بكلمة بما فيه منفعة نفسه قائلًا له: كلما قاتلك هذا الشيطان تعال واكشف أمره فإنه ليس شيء يبعد شيطان الزنى مثل أطهار أفكاره وأعماله وفضيحته، وليس شيء يفرحه غير كتمان ذلك، فتردد ذلك الأخ على الشيخ في تلك الليلة إحدى عشرة مرة وهو يكشف له أفكاره وأخيرًا قال: "قل لي يا أبى كلمة"، فقال له الشيخ: "ثق يا ابني لو أن الله سمح أن يقع فكرى وقتالي عليك لما احتملت ولكنت سقطت بالأكثر إلى أسفل، فلما قال الشيخ هذا الكلام باتضاع كف الله القتال عن الأخ. هذه الأخبار من البستان يظهر منها أن الفكر لا يتنقى لا بصوم ولا بصلاة ول بسهر ولا بكل تعب الجسد ولا يتنقى القلب بشيء إلا بالاعتراف، لأن الاعتراف -هو الاتضاع- يزيل كل ذلك، لان المعترف اتضاعًا يتضع وباتضاعه يهرب من الشيطان كما يقول داود في المزمور "باتضاعنا ذكرنا الرب وخلصنا من أيدي أعدائنا". |
13 - 07 - 2014, 06:55 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الاعتراف يفضح حيل الشيطان فيهرب
|
||||
13 - 07 - 2014, 10:22 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الاعتراف يفضح حيل الشيطان فيهرب
شكرا على المرور
|
||||
|