|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أنبا صموئيل القلموني
حياته الأولى ذكر كاتب سيرته القديس أنبا ايساك في المخطوطة الموجودة بدير البراموس التي يرجع تاريخها إلى سنة 299، ش وهى أنفس ما حفظه التاريخ عن حياته المقدسة أن مرارًا كثيرة هزته خواطره وخشية قلبه هزة روحانية جعلته يجتهد في تذكار سيرة القديس أنبا صموئيل المجاهد في الرهبنة، الكامل في الأعمال الفاضلة. أبى مجمع دير سيده " القلموني " من أعمال الفيوم، فكان ينظر إلى سعيه الروحاني وسيرته الفاضلة الملائكية ويتأمل بعظم اشتياق إلى سيرته، فالذين عاينوه وسمعوه شهدوا له بجميع أعماله البارة.. هذا القديس من الوجه البحري من قربة تدعى دقلوبه أو تكليو Tekylo بالقرب من مدينة تسمى بيلهيب Pelhip (ذكرت مخطوطة البرموس أنه من قرية تدعى أدكله "أي فلة") وهذه القرية هى مليج النصارى الآن مركز شبين الكوم، وسابقًا من كرسي مصيل. ولد سنة 597 أو سنة 598 م. (ايفلين هوايت) كان والده قسًا محبًا لله يدعى سيلاس وأمه تدعى فسميانه، وكانا غنيين في هذا العالم سالكين بالروح مثل رئيس الآباء إبراهيم لأنهما كانا محبين للفقراء والغرباء، وكان بابهما مفتوحا لكل أحد. وخصص بمسكنهما مكان للمرضى وذوى الأسقام والأرامل والأيتام يوفرون لهم فيه سبل العناية والعلاج والراحة، وكانوا يخدمونهم باجتهاد من أجل عظم محبتهم في السيد المسيح. وكان والد القديس وزوجته قد طعنا في السن ولم يكن لهما ولد سوى أنبا صموئيل، ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة، وكان قد تربى تربية حسنة وأعطاه الله حكمة ومعرفة وكان يصوم كل يوم إلى المساء مواظبًا على الصلوات الليلية والنهارية رسم قارئًا، ولما بلغ من العمر ثمانية عشر عامًا رسم شماسًا وأصبح مسئولا عن كنيسة بناها أبوه. ولما كبر أراد والده أن يزوجاه لكنه رفض ولم يوافقهما بل صارحهما بأنه يريد أن يكون راهبًا. وكانا إذا ألحا عليه يبكى قائلًا: "اتركوني وشأني فيما اخترته ولا تضيقوا على الخناق لئلا انطلق ولا ترونني..". ولما كان أبواه يخافان الله بالحقيقة فإنهما سرًا بهذه الرغبة ولم يقاوما إرادته ولم يعودا يذكرا له شيئًا يتعلق بأمر زواجه وتهلل قلبهما لأنه سوف يكون لهما غرس مبارك في الحياة الأخرى. تنيحت أم القديس فاهتم به والده وكان يصلى ليعرفه الله حقيقة أمر واله، وفيما يصلى ذات يوم ظهر له ملاك الرب وأعطاه السلام وطمأنه قائلًا: "صموئيل ابنك سيصير راهبًا مختارًا، ويكون عظيمًا أمام الله، ويقبل آلا مًا كثيرة من أجل أسمه، ويكون له أولاد كثيرون، والرب الإله يبارك زرعه ويكون تذكاره إلى جيل الأجيال"،وأوصاه أن يستعد لملاقاة الرب بعد أيام. ففرح والد القديس بالرؤيا وأطمأن قلبه من أجل ابنه. (من مخطوطة بدير السريان، والكرازة أكتوبر ونوفمبر سنة 1966 م.). وهكذا افتقد الرب والده وانتقل من هذا العالم إلى نياح الأبرار في شيخوخة صالحة وكان عمر القديس صموئيل وقتئذ حوالي 22 عامًا. |
|