|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصايا لا يمكن حفظها إلا بالتلمذة لمعلم مرشد
الراعي الصالح هو الذي يسهر على سلامة الخراف - كذلك أنت أيها الكاهن ثبت أبناءك في كل وقت بكلام التعليم وبحسن تدبير سيرتك وشجعهم بالرجاء الثابت وألبسهم خوذة الإيمان المستقيم والاتكال على الله وأخذهم باستعداد إنجيل السلام، واربط أحقاءهم بكلام العفة، وضع بأيديهم سيف الحرب مقابل آلام الشهوة، أرهم مخافة الدينونة المزمعة وإذا غلبوا فشجعهم وأمدحهم لآن المديح ينشط الذي يغلب فيجاهد بالأكثر لكي لا يسقط، وان سقط أحد منهم اشفه مثل طبيب يداوى ابنه ويشفق عليه بالأكثر ولو كان قريبًا من الموت، أعط ابنك الشفاء باستخدام الصلاة والوداعة والصبر وطول الروح والمحبة مع الاتضاع، الذين يخرجون من مصر (1) عن طريق البرية (2). قوهم بالرجاء وسر بهم حتى يبلغوا ارض الموعد وهناك يبقون بلا ألم ويأخذون أجر أعمالهم الحياة الأبدية من مخلصنا يسوع المسيح. إنه جهاد عظيم وتعب شديد يلقاه المتقدمون في البداية فشجعهم حتى يصلوا إلى الفرح الذي لا ينطق به، وما دام للمعترف الاشتياق الشديد والعزم الصادق للتوبة ويريد أن يتقدم إلى المسيح فلا تغلق أمامه الباب لأن السيد يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، وهو ينتظره وقد أرسله إليك فاستقبله ببشاشة وفرح لنستحق نوال الفرح الأبدي مع الأربعة والعشرين قسيسًا المتسربلين بالثياب البيض في ذلك اليوم المخوف المملوء مجدًا. إن وصايا السيد المسيح لا يمكن حفظها (3). بلا تلمذة وتعليم، ولا تعطى نعمة روح قدسه إلا لمن يحفظ وصاياه، وقد قال السيد المسيح في إنجيل يوحنا: "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ، وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ،رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ" (يو14: 15-17)، وقال أيضًا: "اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي" (يو14: 21)، وقال ".. إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا. اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي" (يو14: 23-24) - وقد حقق بهذا أن الذي يحفظ وصاياه فهو في الحقيقة لا يحبه. وقد قال السيد المسيح أيضاُ: "كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي.إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ" (يو15: 9،10)، وقال أيضًا: "إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ" (يو8: 31، 32)، والقديس يوحنا الرسول يقول في رسالته الأولى: "وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ: «قَدْ عَرَفْتُهُ» وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ" (1يو2: 3-5). المعمودية هي بدء التلمذة ثبت من قول الرب في إنجيل متى أن حفظ الوصايا يحتاج إلى التلمذة لمعلم يتلمذ الإنسان تلمذة الأدب ويعلمه حفظ الوصايا، ذلك لأن الشيطان يجتذب الإنسان إلى شهوات الجسد ويميل قلبه إلى لذاته وينسيه أمجاد الدهر الآتي ويوم الدينونة الرهيب المخوف المملوء مجدًا الذي رسمه الرب للمجازاة والذي سيجازى فيه كل واحد حسب أعماله فدبر للإنسان تدبير التلمذة (بالمعمودية المقدسة) ذلك أن الطفل المعمد ليست له خطية يعترف بها سوى عبودية الشيطان بسبب معصية آدم وان إشبينه يعترف عنه بعبودية الشيطان ويعلن انه يرفض الشيطان وكل أعماله، ويقبل السيد المسيح وكل نواميسه الإنجيلية وبعد ذلك يعمد، وعندما يكبر الطفل ينفذ ما قد عجز عنه وقت العماد فيكون كلما أخطأ يسرع إلى الكاهن يعترف له بخطاياه سواء أكانت كبيرة أم صغيرة ويتعلم حياة حفظ الوصايا عن طريق معلمه ومرشده -لذلك أمر يسوع تلاميذه قائلًا: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ" (متى28: 19-20). المعمودية عتق من عبودية إبليس المعمودية لا تتكرر المعمودية واحدة لا تفرغ أبدًا ما دام الإنسان حيا كما قد أمرنا الروح القدس بتعليم المائة والخمسين المجتمعين بالقسطنطينية أن نعترف بها كل يوم قائلين نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا.. هكذا نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونترجى قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي، لأن المعترف بخطاياه دائما الحافظ الوصايا هو المترجي قيامة الأموات وحياة ذلك الدهر لأنه لو لم يترجاها ويؤمن بها لا يعمل العمل الذي به يصل إليها. إن كانت المعمودية لا تتكرر فكيف نخلص إذا أخطأنا؟ التوبة تجديد المعمودية لما كان إبليس لا يفتر عن خداع الإنسان وجب أن يكون للإنسان معلم دائم -هو الكاهن أب الاعتراف- يعترف له بكل خطية لكي يصير حرًا منها.. كما يوضح القديس يوحنا ذهبى الفم في تفسير رسالة رومية قول الرسول: ".. تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ" (رو12:2)، أي لا تيأس ولا تبقى مطروحًا بل انهض أيضًا وجدد نفسك بالتوبة والدموع والاعتراف بخطاياك. لقد أمرنا الله أن نلزم حفظ قلوبنا من كل فكر الخطية الذي يبذره إبليس في قلوبنا، أمرنا أن نكون دائنًا مستيقظين ناظرين إلى قلوبنا، فمتى رأينا فكر خطية قد بذره فينا إبليس دفعناه بعيدًا عنا بالصلاة والتضرع إلى الرب ولا نمكن القلب من أن يتلذذ بذلك الفكر أو - بترديده..: وإذا رأينا أن ذلك الفكر لا يطرد عنا أسرعنا بكشفه لأب الاعتراف وإشهاره بين يديه فنستريح منه. من أجل هذا يلزمنا أن ننفى أفكارنا من البداية ولا يمكننا تنقيتها إلا بالاعتراف لمن نستحي منه ونفتضح بين يديه عندما نعترف له بها فنتعلم الاتضاع الذي قال عنه القديس الأنبا يحنس انه باب الله ومنه يدخل الآباء إلى الملكوت. أما الذي يخطئ بعد المعمودية ولا يتوب ويعترف فهذا يلقى في الدينونة في الجحيم إلى الأبد لأن من يموت وهو خاطئ لا يقدر على التوبة كما يقول داود النبي من الذي يعترف لك يا رب في الجحيم؟ فليس بعد الموت توبة ولا اعتراف ولا خلاص بل خلود في الجحيم إلى الأبد لمن مات وهو خاطئ. وقد قال القديس مار اسحق السرياني: "المعمودية هي الولادة الأولى من الله والتوبة هي الولادة الثانية كذلك.. التوبة باب إلى الحياة لأن الكل أخطأوا كما قال الرسول، وبالنعمة نتبرر مجانًا، فالتوبة إذن هي النعمة الثانية وهى تتولد في القلب من الإيمان والمخافة". من لا يحفظ وصايا المسيح فقد أنكر الإيمان ذكر في البستان أن القديس مكاريوس الكبير قال هكذا، أن الذي يعرف الله ولا يعمل مشيئته هو أشر من الكفار لكونه جحد الذي عرفه، كما قال الرب أيضًا في فصل العشر عذارى أنه يقول الجاهلات أني ما أعرفكن، فقد جحد معرفتهن مع كونهن عذارى مؤمنات متعبدات له لما لم يكملوا ما وجب عليهن من حفظ وصاياه وجعلهن جاحدات - وقد أعلمنا بهذا أن الذي يقصر فيما يجب عليه من حفظ الوصايا هو له جاحد، والذي لا يقبل كلامه فهو جاحد أيضًا كقوله "الذي يجحدني ولا يقبل كلامي له من يدينه". والقديس كيرلس الكبير يشبه ذلك الإنسان بيهوذا الإسخريوطي -وكل الذين يلبسون ثياب العرس هو يهوذا الإسخريوطي- وكل الذين يلبسون ثياب النصرانية ولا يعملون الأعمال الصالحة، أولئك تربط أيديهم وأرجلهم ويلقون في الظلمة البرانية حيث البكاء وصرير الأسنان،وقد أوضح القديس بولس الرسول ذلك صراحة حيث قال "من لا يعتني بخاصته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن" (1تيموثاوس 5: 8). من لا يحفظ وصايا المسيح لا يستحق النظر إليه القديس اكليمنضس يفسر قول الرب عن الأمانة به وحفظ وصاياه في إنجيل يوحنا فيقول أن نظر الله هو الطهارة الحقيقية، وليس النظر إلى يسوع بالجسد هو نظر الله لأن كثيرين من اليهود القليلي الأمانة قد نظروه جسديًا ولم يؤمنوا به ولم يصنعوا وصاياه، بل الذي يلزم نفسه حفظ وصاياه قد استحق النظر إلى الله بالحقيقة. وبمثل هذا يشهد القديس باخوميوس حين سأله تلميذه تادرس: "ماذا نصنع حتى ننظر الله، قال له بالحقيقة إن أردت أن تراه فاجتهد قدر قوتك في عمل جميع الأوامر المكتوبة في الإنجيل وذلك أنه يقول "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله"، فإذا ورد إلى قلبك ضمير نجس أو بغضاء أو فكر شرير أو احتقار لأخيك أو مجد فارغ.. تذكر في هذه الساعة قائلا إذا أنا سررت بهذي الأفكار لن أر الله، فتخف عنك الأفكار ولا تقوى عليك. إذن قد تحقق مما سبق إن من لا يحفظ وصايا المسيح ليس هو مؤمنا ولا عارف بالله ولا يستحق النظر إليه. إن من يتقدم ليسير بمرضاة الله، عليه أولا أن يطهر نيته فإن النية تركها الرب في جميع الناس، كذا المشيئة المخيرة والإفراز الحسن والمعرفة لأن فعل الروح القدس يبكت الإنسان على الخطية ويحثه على التوبة، أما من لا يطيع إرشاد الروح القدس ويقاومه فلأنه يستمر في خطيته وتبقى خطيته بلا مغفرة ويخلد في العقاب إلى الأبد، ولا تكون له بعد رحمة لأن الرحمة لا تكون أبدًا إلا بحفظ وصايا المسيح، وان وصايا المسيح لا يمكن حفظها إلا بمعلم يؤدب ذلك التلميذ كالطفل مع المعلم لا يكتم عنه شيئًا -لا من أفعاله ولا من أفكاره- ويتدبر برأي معلمه في الله، فمن صار مثل الصبي واتضع اتضاعه ينال ملكوت السموات، كما يقول الرب في الإنجيل المقدس: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات، ومن اتضع مثل هذا الصبي فهو العظيم في ملكوت السموات، وقد حقق الآباء معلمو الكنيسة أن الاعتراف والتلمذة هما الاتضاع والصبوة التي قال عنها ربنا يسوع المسيح. _____ الحواشي والمراجع: (1) ترمز إلى عبودية الشيطان. (2) رمز إلى الجهاد ضد أباطيل العالم. (3) المقصود بحفظ الوصايا هو أن نسمع ونطيع أوامر الرب المقدسة ونعترف بها ونسلك ونعمل بمقتضاها، سواء أوامره التي ترى أنها صعبة التنفيذ أو أوامره الخفيفة لأن الله لا بأمرنا بشيء يستحيل تنفيذه، وقد قال بولس الرسول استطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني. |
13 - 07 - 2014, 06:53 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الوصايا لا يمكن حفظها إلا بالتلمذة لمعلم مرشد
|
||||
13 - 07 - 2014, 10:26 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوصايا لا يمكن حفظها إلا بالتلمذة لمعلم مرشد
شكرا على المرور
|
||||
|