|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أفراتـــة بيت لحم _ القديس جيروم يقول داود هنا: أنني لا أسعى وراء أي موضع أخر لأستريح سوى المسيح، الذي سوف يولد من نسلي، كما أقسم الرب أنه يولد من ذريتي. "إلى أن أجد موضعاً للرب، ومسكناً لإله يعقوب" كثير من المفسرين يعتقدون أن هذا الكلام يرمز إلى الكنيسة، لكن بالنسبة لي، يبدو أنه يُشير لا للكنيسة بقدر ما هو يشير إلى القديسة مريم. أنه حتى يقول: "ها قد سمعنا بها في افراتَة ووجدناها في موضع الغابة" ليتنا نقرأ الكتاب المقدس، ونتأمل ليلاً ونهاراً في كل مقطع وفي كل حرف، ولنحلل الكلام ونتناقش فيه. قد يقول قائل أن أفراتَة هنا تشير إلى بيت لحم. وللتأكد من هذا، يمكننا الرجوع إلى سفر التكوين: "فماتت راحيل ودفنت في طريق افراتَة التي هي بيت لحم" (تك 19:35). هذا قيل عندما عندما ماتت راحيل زوجة يعقوب في أفراتة. دعونا نبحث في أصل كلمة أفراتَه. إذ أنه مكتوب في سفر أخبار أيام أن مريم أخت موسى وهارون قد تزوجت رجل اسمه حور، وقيل عن ثمر هذا الزواج: "هؤلاء بنو حور: بكر افراتَة أبي بيت لحم ..". من هنا نفهم أن مريم أخت موسى وهارون هي أفراتَة. هذا إذن هو مصدر اسم أفراتَة في المزمور الذي نتناوله. ربما يشكك أحد في هذا الاستنتاج لأنه جديد، لكنني أحيل مثل هذا الشخص إلى قانونية هذا السفر. "ها قد سمعنا بها في أفراتة". نقرأ في النص العبري "به" بدلاً من "بها"، موجهاً الأنتباه إلى شخص الرب الذي سوف يولد من نسل داود: "ها قد سمعنا به (أي بالرب) في أفراته (أي في مريم) أما في السبعينية فنقرأ: "ها قد سمعنا بها في أفراتة"، إذ تُشير إلى مريم العذراء. يمكننا أيضاً أن نفهم ببساطة أن أفراتة تشير إلى بيت لحم، وأن هذه الآية نبوة عن ميلاد المسيح في بيت لحم. مُطوّب حقاً هذا المكان الذي أُحتفل به قبل فترة طويلة من الزمن في المزمور! حقاً، جميع الأماكن مقدسة وموقرة، حيثما ولد المسيح، حيثما صُلب، حيثما قام من الأموات، حيثما صعد إلى السموات كمنتصر، إلا أن هذا المكان (بيت لحم) أكثر جلالاً كما يليق به تماماً. تأملوا فقط في رأفة الله وحنانه. هنا، قد ولد طفل صغير فقير، رضيع قد "اضجعته في مزود، إذ لم يكن لهم موضع في المنزل" (لو 2). أيها الرهبان، لقد ولد الرب على الأرض، وليس له حتى قلاية لكي يولد فيها، لم يكن له حجرة في الفندق. كل الجنس البشري له مكان، أما الرب الذي على وشك أن يولد على الأرض ليس له أي مكان. لم يجد مكاناً بين البشر، لم يجد مكاناً في أفلاطون أو أرسطو، لكنه وجد مكاناً في مزود، بين بهائم الأحمال والحيوانات العجماء، وبين البسطاء أيضاً والأنقياء. لهذا السبب يقول الرب في الإنجيل: "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أن يسند رأسه" (لو 9). |
|