منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 07 - 2014, 02:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

الأب يوسف من أنيفو

هذا القديس من رجال القرن الرابع، وكانت له طريقة خاصة في معاملة الناس، ضيوفًا كانوا أو إخوة، وكان يلقب (بمبغض الرياء) - فهو لم يخضع لنظم الحياة النسكية كقوانين جامدة يلتزم بالسير بموجبها بقدر ما استعان بها كوسائل فعالة للنمو في حياة التقوى والفضائل فكان يهتم بزائريه اهتمامًا خاصًا، وإليك بعض من نواحي حياته المتعددة الأطراف.
الأب يوسف من أنيفو
ضيافته للغرباء

زاره مرة أحد الآباء يدعى أولوجيوس -وكان هذا الأب يحيا حياة صارمة في التقشف في مدينة القسطنطينية حتى نال صيتًا وشهرة فائقة وكان الأب يوسف رئيسًا لقرية تميوس بمركز السنبلاوين مكانها الآن تمى الأمديد- وكان على جانب كبير من المعرفة حتى أنه كان يتحدث مع ضيوفه باليونانية دون حاجة إلى مترجم وربما لشهرته هذه جاء الأب أولوجيوس لزيارته في قلايته في "أنيفو".
رحب المتوحد بهؤلاء الغرباء وقبلهم بسرور حسب عادته وأوصى تلميذه أن يصنع بعض الأطعمة الجيدة التي توافق الضيوف وتعبر عن إكرامه لهم وقدم لهم أفضل ما كان عنده واستضافهم بمحبة تثيرالعجب، وأما الأب أولوجيوس فلم يرد أن يأكل من هذه الأطعمة، وظل مطرقًا رأسه إلى أسفل ولم يرد أن يشارك الاخوة في طعامهم وقال أحد الإخوة من أتباع أولوجيوس للأب يوسف: "يا أبى إن الأب أولوجيوس لا يأكل هذه الأطعمة!" أما الأب يوسف فلم يتكلم بل كان يأكل صامتًا ولم يجب بشيء وظلوا على هذا الحال ثلاثة أيام، وزاد الأمر دهشة أن ضيوفة لم يسمعوه طيلة هذه المدة يصلى أو يرتل بالمزامير لأنه كان يفعل ذلك خفية دون أن يعلم به أحد.
ويبدو أن الإخوة قد خاب ظنهم إذ كانوا يتوقعون أن يروا رجلًا ممتازًا ومواهبه وتركوا أنيفو وهم غير متأثرين.
الأب يوسف من أنيفو
عبادة القديس الخفية

مضى الإخوة في طريقهم وكأنهم يوبخون أنفسهم لأنهم لم يستطيعوا أن ينتفعوا شيئًا! لكن الله الذي يرى في الخفاء أراد أن يظهر عبادة هذا القديس الخفية ويعلن أمام هؤلاء جمال العشرة الداخلية السرية فسمح بأن يضلوا الطريق، فاضطروا أن يعودوا في نفس اليوم إلى قلاية القديس مرة ثانية(2)، ولما اقتربوا من الباب سمعوا الأب يوسف يرتل بصوت عال فتوقفوا فترة أمام الباب وانتظروا أن ينتهي من ألحانه الجميلة فلم ينته وأخيرًا قرعوا الباب ولما فتح الباب كان وجهه بشوشًا عليه إمارات السرور والمحبة وجرى أحد تلاميذ أولوجيوس داخل القلاية لكي يحمل قليلًا من الماء إلى أولوجيوس الذي كان شديد العطش، وما كاد أواوجيوس يشرب من الماء حتى توقف ولم يستطع أن يشرب لأنه كان في فمه شديد الملوحة!

الأب يوسف من أنيفو
لقد شعروا جميعًا أن الله وحده هو الذي هيأ لهم العودة إلى الأب ولقد أثار هذا الدهشة في قلب اولوجيوس وتلاميذه وتعجبوا كيف أن الأب لم يكن يرتل حين كانوا في ضيافته لكنهم لما عادوا وجدوه لا يكف عن التسبيح كما أنهم لما كانوا في ضيافته كان يأكل معهم أشهى الأطعمة لكنهم الآن وجدوا أن الماء الذي كان يشرب منه ماء مالح.
ألح عليه الأب أولجيوس أن يعرفه عن هذا السر، فلم يجب الأب يوسف الذي كان متحفظًا في كلامه، لكنه أوضح أنه من المستطاع أن يكون الإنسان متقشفًا جدًا دون أن يحمل زواره متاعب تقشفه، هذا فضلًا عن أن حياة القداسة هي حياة داخلية، وقال لمحدثه بوداعة: "لقد شربت الماء الذي يشربه جميع الأخوة عادة لكنه كان ينقصه حلاوة المحبة، ففهم أولوجيوس الدرس وخرج منتفعًا.
الأب يوسف من أنيفو
إخفاء فضائله

جاء مرة إلى الأب يوسف بعض الأخوة في أنيفو وسألوه قائلين: "كيف يمكن أن نقابل الأخوة الذين يزوروننا؟ وهل يكون إكرامنا لهم معطلًا لنظام حياتنا الروحية" أما الأب يوسف فلم يجب بشيء بل ذهب في هدوء وأحضر مقعدين بسيطين وطلب إليهم أن يجلسوا ثم تغيب برهة داخل قلايته حيث لبس ملابس رثة وأتى وجلس بينهم وبعد برهة أبدل هذه الملابس بملابس جديدة ثم ارتدى ملابسه العادية - وأما الضيوف فكانوا متحيرين ولم يفهموا ما فعله هذا الأب وهموا بسؤاله فقال لهم الأب يوسف في وداعة قد رأيتم جيدًا أنى ما تغيرت بارتداء أي نوع من أنواع الملابس.. أنا نفسي مهما ارتديت من مختلف الثياب، وأن المظهر الخارجي لا يغير من الحقيقة.
فاذهبوا وأكرموا إخوتنا الضيوف وليكن ذلك دائمًا بسرور - ولدينا متسع من الوقت للبكاء على خطايانا عندما نخلو إلى أنفسنا.
ولما سمعوا هذه الكلمات مجدوا الله وفهموا روح تعاليم الكتاب المقدس وانصرفوا فرحين.
إن الأب يوسف الذي نحن بصدده كتب عنه يوحنا كاسيان المؤرخ الشهير لأنه كان قد تقابل معه شخصيًا بل أقام من أجله ومن أجل آخرين سبع سنوات في مصر، وقد خلف لنا كاسيان الكثير من أقوال هذا القديس وسننشرها في كتاب خاص بها إن شاء الله.
_____
الحواشي والمراجع:
← عن كتاب Nicene and Past Nicene Fathers, Vol XI - John Cassian.
(1) كانت مدينة عظيمة هدمها الزلزال وهي المنزلة حاليًا.
(2) ذكر "شينو" أن الله أنزل هناك ضبابًا كثيفًا حتى أنهم ضلوا الطريق دون أن يدروا ووجدوا أنفسهم قد عادوا أمام القلاية التي تركوها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأب يوسف الذي في أنيفو (بنفو) * (القرن الخامس الميلادي ~)
كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب
من أقوال الأب يوسف الذي في أنيفو (بنفو)
الأب يوسف الأب المعاصر للأنبا أنطونيوس
الأب يوسف الذي في أنيفو (بنفو)


الساعة الآن 06:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024