|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رحيل القديس صموئيل إلى أحد الوديان القريبة حدث بعد هذا أن سمع صوتًا أرشده إلى الوادي الذي يسكنه، هتف به أن أخرج من هنا واترك تلاميذك واصعد إلى البرية التي أريك إياها فأسرع القديس ملبيًا النداء بعد أن قال لتلاميذه إني منطلق إلى البرية وسوف أتغيب عنكم زمانًا يسيرًا فأقيموا أنتم في هذا الجبل وانتظروني إلى أيام البصخة المقدسة التي لمخلصنا الصالح فإني آت إليكم بإرادة الرب وسترونني، وإن لم آت فلا تدخلوا البرية طلبًا للبحث عنى لسبب أو آخر. وهكذا صلى مع تلاميذه وفارقهم في السادس عشر من شهر مسرى يوم عيد صعود سيدتنا والدة الإله، وتقدم داخل البرية، وكان يسير ولا يعلم له مستقرًا ولكنه كان واثقًا بقدرة الله على كل شيء. وهكذا تشجع وتقوى بالرب وكان يصلى بلا فتور وهو فرح متهلل بالروح القدس مرتلا مع داود النبي قائلًا، عرفني يا رب الطريق التي أسلك فيها، وأيضًا نورك وعدلك هما يهدياني ويأتيا بي إلى جبل قدسك ومسكنك المعد. واستمر سائرًا حتى بلغ واديًا فيه نخل كثير وبه كنيسة صغيرة فوقف يصلى هكذا قائلًا " أيها الرب الضابط الكل الكائن في النور الذي لا يدنى منه أسمع صلاتي واستجب طلبتي بحقك أنت الذي ظهرت لأبينا إبراهيم ووعدته باسحق.. ظهرت أيضًا لعبدك موسى بحبل حوريب وخاطبته قائلا: اخلع نعل رجليك لأن الأرض التي أنت واقف عليها أرض مقدسة، أعلمني يا رب ما أصنع وماذا ينبغي أن أعمله". وفيما هو يصلى سمع صوتًا لا تخف فإني معك، هوذا إني معطيك هذه الأرض ميراثًا لك ولزراعك الروحاني من بعدك، وعوضًا عن العزاء بالبنين الجسدانيين يعطيك الرب شيوخًا أبرارًا. دخل القديس الكنيسة الصغيرة وكانت مهجورة متراكمة عليها الرمال فأقام أيامًا كثيرة يجد في تنظيفها، ثم اكتشف مساكن قليلة حولها متهدمة مغطاة بالرمال، فشرع في تنظيفها أيضًا،وهكذا أقام القديس في الكنيسة الصغيرة وكان يرفع صلوات وطلبات كثيرة ويمجد الله الذي هيأ له مسكنًا في البرية وكان طعامه من ثمار النخل بالوادي. |
|